وداعا عامل الدليفري.. "الدرونز" تنفذ المهمة
أوشك عصر عامل "الدليفري" على الانتهاء، بعد منافسة غير متكافئة مع الطائرات المسيّرة"درونز" التي بدأت تنافسه في مهنته.
في سماء ولاية تكساس الأمريكية، تظهر طائرة مسيّرة، تهبط فوق حديقة أحد المنازل فتودع علبة كرتون صغيرة وتغادر على الفور بدون أن تثير ريبة أحد في الجوار.
ويرى كثيرون أن خدمة التوصيل بواسطات الطائرات المسيّرة أكثر أماناً ومراعاةً للمتطلبات البيئية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "فلايتركس" ياريف باش ، إن توصيل الوجبات بواسطة الطائرات المسيّرة أكثر أماناً من نقلها بالسيارة ويولّد انبعاثات أقل لغازات الدفيئة.
وكان مؤسس "أمازون" جيف بيزوس قد أثار ضجة عام 2013 عندما أعلن عن اختباراته الأولى لخدمات التوصيل بواسطة طائرات من دون طيّار، متوقعاً تعميمها في السنوات الخمس التالية.
في وقت سابق قال موقع "statista" العالمي، إن طائرات درونز قادرة على خلق ثورة في صناعة "الدليفري"، في عديد القطاعات، مثل النقل والزراعة والأمن والطرقات والإعلام والتأمين والاتصالات والملاحة.
ووفقا لبحوث شركة "برايس ووترهاوس كوبرز"، يمكن أن تصل قيمة الطائرات بدون طيار إلى 127 مليار دولار في قطاعات صناعية مختلفة.
وبدأت بلدان بتنفيذ عمليات تجارية "محدودة"، عبر استخدام طائرات دون طيار في خدمات التوصيل، منها إندونيسيا التي اجرت اختبارات للطائرات في عمليات تسليم طرود، في بيئة تشهد صعوبات جغرافية (جبال شديدة الانحدار).
ويرى بعض الخبراء أن ثمة أسباباً تحول دون اعتماد وسيلة التوصيل هذه على نطاق واسع.
وكتب توماس بلاك ضمن قسم مقالات الرأي في "بلومبرج" أن "توصيل الطرود الـ150 إلى 200 التي تتسع لها نقلة شاحنة يتطلب جيشاً صغيراً من المسيّرات"، لكنه اعتبر أن الطائرات الصغيرة مفيدة في عمليات التوصيل العاجلة.
معدلات الأمان
في الوقت نفسه، شكلت مسألة الأمان محور مناقشات حكومية في الولايات المتحدة في شأن إعطاء الشركات تصاريح لمباشرة العمل في هذا المجال.
في يوليو تموز الماضي، أعلنت دولة الإمارات عن تسخير تقنيات الطائرات بدون طيار "الدرونز" في زيادة المساحات الخضراء وتعزيز الإنتاج الزراعي.
وخلال السنوات الماضية تعددت وتعاظمت الأدوار التي يؤديها "الدرون" في مجالات الزراعة وحماية البيئة، بدءا من رسم خرائط المناطق الزراعية، ومرورا بنثر بذور الأشجار الحرجية للحد من زحف الرمال، ووصولا إلى مكافحة الآفات الزراعية، فيما تستمر الأبحاث والدراسات حول مزيد من الاستخدامات لهذه التقنية في الحد من تأثير التغيرات المناخية وتعزيز التنوع البيولوجي.