طباخون أجانب لصنع مخدر "الكريستال" في العراق
انتشار المخدرات في العراق ينتقل من مرحلة التهريب إلى مرحلة التصنيع المحلي على يد "طباخين" أجانب.. ما الحكاية؟
اعترف قضاة عراقيون بتحول مدينة البصرة، أقصى جنوب العراق، وبسبب قربها من إيران، إلى أبرز بوابات دخول المخدرات للعراق، إضافة إلى توسع أنشطة الاتجار بها وتصنيع أنواع منها بواسطة خبراء يطلق عليهم "طباخون" أجانب يجري استقدامهم من الخارج.
وقالت قاضية التحقيق في مدينة البصرة، علياء ناصر، إن "أبرز المشكلات التي نواجهها في موضوع المخدرات هي عدم وجود مصحات مختصة لمعالجة المدمنين على المخدرات، بالرغم من أن قانون مكافحة المخدرات العراقي يلزم وزارة الصحة بإنشاء مصحات لعلاج الإدمان، إلا أن هذا لم يتحقق، لذا يستمر المدمنون في تعاطي المخدرات ويواجهون صعوبات كبيرة في تركها ومعالجة أنفسهم".
وأضافت القاضية، في تقرير صادر عن مجلس القضاء الأعلى العراقي، اطلعت عليه "بوابة العين"، الإخبارية، أن "سبب انتشار المخدرات بشكل غير مسبوق في العراق، خاصة في المحافظات الجنوبية، هو أن القدرات التنفيذية لمحاربة وصول المخدرات لا تتناسب وحجم التهديد الذي تشكله، رغم تأكيداتنا المستمرة أن جهود الحكومة لا تزال متواضعة، خاصة مشكلة عدم إحكام السيطرة على الحدود الخارجية بشكل جيد".
وكشفت القاضية علياء ناصر، عن وجود عمليات لتصنيع بعض أنواع المخدرات في داخل العراق، موضحة أن "جميع أصناف المخدرات كانت تدخل إلى العراق من خارج الحدود في السابق، أما الآن فقد تم إنشاء معامل لصناعة بعض أصناف المخدرات (الكيميائية غير النباتية) وعلى رأسها المخدر الذي يسمى الكريستال".
وتابعت القاضية: "يُعرف بين مروجي المخدرات مَن يقوم بعمل مادة الكريستال المخدرة بالطباخ نسبة إلى عملية تصنيعه التي تتم على شكل طبخة، وتتضمن خلط مجموعة من المواد الصناعية في قدر الضغط".
وحول كيفية ظهور "معامل" تصنيع المخدرات، أضافت: "لا يوجد عدد كبير من هذه المعامل، الموجود عبارة عن غرف سرية تكون في العادة داخل منازل سكنية، تُجرى فيها الاستعانة بخبراء أجانب من جنسيات معينة يتم توظيفهم لمهمة صناعة المخدرات".
وأشارت القاضية علياء ناصر إلى أن المخدرات، خاصة مخدر الكريستال، تُصنع في محافظة البصرة، مبينة أن "هناك طباخين للمخدرات من جنسيات معينة يقومون بهذا العمل في البصرة، وقد تم إلقاء القبض على مجموعة منهم ومحاكمتهم، والآن هم في السجون العراقية ومنهم مَن لم تتوصل إليهم الأجهزة المسؤولة إلى الآن".
وكشف قاضٍ بمحكمة الجنايات في محكمة استئناف البصرة، عن تحول مخدر "الكريستال" إلى أكثر أنواع المخدرات انتشاراً ورواجاً بسبب قوته التخديرية، وبسبب تنامي تجارته عمل بعض التجار على إنشاء معامل صغيرة عادة ما تكون بتأسيس وإشراف من محترفين غير عراقيين.
وأشار القاضي، الذي لم يشر تقرير مجلس القضاء إلى اسمه، إلى أن أسرار تصنيع المخدرات يعرفها الأجانب الذين يُجرى استقدامهم للعمل في العراق لصالح تجار المخدرات، ويحتفظون بأسرارها ولا يكشفونها للعراقيين.
وعلى الرغم من كون مدينة البصرة العراقية محطة رئيسية لدخول المخدرات إلى العراق، قادمة بمعظمها من إيران المجاورة، وتسجيل عدة آلاف من حالات الإدمان بين السكان، فإنه لا توجد بها أي مصحة لمعالجة المدمنين الذين تسوء أوضاعهم بمرور الوقت، وفقاً لتقرير لمجلس القضاء الأعلى العراقي.