ترامب نحو سباق البيت الأبيض.. هل يفلت من جزر "المد الكبير"؟
بإعلان دونالد ترامب ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة يبدو الجمهوريون أمام نذر حملة صعبة عقب فشل حلم "المد الكبير" بانتخابات الكونغرس.
ترامب الذي يؤكد دخوله السباق بعد سيل من الشائعات المتدفق بالأسابيع الأخيرة، كان يعول على نجاح لطالما توقعه الجمهوريون في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس لاستعادة السلطة، لكن يبدو أن "المد الكبير" الذي تنبأ به المحافظون بثقة كبيرة، لم يتحقق.
وبعدما أعلن الرئيس السابق ترشحه مجددا لسباق 2024، يلوح في الأفق سؤال حول إمكانية فوزه مجددا، كما كان الحال عندما أوصلته حملة 2016 بشكل غير متوقع إلى المنصب.
عقبات
واعتبرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن أول تحد أمامه هو الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، والذي أصبح فجأة أكثر صعوبة بالرغم من أتباعه المخلصين من ملايين الأمريكيين الذين يعتقدون أنه كان "رئيسا عظيما".
وشجع ترامب قاعدته على اختيار العديد من الموالين كمرشحين جمهوريين بالانتخابات النصفية لهذا العام، مما أظهر قبضته على قيادات الحزب.
لكن فشل أولئك الذين أيدهم في أهم المناطق بالسباقات البارزة على مجلس الشيوخ ومنصب الحكام، فضلًا عن المنصب المهم أي وزير خارجية الولاية، يضع كافة الاحتمالات على المحك.
وعلى عكس 2020، من المحتمل أن يواجه ترامب منافسا جمهوريا قويا، رون ديسانتيس، حاكم فلوريدا، الذي يتمتع بشخصية قومية متنامية تحظى بإعجاب الكثيرين في قاعدة ترامب. وقد حقق ديسانتيس لتوه شيئا لم يتمكن ترامب من إنجازه – إعادة انتخاب كاسحة.
واعتاد ترامب أن يقول أمام التجمعات الانتخابية "ستملون من الفوز". لكنه فقد مجلس النواب عام 2018، والرئاسة عام 2020، ومجلس الشيوخ في 2021، ويلقي باللوم عليه في تدمير فرصة استعادة المجلس الأعلى الأسبوع الماضي.
وأصدر جزء كبير من الناخبين حكما على ترامب خلال مواجهة جو بايدن في 2020. ومنذ ذاك الحين، اقتحم حشد من مؤيديه مبنى الكابيتول الأمريكي، مما أضعف دعمه.
قضايا قانونية
لكن يواجه ترامب العديد من القضايا القانونية الخطيرة: ففي جورجيا يزعم اعتماده على مسؤولين لمساعدته بالفوز، وفي نيويورك يواجه دعاوى جنائية ومدنية بسبب أنشطته التجارية، وعلى المستوى الفيدرالي بسبب الاحتفاظ بمستندات حكومية.
وإذا كان ترشحه للبيت الأبيض يستهدف تفادي تلك الأمور، فمن غير المرجح أن يفلح ذلك؛ حيث إن الرئيس المنتخب فقط هو من يتمتع بالحماية الرسمية للمنصب. وبصفته مرشحا، يمكن لترامب ادعاء أن متهميه مدفوعون سياسيا، مما يعمل على تأجيج الغضب بين أنصاره الذين يمولونه بتبرعات صغيرة لا حصر لها.
ويظل ترامب خصما قويا لأولئك الذين يتجرأون على الوقوف أمامه، ويواجهون إهانات وتخويفا لا ترحم. لكن هل لا يزال فائزا محتملا فيما يتعلق بالانتخابات العامة؟
وبحسب "التايمز"، أجابت الانتخابات النصفية عن ذلك، حيث أظهرت أنه لا يحظى بالدعم الذي يحتاجه في الولايات المتأرجحة الحاسمة.
وإذا كانت إعادة للمواجهة مع بايدن -المنافسة التي يريدها عدد قليل من الأمريكيين– فسيكون ترامب الأقل حظا لكن من الصعب رؤيته يعيد أجواء 2016.