روسيا.. اغتيالات ووفيات غامضة لسياسيين تثير الشكوك حول بوتين
38 روسيا بارزا سقطوا ضحايا في عمليات اغتيال أو حالات وفاة مثيرة للشكوك لم يتم حل ألغازها حتى الآن منذ وقوعها في بداية 2014
عضو سابق في البرلمان الروسي يطلق عليه النار في وضح النهار في العاصمة الأوكرانية كييف، وسفير روسي لدى الأمم المتحدة يسقط ميتا فجأة أثناء تأدية عمله، وقائد من القوات الانفصالية الأوكرانية المدعومة من روسيا يتعرض لتفجير داخل أحد المصاعد في مقاطعة دونيستيك، ومسؤول إعلامي روسي يعثر عليه ميتا في العاصمة واشنطن.
لكن ما الشيء المشترك بين هذه الحوادث؟ إن هؤلاء الضحايا من بين 38 روسيا بارزا سقطوا في عمليات اغتيال أو وفيات مثيرة للشكوك لم يتم حل ألغازها حتى الآن منذ وقوعها في بداية 2014، وفقا لقائمة جمعتها صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية بالتعاون مع صحفية بريطانية تدعى سارة هورست، وقامت بالبحث في روسيا وراء هذا الموضوع الشائك.
الصحيفة قالت إن هذه القائمة تتضمن 10 منتقدين بارزين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، و7 دبلوماسيين، و6 أشخاص على صلة بوسطاء سلطة في الكرملين، و13 قائدا عسكريا أو سياسيا متورطا في الصراع في شرق أوكرانيا، ويتضمنون أيضا قيادات من القوات الانفصالية المدعومة من قبل روسيا، فضلا عن شخصين يحتمل ارتباطهما بملف كشف عنه جاسوس بريطاني سابق وشاركه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي"، ويزعم هذا الملف وجود علاقة بينهما وبين موظفي حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولين في الكرملين.
12 من هؤلاء تم إطلاق النار عليهم أو طعنهم أو ضربهم حتى الموت، فيما تم تفجير 6 آخرين، وتوفى 10 منهم لأسباب طبيعية كما هو مزعوم، بينما توفى أحدهم متأثرا بجراح غامضة في رأسه، وانزلق آخر واصطدمت رأسه في أحد الحمامات العامة، وعثر على آخر مشنوق في زنزانته بالسجن، وتوفى آخر بعد شربه القهوة. علاوة على 6 حالات وفاة لا يعرف سببها، حسب الصحيفة.
وطالما تعامل بوتين مع معارضيه بقسوة وشدة، بحسب الصحيفة التي استشهدت بتصريح سابق للسيناتور باتريك ليهي، كان قد أدلى به مارس/آذار الماضي، قال فيه إن "بوتين يغتال معارضيه السياسيين ويحكم كديكتاتور مستبد".
ولكن تشير قائمة الضحايا التي تتضمن 36 رجلا وامرأتين، إلى أن هجمات بوتين المزعومة ضد منتقديه والذين يفضحون انتهاكاته، واسعة النطاق ومميتة بصورة أكبر مما كان معروفا في السابق، فضلا عن أنها تثير مخاوف جديدة حول معلومات الاتصال الخاصة بفريق ترامب التي يمتلكها الرئيس الروسي وفريقه.
الناشط السياسي الروسي كارا مورزا، قال في تصريح ليو إس إيه توداي: "شهدنا قيادات سياسية معارضة ونشطاء ومكافحين للفساد وصحفيين مستقلين يخسرون حياتهم بطريقة أو بأخرى"، مضيفا: "في بعض الأوقات، تضمن ذلك حالات انتحار غامضة وتحطم طائرات، وأمراض نادرة جدا ومريعة. وفي حالات أخرى أكثر، كانت عمليات اغتيال واضحة".
ولفت إلى أنه نفسه كان ضحية لمحاولتين تسميم؛ إحداهما كانت في مايو/أيار 2015 والأخرى في فبراير/شباط الماضي، وكلاهما حدث في موسكو. مشيرا إلى أن احتمال نجاته منهما كان 5% فقط، وفقا للأطباء، وأنه محظوظ كونه على قيد الحياة اليوم.
عمل كارا مورزا، وفقا للصحيفة، مع نائب سابق لرئيس الوزراء الروسي بوريس نيمتسوف وهو أحد معارضي بوتين، قبل أن يتم إطلاق النار على نيمتسوف في موسكو عام 2015، كما عمل أيضا مع المرشح السياسي والمحامي الروسي المكافح للفساد، أليكسي نافالني، الذي أصيب في عينه، الخميس الماضي، بعد تعرضه لهجوم بمادة كيميائية عقب إطلاق سراحه من السجن بتهمة التحريض على احتجاجات عبر أنحاء روسيا ضد حكومة بوتين.
معظم حالات الوفاة الأخيرة التي وقعت تثير الشكوك حول بوتين لأن مجموعة من منتقديه لقوا حتفهم في عمليات اغتيال واضحة قبل ذلك بسنوات، ومن هؤلاء:
• نيمتسوف، الذي أطلق عليه النار بينما كان يسير بعد تناول العشاء مع صديقته في منطقة أمنية بالقرب من الكرملين. وتورط في اغتياله اثنان شيشيّان قيد المحاكمة الآن، لكن لم تكشف التحقيقات عما إذا كانا قد تلقيا أوامر من أي شخص.
• سيرجي ماجنيتسكي، محامي ضرائب روسي مات بينما كان موجودا في أحد السجون أثناء التحقيق في قضية سرقة 230 مليون دولار متورط فيها مسؤولون روس. ولم يتم اتهام أي منهم حتى الآن.
القائمة التي أعدتها يو إس إيه توداي لا تشمل ماثيو بونشر، 46 عاما، وهو خبير بولونيوم بريطاني في تحقيقات الجاسوس الروسي ألكسندر ليتفيننكو، ويقال إنه طعن نفسه حتى الموت في منزله بعد عودته من رحلة إلى روسيا مايو/أيار الماضي.
من جانبها قالت الصحفية هورست التي أسهمت في تجميع هذه القائمة، إن هذه الحوادث الأخيرة تبدو مؤشرا على الضغط السياسي المتزايد على بوتين ومساعديه. وأضافت: "بوتين على رأس منظمة إجرامية، وهناك العديد من الأشخاص الذين ينتقدونه. ليس من المفاجئ أن تجده راغبا في التخلص منهم".
ونظرا لأن معظم الوفيات الأخيرة مرتبطة بفساد حكومي أو بأشخاص فضحوه، يدعو كارا موزرا الكونجرس إلى منع الروس الذين يسرقون ثروة بلادهم من استثمارها في الولايات المتحدة. وأخيرا قال: "الأمر لا يتعلق بالمال فقط، الأكثر أهمية من ذلك، هو الرسالة التي تبعث بها الولايات المتحدة إلى روسيا".
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yNTEg جزيرة ام اند امز