جرعة أقل من لقاح كورونا يمكنها إنقاذ المزيد من الأرواح
كشف بحث أجراه علماء من هونج كونج والولايات المتحدة عن أن الجرعات المحتوية على كمية أقل من لقاح كورونا يمكنها إنقاذ المزيد من الأرواح.
ووفقاً للبيانات المأخوذة من خريطة التطعيم الخاصة بموقع Our World in Data الأمريكي، تم حتى الآن تطعيم 11.5% فقط من سكان العالم ضد فيروس كورونا المستجد، ولكن في البلدان منخفضة الدخل فقط تم الانتهاء من 0.2% من الجرعات.
وبناءً على ذلك، يرى فريق بحث بقيادة علماء من كلية الطب "Li Ka Shing" بجامعة هونج كونج وقسم البيئة والتطور بجامعة شيكاغو الأمريكية، يمكن أن تتمثل الاستراتيجية الفعالة لتعويض النقص المزمن في مخزونات لقاحات فيروس كورونا المستجد، في تقليل محتوى المكونات النشطة في كل جرعة مفردة من اللقاح, ومن ثم تلقيح المزيد من الأشخاص وإنقاذ الأرواح من خلال تقليل حالات دخول المستشفيات والوفيات، وفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي.
في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، أعلنت شركة الأدوية البيولوجية الأنجلو- سويدية، أسترازينيكا AstraZeneca أنه بسبب خطأ، في تجربة سريرية، اتضح أن فعالية لقاح "كوفيد-19" الخاص به كانت أكبر (بالتلقيح بنصف جرعة) مقارنة بتلك التي تم الحصول عليها بجرعتين قياسيتين (90 % مقابل 62 %).
وحتى الآن، هذه هي الدراسة الوحيدة التي أظهرت على المرضى أن تقليل تركيز المكون النشط للقاح فيروس كورونا المستجد، يمكن أن يحسن الحماية من أعراض "كوفيد-19" المصحوبة بأعراض.
ولكن بدأ بعض الخبراء في التساؤل عما إذا كان يمكن تقليل تركيزات الجرعات، لتصبح استراتيجية فعالة لتعويض النقص المزمن في اللقاحات ولتحسين المنحنيات الوبائية, أو بمعنى آخر، هل يمكن أن يكون وضع محتوى أقل من اللقاح في كل حقنة للسماح بتحصين المزيد من الأشخاص، طريقة فعالة لتقليل حالات دخول المستشفى والوفيات؟
وعلى الرغم من وجوب إجراء دراسات سريرية عميقة للتأكد، فإن الدراسة التي أجراها الفريق البحثي لجامعتي Li Ka Shing وشيكاغو، قالت إن لقاح فايز BNT162b2 يحفز الأجسام المضادة والخلايا التائية لفيروس "سارس– كوف- 2"، إذ تبين أن الجرعات الخاصة به التي تصل إلى الثلث (10 ميكروجرام) من الجرعة القياسية تنتج أجساماً مضادة واستجابات مناعية خلوية مماثلة لتلك التي تم الحصول عليها بجرعة كاملة (30 ميكروجراماً).
وكتب مؤلفو الدراسة: "المعدل الهندسي للأجسام المضادة المعادلة بعد 21 يوماً من جرعة اللقاح الثانية كان 166 للمجموعة التي تلقت 10 ميكروجرام من اللقاح، وهو المعدل الهندسي نفسه تقريباً 161 للمجموعة التي تلقت 30 ميكرو جراماً".
كما أظهرت دراسة أخرى أجريت باستخدام لقاح ميرنا mRNA من شركة موديرنا Moderna أن جرعة تساوي الربع (25 ميكروجراماً) من الجرعة القياسية (100 ميكروجرام) لم تقلل بشكل ملحوظ من النشاط المعادل في الاختبارات المعملية.
ولذلك، يرى العلماء أنه مع لقاحات ميرنا عالية الفعالية، يمكن أن يمثل تقليل تركيز الجرعات حقاً استراتيجية فعالة في مكافحة الوباء, كما قام العلماء من هونج كونج والولايات المتحدة بمحاكاة عدة سيناريوهات، إذ تبين أن إعطاء نصف جرعات لقاح كورونا لعدد معين من الأشخاص يمكن أن يوفر مستوى أعلى من المناعة للسكان من إعطاء جرعات قياسية لنصف الناس.
وخلص الخبراء إلى أنه بسبب ندرة الجرعات وصعوبة إنتاج اللقاحات، فإن تقسيم الجرعات القياسية إلى الـ5 من شأنه أن يقلل بشكل كبير من معدلات الإصابة بالعدوى بين السكان وينقذ الأرواح.