ينطوي تنظيم معرض دبي للطيران على مردودات إيجابية تعزز قوة دولة الإمارات الشاملة سياسيا واقتصاديا وتكنولوجيا وبشريا.
ويندرج المعرض، الذي يتم تنظيمه في الفترة 14-18 نوفمبر الحالي، ضمن المعارض ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة، وذلك من خلال العائدات الناتجة عن الخدمات التي تُقدّم على هامشه، والتي تُنشّط الحركة السياحية والتجارية، كما أن وجود هذا الكم الهائل من الشركات العالمية المشاركة في فعاليات المعرض -أكثر من 1200 شركة- يتوّج بالعديد من الصفقات الكبيرة، التي لها مردود كبير على الصناعات الدفاعية والمدنية المرتبطة بها في دولة الإمارات.
ومن الناحية السياسية والاستراتيجية يعبر الحضور الدولي الواسع في معرض دبي للطيران -148 دولة- بوضوح عن تزايد الثقة العالمية بدولة الإمارات وسياساتها وتوجهاتها الداعمة إلى السلام والتنمية والأمن، فمؤتمر القوات الجوية والدفاع الجوي المصاحب للمعرض يمثل نافذة دولية للحوار وتبادل الرؤى بين المسؤولين والخبراء في مجال الدفاع والطيران والأمن حول التصدي لمختلف التحديات، التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
كما يعد المعرض من الأدوات المهمة التي يمكن من خلالها تعزيز علاقات التعاون الدفاعي والأمني بين الإمارات والعديد من دول العالم، خصوصاً أن هذا المعرض يستضيف ضمن فعالياته المختلفة كبار الشخصيات وصناع القرار من جميع أنحاء العالم.
ويوفر حرص دول العالم، المشاركة في المعرض، فرصة لتسليط الضوء على مواقف الإمارات تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية.
ويجسد نجاح دولة الإمارات في تنظيم واستضافة معرض دبي للطيران في دلالاته العميقة ما تتمتع به الدولة من أمن واستقرار على المستويات كافة، فلا شك أن رغبة الشركات الكبرى في مجال الصناعات الدفاعية والأمنية والتكنولوجية والفضائية في المشاركة بعرض منتجاتها في المعرض، تعزز صورة الإمارات في الخارج باعتبارها واحة الأمن والأمان، كما أن اتفاقيات الشراكة التي تُبرَم على هامش المعرض بين الشركات الإماراتية وبين كبرى الشركات العالمية، تجسيد واضح لما تتمتع به الإمارات من أمن واستقرار، بالشكل الذي يجعل هذه الشركات على قناعة بأن استثماراتها في مأمن تام.
ومن الناحية التكنولوجية يمثل معرض دبي للطيران فرصة ثرية لتوطين التكنولوجيا المتقدمة في مجال الصناعات العسكرية، فالشراكات التي يتم عقدها خلال فعاليات المعرض بين الشركات الإماراتية وكبريات الشركات الدولية في مجال الصناعات العسكرية والتكنولوجية توفر فرصاً لتأسيس مشروعات مشتركة تسهم في نقل المعرفة والتكنولوجيا وتوظيفها وتدريب الشباب على هذه التكنولوجيا.
ويمثل المعرض منصة تسويقية مهمة بالنسبة للشركات الإماراتية الطامحة إلى الاستحواذ على حصة أوسع من سوق الصناعات الدفاعية العالمية، وعقد الشراكات مع كبريات الشركات المتخصصة في هذا المجال، كما يوفر المعرض فرصة لتطوير الصناعات العسكرية العربية من خلال عقد مزيد من الشراكات الاستراتيجية مع الشركات الدفاعية الكبرى على مستوى العالم.
معرض دبي للطيران 2021 فرصة مهمة لتعزيز القوة الناعمة لدولة الإمارات، وإبراز الوجه الحضاري لشعبها وما يتمتع به من قيم الكرم والتسامح والوسطية والاعتدال، وهي القيم التي تجسدت على أرض الواقع من خلال تعامل أبناء الإمارات من المتطوعين مع الوفود المشاركة وزوار المعرض، علاوة على ذلك يشكل معرض دبي للطيران أفضل الفرص لصنع صورة عالمية للإمارات كمثال يحتذى به في مجالات التنمية الاقتصادية والتقدم التكنولوجي وتقديم المساعدات الإنسانية ودعم الشرعية الدولية، والترويج لنموذجها الاتحادي، الذي أصبح مصدر إلهام للدول، التي تسعى لتحقيق التنمية المتوازنة في جميع مناطق الدولة، وإعمال قواعد الحوكمة والحكم الرشيد، والتركيز على تمكين الدولة والمواطن اقتصادياً واجتماعياً، فضلا عن كونها أصبحت بالفعل نموذجاً للتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية على الصعيد العالمي، لدورها الفاعل والمحوري في ترسيخ منظومة هذه القيم الإيجابية وإدراجها ضمن مبادئ العلاقات المستقرة بين الدول والشعوب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة