جنود المستقبل أقل عددًا وأخف وزنًا بفضل سلاح غيّر كل شيء

فرضت أسلحة المشاة نمطا محددا للمعارك طوال العقود الماضية، حينما كان على الجندي أن يحمل قذائف الهاون والرشاشات.
لكن العتاد التقليدي للمشاة تغير وعفا عليه الزمن ليحل محله المسيرات الصغيرة وهو ما يجعل وحدات المشاة أصغر حجمًا وأخف وزنًا.
ويرى الخبير الاستراتيجي العسكرى الروسي رسلان بوخوف أن كل الأسلحة الثقيلة باستثناء البنادق الهجومية على وشك أن تصبح عتيقة وظيفيًا وذلك وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
ويعتقد بوخوف وهو مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات في موسكو، أن طائرات "المنظور الشخصي" المسيرة "ستحل محل جميع أسلحة المشاة الجماعية، وجميع الأسلحة المضادة للدبابات، وستتولى معظم مهام المدفعية".
وفي مقالٍ لصحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية الحكومية، كتب بوخوف أن القتال سيُشنّ بواسطة وحدات بحجم فرقة تضم مشغلي طائرات "المنظور الشخصي" الهجومية المسيرة ووحدات المشاة المدعومة بمسيرات استطلاع وأجهزة تشويش إلكترونية.
وقال "بناءً على ذلك، سيكون أهم مجال في الشؤون العسكرية أيضًا هو مواجهة طائرات المنظور الشخصي المسيرة للعدو" وأوضح أن الأهداف التي لا تستطيع المسيرات الوصول إليه سيتم استهدافها بصواريخ موجهة بعيدة المدى.
ومنذ الحرب العالمية الأولى، عندما كان يُقضى على أعداد كبيرة من الرماة أثناء مهاجمتهم خنادق العدو ومواقع المدافع الرشاشة، تم تسليح المشاة بأسلحتهم الثقيلة المحمولة وذلك لتقليل اعتمادهم على المدفعية وغيرها من أشكال الدعم الناري الخارجي.
وبحلول عام 1915 تم تجهيز قوات المشارة بمدافع الهاون الخفيفة وقاذفات الصواريخ المضادة للدبابات وقاذفات القنابل والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، ومؤخرًا المسيرات.
وفي الحرب العالمية الثانية، كانت المدافع الرشاشة الخفيفة هي القطع الأساسية لفرق المشاة وبفضل معدل إطلاقها العالي، فقد كانت تشكل قاعدة قوة نيران للمناورة لرماة البنادق ومع ذلك، فهي تعد أسلحة إطلاق نار مباشر تتطلب خط رؤية للهدف وبالتالي يمكن للعدو إطلاق نيران مضادة.
على النقيض، يمكن إطلاق المسيرات التكتيكية وتشغيلها من على بُعد أميال خلف خط المواجهة، بعيدًا عن أنظار العدو.
وفي أوكرانيا، لم تعد القوات تُناور كثيرًا في المناطق المفتوحة، لكنها تبقى محمية بالتحصينات مع إطلاق آلاف المسيرات يوميًا في دوريات على الخطوط الأمامية بحثًا عن الأهداف التي يتم استهدافها بالمسيرات المتفجرة والمدفعية.
وكتب بوخوف "لقرون، كان إطلاق النار من مسافة قريبة أساس التدمير في القتال، وبُنيت أسس التكتيكات حول ضمان فعالية هذا الإطلاق. أما الآن، فلم تعد هناك حاجة لرؤية العدو أمامك مباشرةً".
وأضاف "إن قدرة المنصات المتفرقة البعيدة على التدمير من مواقع مغلقة مع طواقمها على الصمود أعلى بكثير من أي سلاح لإطلاق النار من مسافة قريبة".
وتثير فكرة تخلي المشاة عن مدافعهم الرشاشة وقذائف الهاون والاعتماد فقط على المسيرات ذعر خبراء الدفاع الأمريكيين وفي تصريحات لـ"بيزنس إنسايدر"، قال جيان جنتيل، الباحث في مؤسسة "راند" والعقيد المتقاعد في الجيش الأمريكي "لو قال لي أحدهم" سنعطيكم كل هذه المسيرات وعليكم التخلي عن مدافعكم الرشاشة لقلت لهم إنهم مجانين".
وتواجه المسيرات خطر التعرض للتشويش والهجمات الجوية، كما أن الأحوال الجوية السيئة أو الدخان تعرقل عملها وأفادت أوكرانيا بخسارة 10,000 طائرة مسيرة شهريًا في عام 2023، معظمها بسبب التشويش الروسي وعلى النقيض فإن مدفع رشاش ثقيل يطلق أكثر من 100 طلقة في الدقيقة يُمكّن جنديين من إنشاء منطقة قتال ضمن نطاق 2000 قدم من موقعهما.
ويعتقد بوخوف أيضًا أن المسيرات وغيرها من أسلحة النيران غير المباشرة جعلت الدبابات قديمة الطراز فيمكن تخصيص مهامها لوسائل تدمير عالية الدقة أرخص بكثير وأكثر فعالية وسرية مثل مسيرات FPV وقذائف المدفعية الموجهة والتكتيكية.
نظريا، يمكن لأعداد هائلة من مسيرات FPV الرخيصة أن تغمر خطوط المواجهة لكن جنتيل يشكك في أن تعادل القوة النارية لمدافع الهاوتزر وقاذفات الصواريخ المتعددة حيث يعتقد أن الدبابات لا تزال فعالة إذا دُعمت بشكل صحيح بالدفاعات الجوية وأجهزة التشويش.
ومع ذلك، يتفق معظم الخبراء على أن المسيرات تُغير وجه الحرب لكن تاريخ الشؤون العسكرية يشير إلى أن هيمنتها قد تكون عابرة لأن الثورة التي أحدثتها لن تكون الأخيرة في عالم الحروب.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMS4xMDQg جزيرة ام اند امز