"التايمز": هولندا تقدم إغراءات لـ250 شركة لمغادرة بريطانيا

الحكومة الهولندية تجري محادثات مع أكثر من 250 شركة في بريطانيا لإغرائها بمغادرة المملكة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي

تجري الحكومة الهولندية محادثات مع أكثر من 250 شركة، مقرها في بريطانيا لإغرائها بالمغادرة إلى هولندا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن شركة "سوني" أصبحت أحدث شركة تعلن أنها ستنقل مقرها الأوروبي إلى هولندا لتلحق بشركة "باناسونيك"، في مؤشر على القلق المتزايد في قطاع الأعمال التجارية إزاء الجمود في ويستمنستر.

ووفقا للصحيفة، كشفت وكالة الاستثمار الهولندية عن أنها تجري محادثات مع 250 شركة أخرى نتيجة "عدم اليقين الكبير" في بريطانيا، على الرغم من مزاعم، رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي بأنه "لا يرى بريكست كفرصة تجارية".

وأشار مسؤولون في بلاده إلى أن المصارف الأجنبية التي تنقل عملياتها يمكن أن تتجنب فرض حد أقصى على الحوافز، تحددها بنسبة 20% من الأجر الثابت، علاوة على إعفاءات ضريبية موسعة للعمال الوافدين حديثاً، الذين لا يدفعون ضريبة دخل على 30% من رواتبهم لمدة 8 سنوات.

وأشارت إلى أن العديد من البلدان تحاول جني عوائد "بريكست" عن طريق إقناع الشركات التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها بنقل مقرها الأوروبي إلى القارة، ومنها فرنسا التي حددت ما يصل إلى 50 شركة لجذبها، تشمل شركات تعمل في صناعات السيارات والدواء.

ولفتت إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استضاف، الإثنين، قمة استثمارية لأكثر من 140 من قادة الأعمال، ومنهم رؤساء شركات ذات حضور بريطاني قوي مثل جولدمان ساكس وجوجل وسيمنز.

وقال المسؤولون إن فعالية "اختر فرنسا" في فرساي كانت فرصة لماكرون لإثارة قضية نقل الشركات.

ومؤخرا، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة "إيرباص" توم إندرز أن الشركة ستضطر إلى اتخاذ "قرارات ربما تكون ضارة للغاية للمملكة المتحدة" في حال عدم التوصل إلى صفقة حول "بريكست".

في يونيو قالت شركة "إيرباص" إنها قد تغادر بريطانيا تماما إذا تركت البلاد الاتحاد الأوروبي والاتحاد الجمركي الوحيد دون صفقة انتقالية. توظف شركة الطيران 14 ألف شخص في 25 موقعا في بريطانيا.

وقالت كارولين فيربيرن، المديرة العامة لاتحاد الصناعات البريطانية، إن الخطوة التي اتخذتها سوني، وكذلك قرار "دايسون" هذا الأسبوع نقل مقرها الرئيسي إلى سنغافورة، توضح كيف أن "منشآت تجارية متنقلة".

ووفقاً لشركة "إي واي" (EY)، وهي مؤسسة لتقديم الخدمات المهنية، فإن 36% من شركات الخدمات المالية في بريطانيا تدرس أو تخطط لوضع خطط للانتقال إلى دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي، حيث ترتفع إلى 56% في قطاع المصارف والوساطة المالية، ودبلن وباريس وفرانكفورت ولوكسمبورج من بين الوجهات المفضلة.

وقال ميشيل باكيوزين، المتحدث باسم وكالة الاستثمار الخارجي الهولندية: "كل وافد جديد من الشركات، كبيرة أو صغيرة، يمثل نجاحا. يتزايد عدد الشركات التي نتواصل معها للنقل المحتمل. في بداية عام 2017، كان العدد 80، وفي بداية عام 2018 بلغ 150، والآن أصبح أكثر من 250".