أسوأ موجة جفاف تضرب كوريا الشمالية منذ قرن
كوريا الجنوبية تخطط لإمداد جارتها الشمالية بالغذاء، لكن هذه الخطوة الإنسانية مثيرة للجدل خصوصا بعد إجراء بيونج يانج تجارب صاروخية.
تعاني كوريا الشمالية من أسوأ موجة جفاف تشهدها منذ أكثر من قرن، بحسب تقارير لإعلامها الرسمي، الجمعة، وسبق أن أعلنت بيونج يانج في عام 2015 أنها تشهد "أسوأ جفاف خلال 100 عام".
وكانت الأمم المتحدة أبدت، منذ أيام قليلة، "قلقها الشديد" إزاء النقص في المواد الغذائية في كوريا الشمالية، التي تخضع لسلسلة عقوبات دولية بسبب برامجها الباليستية والنووية.
وبحسب تقرير للأمم المتحدة، سجلت كوريا الشمالية، خلال 2018، أسوأ معدل لإنتاج محاصيلها الزراعية منذ 10 سنوات، إذ انخفضت بنحو 500 ألف طن جراء الكوارث الطبيعية وانحسار الأراضي المزروعة.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي في سيؤول، في وقت سابق هذا الأسبوع، إنه "قلق جدا" إزاء تدني مخزون المواد الغذائية في كوريا الشمالية.
وأوضح تقرير الأمم المتحدة الذي أعده برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة "فاو"، أن نحو 10,1 مليون شخص (40% من إجمالي عدد السكان) يعانون من سوء التغذية.
ويعتقد أن مئات الألوف ماتوا أثناء مجاعة في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وهي حقبة تعرب باسم "المسيرة الشاقة".
وذكرت صحيفة رودونج سينمون، الناطقة باسم حزب العمال الحاكم، الجمعة، أن كوريا تشهد أسوأ معدل مسجل لهطول الأمطار منذ عام 1917.
وقالت الصحيفة الناطقة باسم حزب العمال الحاكم إنّ المياه نفدت من بحيرات وخزانات البلاد، مضيفة أنّ "الجفاف الحالي يسبب أثرا كبيرا على زراعة القمح والشعير والذرة والبطاطس والفول".
لكن المناطق المجاورة تشهد تراجعا أيضا في معدل سقوط الأمطار هذا العام، ووصفت هيئة الأرصاد الجوية في كوريا الجنوبية الوضع بأنه "جفاف شديد"، فيما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية في الصين أنّ معدل سقوط الأمطار في شمال شرقي البلاد شهد انخفاضاً بنسبة 55%.
وتخطط سيؤول حاليا لإمداد جارتها الشمالية بالغذاء، لكن هذه الخطوة الإنسانية مثيرة للجدل سياسيا، خصوصا بعد إجراء بيونج يانج تجارب صاروخية وتأزم المفاوضات النووية التي تجريها مع الولايات المتحدة، وهي أول تجارب يجريها الشمال منذ أكثر من عام.
وقال مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية شونج أيو يونج إنّ "مسألة المساعدات الغذائية يجب أن ينظر إليها من منظور إنساني للإخوة الكوريين بغض النظر عن المسائل الأمنية".
ولا تحظر العقوبات الدولية ضد بيونج يانج تقنيا المساعدات الإنسانية، لكنها تقيد التعاملات المصرفية وواردات البلاد، كما أعاق الحظر على سفر المواطنين الأمريكيين لكوريا الشمالية أنشطة منظمات الإغاثة.