إيرلو وذكرى سليماني.. تدنيس صنعاء برموز الدم
تستميت إيران في إثبات سيطرتها على صنعاء عبر ذراعها الإرهابي حسن إيرلو، والذي يكريس حضوره عبر الفعاليات الحوثية لتمجيد رمز الدم.
وأحيت مليشيا الحوثي -بحضور ضابط الحرس الثوري الإيراني حسن إيريو، المصنف ضمن قائمة الإرهاب في الخزانة الأمريكية والمطلوب للقضاء اليمني بتهمة التجسس، السبت- الذكرى الأولى لمقتل القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، بضربة أمريكية في بغداد 3 يناير/كانون الثاني 2020، وذلك في جامع "الصالح" بصنعاء، والذي شيده الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح.
وأشعلت الفعالية الغضب بأوساط اليمنيين حكومة وشعبا، والذين اعتبروا ظهور حاكم صنعاء من جامع "الصالح" يستهدف استفزاز الشارع وحرف أنظاره عن المحاولة الفاشلة لاغتيال الحكومة الجديدة، والتي دبرها الحرس الثوري الإيراني وأشرف عليها حسن إيرلو.
ووصف اليمنيون سليماني، في ذكرى مرور عام على مقتله، عبر مواقع التواصل، بـ"السفاح والمجرم"، و"أكبر أذرع إيران الملطخة بدم العرب"، متوعدين حسن إيرلو بذات المصير، كما طالبوا الحكومة والتحالف بسرعة إنقاذ صنعاء قبل أن تتحول إلى "قم" أخرى.
وأطلق ضابط الحرس الثوري في الاحتفاء المزعوم، تهديدات للمنطقة وواشنطن، زاعما أن الحرب التي تشنها مليشيا الحوثي على اليمن ذات تأثير كبير في المنطقة وأن الانقلابيين سوف يتحولون إلى قوة إقليمية ضمن محور المقاومة، في إشارة إلى إيران وأذرعها.
وقال مسؤولون وسياسيون يمنيون، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إن ظهور إيرلو في ذكرى مقتل سليماني من جامع "الصالح" تأكيد على أن الصريع قاسم سليماني من قتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ورسالة تكشف مخطط طهران الوقائي لنقل معاركها الإقليمية خارج حدودها، وتجنيب بنيتها العسكرية أي عواقب من أي هجوم محتمل.
وأكدوا أن مليشيات الحوثي ظهرت على حقيقتها كذراع إيرانية تنفذ ما يأتيها من طهران، لدرجة أن إيران أرسلت لصنعاء حاكما عسكريا إيرانيا تحت عباءة سفير، وما على الانقلابيين إلا تكريس التبعية وتنفيذ الإملاءات الإيرانية.
تشويه صنعاء
وزير الثقافة اليمنية في الحكومة السابقة مروان دماج اعتبر تزعم مندوب طهران في صنعاء إحياء فعالية سليماني، بمثابة إعلان من قلب العاصمة المختطفة بأن المليشيات مجرد "أداة طيعة للنظام الإيراني".
وقال دماج، لـ"العين الإخبارية"، إن إيرلو "مبعوث" الحرس الثوري للحركة الحوثية والكلمة التي ألقاها، السبت، في جامع الصالح بصنعاء حملت المغالطات والأكاذيب المعتادة وعكست أوهام المشروع الإمبراطوري الفارسي المزعوم.
وأضاف الوزير اليمني الأسبق معلقا على كلمة إيرلو "بالفعل لليمنيين تقاليد عظيمة في الجهاد، ومثلما دفنوا مشاريع الإمبراطورية الفارسية القديمة (..) سيدفنون مع إخوانهم العرب مشاريع الملالي وأذرعه في الوقت الحالي".
وبدت صنعاء، التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي، مقاطعة إيرانية مع تغطية شوارعها بصور رموز الإجرام لنظام الملالي.
كما ظهرت فيها الحوزات وأقيمة اللطميات بينما يتنطع الحوثيون بالحديث عن السيادة وهم غارقون بالعمالة والتبيعة لإيران، وفقا للناشط السياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام، رشاد الصوفي.
وقال السياسي اليمني، لـ"العين الإخبارية"، إن إيرلو الذي نصبته إيران حاكما فعليا لليمن وقدمت له مليشيات الحوثي الولاء والطاعة أصبح يتدخل بكل صغيرة وكبيرة بالاقتصاد بالتعليم بالخدمات بالتجنيد ويتخذ خطوات من شأنها فقط خدمة أجندة طهران الطائفية.
ولفت الصوفي إلى أن التصعيد الذي تقوم به مليشيا الحوثي باستهداف المدنيين في الداخل اليمني ومدن السعودية تزايد منذ وصول ضابط الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو إلى صنعاء، ونراه اليوم يتقدم القيادات الحوثية ليشرف على كل أنشطة المليشيات في مسعى لتكريس حضور صوري عبر الفعاليات الطائفية.
احتفاء من جيوب الجوعى
وتنفق مليشيا الحوثي الإرهابية مئات الملايين للاحتفاء برموز الإرهاب الإيراني ممن تلطخت أياديهم بدماء العرب، فيما الملايين من اليمنيين في مناطق سيطرتها يتضورون جوعا وفقرا.
وقالت الحكومة اليمنية إن رفع صور سليماني في شوارع العاصمة المختطفة صنعاء وإقامة فعالية لإحياء ذكرى مرور عام على مصرعه بحضور الحاكم العسكري لصنعاء المدعو حسن إيرلو، مساعٍ إيرانية لتحويل الأراضي اليمنية إلى مقاطعة فارسية.
وذكرت حكومة الكفاءات، على لسان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، أن إقامة فعالية ذكرى سليماني وحضور إيرلو، ورفع صور سليماني في شوارع صنعاء، تأكيد جديد على التبعية والانقياد الحوثي الكامل لنظام الملالي في إيران.
وقال الوزير اليمني، في سلسلة تدوينات عبر حسابه بموقع "تويتر"، إن هذه الممارسات تؤكد أن المدعو إيرلو هو الحاكم الفعلي لمناطق سيطرة مليشيا الحوثي، لتنفيذ مخطط فرسنة اليمن، والعبث بالنسيج الاجتماعي ومسخ الهوية الوطنية والعربية.
وأشار الإرياني إلى أن مساعي طهران تستهدف وتحويل اليمن إلى منطلق لاستهداف دول الجوار ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة وتهديد خطوط الملاحة والمصالح الدولية.
وأضاف أن إنفاق المليشيات الانقلابية الإرهابية ملايين الريالات لتمجيد رموز الإرهاب الإيراني الملطخة أياديهم بدماء العرب في "العراق، سوريا، لبنان، اليمن" في وقت يتضور الكثير في المحافظات الخاضعة لسيطرتها جوعا، تعد "أكبر مأساة إنسانية".
aXA6IDE4LjExNy4xMi4xODEg
جزيرة ام اند امز