"دبي 10X" توظف الذكاء الاصطناعي بتحويل النفايات لمصدر طاقة مستدام
المبادرة تأتي استكمالا لمشروع بلدية دبي التي تسعى إلى تحويل النفايات الصلبة لطاقة.
نجحت بلدية دبي من خلال مبادرة "دبي 10X" في تطوير مشروع "ويستنايزر" كأول مشروع من نوعه لنقل ومعالجة النفايات وتوليد الطاقة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك في خطوة من شأنها إحداث نقلة نوعية في جهود تحقيق الاستدامة وخفض الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية من خلال تحويل النفايات إلى مصدر مستدام للطاقة دون الحاجة لأساليب وآليات نقل تقليدية، ما يدعم جهود البلدية لمواجهة التحديات اليومية والمستقبلية في إدارة النفايات.
وقال داود عبد الرحمن الهاجري، مدير عام بلدية دبي: "يمثل مشروع "ويستنايزر" تحولا جديدا من شأنه تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، حيث تقوم بلدية دبي بالدور الرئيسي في المشروع، والذي يشمل تنظيم وإدارة الخدمات لتكون وفقا لأعلى المستويات، وهو ما يضعنا أمام تحد للعمل الجاد والمثمر لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمشروع الذي سيجعل دبي المدينة الوحيدة والأولى على مستوى العالم التي تقوم باستخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات نقل ومعالجة النفايات وتوليد الطاقة النظيفة والمستدامة منها".
ويعمل المشروع على معالجة النفايات بشكل لا مركزي في المباني والأحياء السكنية مستخدما تقنية طورتها بلدية دبي، لتكون قادرة على معالجة النفايات الصلبة بجميع أنواعها وفرزها باستخدام الذكاء الاصطناعي، بينما يقوم الجهاز برفع درجة حرارة النفايات لينتج عنه تفكك العناصر الكيميائية لتصبح صديقة للبيئة، ومن ثم توليد طاقة كهربائية نظيفة يتم تصديرها إلى شبكة كهرباء دبي.
وتأتي المبادرة استكمالا لمشروع بلدية دبي التي تسعى إلى تحويل النفايات الصلبة لطاقة من خلال تشييد أكبر محطة مركزية من حيث السعة الإنتاجية وكفاءة التحويل الحراري على مستوى العالم، للمساهمة في تحقيق خطة دبي المتكاملة للنفايات الهادفة لتحويل 100% من نفايات دبي عن مسار الطمر بحلول عام 2030.
وسيوفر المشروع إمكانية الاطلاع على إحصاءات النفايات الناتجة والتكاليف المترتبة على جمعها ومعالجتها والأضرار الناجمة عن الانبعاثات الضارة في مكبات المدينة، كما سيسهم في زيادة كفاءة عمليات البلدية بتقليل التكلفة التشغيلية المترتبة على نقل ومعالجة النفايات، وتجنب الآثار البيئية السلبية الناتجة عن تجميع وطمر النفايات بشكل مركزي، وتجنب هدر الأراضي والمساحات المطلوبة لهذه العملية.
"ويستنايزر" يوفر 2.3 مليون درهم يومياً
وسيسهم مشروع "ويستنايزر" في توفير ما يقارب 3.5 مليون طن من النفايات سنويا، و7,560 متر مربع من الأراضي المستخدمة كمكبات، والاستغناء عن 3,850 مركبة لجمع النفايات، وإنتاج 17,500 طن من الرماد الصالح لإنتاج الخرسانة الخضراء، وسيخفض المشروع التكلفة التشغيلية اليومية لإدارة النفايات في دبي بواقع 2.3 مليون درهم.
وتعمل البلدية مع مجموعة من الشركات الوطنية والعالمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية، وتحويل النفايات لطاقة، والنقل، والمطورين على إتمام مراحل المشروع ابتداء من البحث والتطوير، ومن ثم اعتماد الاتفاقيات الاستراتيجية مع الشركات، والبدء في المرحلة التجريبية في منطقة تتوفر فيها البنية التحتية اللازمة ليتم تطبيق المشروع في عدة مناطق من دبي قبل افتتاح معرض إكسبو 2020.
ويعد "ويستنايزر" النظام الأول والفريد من نوعه عالميا في الاستغناء الكامل عن الطرق التقليدية بجمع وطمر النفايات الصلبة، حيث سيسهم تنفيذه في دعم خطة دبي 2021 الهادفة لجعل دبي المدينة الأكثر استدامة في العالم، إضافة إلى تصدير هذه التقنية المبتكرة إلى مدن العالم ما يعزز موقع دبي في المنطقة والعالم في مجال استدامة الأعمال والموارد البيئية.
"دبي 10X"
يذكر أن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، قد اعتمد خلال أعمال القمة العالمية للحكومات فبراير الماضي، 26 مشروعا قدمتها 24 جهة حكومية في دبي ضمن مشاركتها في مبادرة "دبي 10X"، بعدما قامت لجنة متخصصة تضم نخبة من الخبراء والمختصين في مرحلة سابقة بدراسة ومراجعة أكثر من 160 فكرة تم تلقيها للمشاركة من 36 جهة في أقل من 365 يوما.
وتهدف مبادرة "دبي10X" التي تشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل إلى تمكين الجهات الحكومية في إمارة دبي من استباق العالم في القطاعات كافة، وجعل دبي مدينة المستقبل من خلال إعادة صياغة وصناعة مفهوم وأساليب عمل الجهات الحكومية واستباق ما ستطبقه مدن العالم بعد 10 سنوات، وتطبيقه اليوم.
وتتعاون الجهات والهيئات الحكومية في تطبيق وتنفيذ المشاريع مع شركات الابتكار والتكنولوجيا والمؤسسات المهنية تماشيا مع توجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لجميع الجهات الحكومية في دبي أن تطبق اليوم ما ستطبقه مدن العالم الأخرى بعد 10 سنوات عند إطلاقه مبادرة “دبي10X” ولأول مرة في الدورة الخامسة من القمة العالمية للحكومات في العام الماضي.