بالصور.. معارض وأفكار فنية مبتكرة على ضفاف خور دبي
أعمال فنية مبتكرة تلفت الأنظار في مركز "جميل" للفنون المعاصرة الذي افتتح أبوابه حديثا على ضفاف خور دبي.
عند زيارة مركز "جميل" للفنون المعاصرة الذي افتتح أبوابه حديثا على ضفاف خور دبي، تلفت الأنظار تلك الأعمال الفنية الابتكارية التي تجمع بين البساطة في الأدوات المستخدمة والعمق في الطرح والمعنى، وفيما يلي جولة بالصور تأخذكم فيها "العين الإخبارية" إلى أبرز محتويات مركز "جميل" للفنون.
غذاء الفكر
قد لا يتخيل المرء أن "طناجر" الطبخ قد تصبح لوحة فنية فريدة، لكن الفنانة السعودية مها ملوح استطاعت، في معرضها "غذاء الفكر"، تطويع عدد كبير من أواني الألومنيوم التي سبق واستعملت في الطبخ لتخرج بعمل فني لافت، ويُعبر العمل عن التقاليد العائلية السعودية وكرم الضيافة، في تجسيد بصري تاريخي، وفي وسط القاعة نفسها تبدو أبراج من صحون "التشينكو" مصفوفة بعناية فوق بعضها البعض، لتشير إلى التحول في المقاييس الحياتية التي شهدتها السعودية من أنماط الحياة التقليدية السابقة إلى مظاهر ناطحات السحاب المعاصرة.
تسريحة فلاحية
الستائر
في سلسلة الستائر المُرقَّعة تتلاعب الصلح بجذر العبارات العربية واشتقاقاتها، فتبدو كلمات "سمع معس، حلم ملح، بحر حرب" ألفاظا متناقضة ذات دلالات فلسفية، وقد اختارت الصلح أقمشة تستحضر الستائر متعددة الألوان التي كان يتم وضعها على شرفات المنازل في بيروت لحجب أشعة الشمس الحارقة والعيون المتلصصة.
ضربات القلب
"هارت سكايب" أو مجال القلب هو عمل مؤثر تتناول فيه التشكيلية الباكستانية "لاله رُخ" موت والدتها عام ١٩٩٧، ويتضمن المعرض مجموعة من الصور المغرقة في القتامة ومخططا لضربات القلب يقدم وصفا للأيام الثلاثة الأخيرة في حياة والدتها.
تاريخ النفط
عمل لطيف العاني، الملقب "أبو التصوير الفوتوغرافي" في العراق، منذ عام ١٩٥٤ حتى العام ١٩٦٠ مصورا فوتوغرافيا لشركة نفط العراق التي كان يسيطر عليها البريطانيون، وتُوثِّق صوره التي التقطها بالأسود والأبيض بصيغة "روليفليكس" التحولات المتسارعة في بغداد آنذاك، مثل مشروع سد "درينديخان" في إقليم كردستان، حيث استخدم اللقطات الجوية لإظهار التحولات الطوبوغرافية.
أنابيب
تُحاكي مجموعة من الأسطوانات المعدنية المصطفة بانتظام خطوط الأنابيب التي كانت تستخدم في منتصف القرن الـ٢٠ لنقل النفط في المنطقة العربية، وقام الفنان اللبناني ريان ثابت بإعادة استخدام أغراض عُثِر عليها في تشكيلات فنية تعبيرية، حيث ولَّد الطلب المتزايد على توزيع النفط المكتشف في الشرق الأوسط الحاجة إلى إنشاء خطوط الأنابيب، ومنها خط "تابلاين" الشهير بين عامي ١٩٥٠ و١٩٧٥، والذي امتد من القيصومة في المنطقة الشرقية السعودية ليتصل بخط أنابيب "أرامكو" عبر الأردن وسورية، وصولا إلى محطة التصدير في صيدا جنوبي لبنان.
جرار
تتقصّى التشكيلية الأردنية آلاء يونس في عملها "الباحثون" عن دور النفط في توليد المعرفة، ويشكّل نموذج العربة الغريبة الذي يشبه الجرار نموذجا للمركبات التي كانت تستخدم في رحلات البحث عن النفط في القرن الماضي، حيث تستكشف يونس التأثير الذي تركه تأميم النفط على الحياة الثقافية.
وجوه كادحة
رسوم لوجوه كالحة ومتعبة مع مسحة من الكآبة، يصف من خلالها الفنان الإيراني هوشانغ بيزيشكنيا الشقاء الذي عاشه العمال الكادحون في شركة النفط البريطانية الإيرانية بمدينة آبابدان بين عامي ١٩٤٨ و١٩٥٨، وتعكس الرسومات حالة العمال بخوذهم البيضاء والظروف الصعبة التي كانوا يعملون في ظلها.
حفارات
استلهمت التشكيلية الكويتية منيرة القديري من رؤوس الحفارات، التي كانت تُستعمل للوصول إلى آبار النفط الجوفية، تصميم مجسم عن تلك الأدوات المبتكرة التي برزت في حقبة اكتشاف النفط، نتيجة الحاجة إليها في عمليات الاستخراج من باطن الأرض، حيث كانت الكثير من تلك التقنيات مجهولة بسبب الإغلاق الأمني الذي كان يحيط بعمليات التنقيب.
زجاج منفوخ
في عام ١٩٥٤ كلفت شركة أبوظبي العاملة في المناطق البحرية، الفنان الشاب جاك كوستو بإجراء مسح جغرافي لمياه وسواحل الخليج العربي، مستخدما سفينته الشهيرة "كاليبسو"، وفي عام ٢٠١٨ قام مايكل جون ويلان بجمع عينات من الرمل من نفس المواقع التي قام بمسحها كوستو قبل أكثر من نصف قرن، وحول الرمل إلى منحوتات زجاجية تذكر أشكالها بأسطوانات الغوص التي استخدمها كوستو، وهي مصنوعة بواسطة النفخ ومرصعة بالفقاعات التي تذكر بالتنفس تحت الماء.
أخفاف وأسلاك
في معروض "أخفاف وأسلاك" للفنان الإماراتي الراحل حسن شريف تبدو أعداد كبيرة من "المشايات" البلاستيكية الشائعة الاستخدام مُكدسة فوق بعضها في أكوام عالية، حيث اتجه شريف في التسعينات إلى استخدام السلع والبضائع المصنوعة من البلاستيك والمطاط لنقد النزعة الاستهلاكية المنتشرة في المجتمعات الخليجية.
أرض الشمس
عمدت الفنانة الجزائرية ليديا أورحمان في عملها "أرض الشمس" إلى وضع شجرة ليمون في دولاب يعوم وسط زيت محرك مستعمل، ويمثل ذلك محاولة للتأكيد على الجذور الطبيعية للنفط، وكذلك محاكاة لتلاقي الشجريات والبتروليات باعتبارهما شيئين من صنع الطبيعة والإنسان.
البيت الأخضر
يُعتبر المشروع الفني "البيت الأخضر" للفنانة الإماراتية شيخة المزروعي أول مشاريع حديقة الفنانين في مركز جميل للفنون، وهو عبارة عن بيت زجاجي مفعم بالضوء الأخضر.
فرشايات عبثية
في إطار الاستخدام غير التقليدي للأشياء، استعملت الفنانة التشكيلية الإيطالية لارا فافاريتو "الفرشايات" المخصصة لغسيل السيارات في تجسيد فني فريد، حيث يشير اللون الأزرق إلى فكرة الزوال، انطلاقا من تآكل "الفرشايات" مع الوقت نتيجة الدوران على الصفائح المعدنية، ويحاكي هذا العمل الفني حالة العبث والمأساة في سياق أغراض الحياة اليومية التي تبدو للوهلة الأولى بسيطة واعتيادية.