من قلاع الطين ووسط زمن استعماري انعزالي آمن رجل حالم كان يسبق عصره آنذاك بولادة مدينة الدهشة .
من رحم التحدي الذي اكتنف أطراف شبه الجزيرة العربية. وهي الإمارة الحلم دبي التي كان أول من أشعل جذوة
نهوضها عبقرية المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. الحاكم الفذ الذي شدد منذ البدايات على البناء و التقدم وأدرك أن ذلك لا يتحقق من دون أن يكون محاطاً بخيرة الكفاءات من مواطنين وعرب وأجانب، فكانت دبي منذ نشأتها مدينة الجميع. ذات البصمة التي تشارك فيها أبناء الشرق والغرب لينتج عن ذلك ولادة"الأسطورة" العالمية رغم التشكيك والتحديات.
لا مستحيل كلمة توارثها الأبناء من قاموس والدهم فوضعوا أيديهم بأيدي بعضهم البعض ليكون هذا النبراس الذي تسير عليه دبي، إذ أن البداية كانت من مجلس الوالد المحنك الذي تولد فيه الأفكار
العظام والمشاريع من ذوي الكفاءة والأخلاق العالية لتكون أولى المهام حينها توفير الاحتياجات الأساسية للسكان من مدارس ومستشفيات و كهرباء و ماء ومساكن وغيرها، رغم شح الموارد وتحديات الطبيعة والظروف الجيوسياسة حينها.
من الإنسان أولاً قبل الإسمنت انطلق مسار دبي الملحمي وهذا هو سر نجاح هذه المدينة العالمية حتى اليوم، إذ أن كل شي فيها يدور في فلك الرفاة والسعادة لمواطنيها ومقيميها وزوراها وهذا ما تؤكد عليه الخطة الحضرية حتى عام 2040 التي أطلقها صاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لتكون دبي هي المدينة الأفضل للحياة في العالم.
كل زاوية في هذه المدينة تسرد قصص التحول فمن الخور حيث الشريان الرئيسي الذي ضخ دماء التجارة وخطّ الأهمية الاقتصادية لدبي إلى ناطحات السحاب التي تعانق طموحاً بلغ مداه حتى اليوم المريخ تتواصل السيرة والمسيرة، مع التأكيد على أن الواجهة لا تختلف عن المضمون في ظل إدارة حكومية محنكة وفرق عمل تواصل الليل و النهار لتظل رحلة التميز والعطاء مستمرة على الدوام ويحمل لواءها جيل وراء آخر.
دبي ..مدينة اعتادت على تجاوز التحديات لتلتصق بها صفة الازدهار المستمر، فمن تحدي اللؤلؤ منذ بدايات النشأة إلى يومنا هذا أصبح التمرس على تجاوز التحديات أمراً مثيراً ومحفزاً لأنه من رحم المعاناة تولد الفرص الجديدة
وهكذا درس يتعلمه الآخرون من هذه المدينة التي أضحت مدرسة في إدارة التحديات واقتناص الفرص،ولاشك أن إطلاق خطة حضرية بهذا الطموح والحجم في زمن متأزم كهذا لهو خير دليل على هذا النهج التنموي غير المسبوق.
و ما بين فترة الأربعينات و أوائل الخمسينات حيث كانت بداية النهضة في مدينة يقدر عدد سكانها آنذاك بحدود ثلاثين ألفاً وينعمون بالاستقرار والاقتصاد القوي نتيجة نظرة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الثاقبة يعيش اليوم نحو 3.3 ملايين نسمة ثمار
تلك الرؤية التي تبلورت على يد فارس أكمل المنافسة على صهوة أبيه ولا يرضيه سوى العمل المقرون بالابتكار والنجاح ..وقد قالها الفيلسوف اليوناني أرسطو "ما نحن إلا ما نفعله باستمرار، ليس التميز إذاً عمل يوم
فحسب ،و إنما هو عمل كل يوم ".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة