مليون زلزال سنويا.. كوكب الأرض ينفس عن طاقاته المكنونة
مقياس ريختر للزلازل سجل، السبت 13 يوليو/تموز، هزة أرضية بقوة 2.7 ريختر في العاصمة المصرية القاهرة.
يبدو أن يوليو/تموز 2019 شهر الهزات في كوكب الأرض، فقد تكررت الزلازل في بلدان عدة حول العالم، ولعل أبرزها مصر رغم أن درجاتها لا تمثل رقماً ضخماً على مقياس ريختر، إذ شهدت هزتين متتاليتين يفصل بينهما بضعة أيام.
وسجل مقياس ريختر للزلازل، السبت 13 يوليو/تموز، هزة أرضية بقوة 2.7 ريختر في العاصمة المصرية القاهرة، في تمام الساعة 11.37 دقيقة مساءً، وقال حينها مسؤولو قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية إن موقع هذه الهزة الأرضية على دائرة عرض 29.9 وخط طول 31.4 شرق المقطم، وشعر بها معظم سكان العاصمة.
وسبقها هزة أخرى، حيث أعلنت الشبكة القومية المصرية للزلازل في 5 يوليو/تموز أيضاً أن القاهرة تعرضت لهزة أرضية بقوة 4.4 بمقياس ريختر، دون وقوع خسائر.
وآنذاك قال أحمد بدوي، رئيس الشبكة القومية للزلازل، عضو لجنة الكوارث والمخاطر بمجلس الوزراء، في تصريحاتٍ صحفية، إن الهزة الأرضية شعر بها بعض سكان القاهرة، وتبعد نحو 100 كيلومتر شمال مدينة رشيد الساحلية بالقرب من مدينة الإسكندرية، و230 كيلومترا شمال حلوان، و130 كيلومترا شمال شرق الإسكندرية.
وأوضح أن الهزة الأرضية قادمة من شرق البحر الأبيض المتوسط، بمنطقة تسمى الحافة القارية المصرية.
وأكد بدوي أنه في حال حدوث توابع للزلزال، فستكون بدرجة أقل تصل إلى 3 درجات على مقياس ريختر، وهو ما حدث بالفعل يوم 13 يوليو/تموز.
ولم تهتز القاهرة وحدها، فقد سجلت مراكز رصد الزلازل العالمية صباح يوم 8 يوليو/تموز زلزالا بلغت قوته 5.7 درجة على مقياس ريختر غرب إيران، شعر به سكان الكويت والعراق وشرق المملكة العربية السعودية.
ونشر موقع طقس العرب مقطع فيديو أظهر اللحظة التي وقع فيها الزلزال الذي هز الكويت، الإثنين 8 يوليو/تموز، ويظهر المقطع بوضوح اهتزاز الديكور المثبت على السقف بشكل واضح.
أما في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وقع زلزال بلغت قوته 7.1 على مقياس ريختر في 5 يوليو/تموز، تبعه زلزال ثانٍ بقوة 6.4، أعقبهما مئات الهزات الارتدادية، وكان زلزال، الجمعة، الأقوى الذي يضرب الولاية منذ 20 عامًا، حيث كانت قد تعرضت عام 1999 لزلزال بلغت قوته 7.1.
وبدورهم، عكف باحثون أمريكيون على دراسة بيانات ضخمة بشأن الزلزالين المذكورين، وسط توقعات بهزة أرضية قوية "كبرى"، في منطقة سان دييجو.
وبحسب ما نقلت وكالة "فوكس 5"، فإن معهد "سكريبس" لعلوم المحيطات، تمكن من رصد 2000 هزة ارتدادية منذ 4 يوليو/تموز، أي منذ الزلزال الأول من أصل زلزالين ضربا منطقة ريجيس ريست.
وأوضح ديبي كيلب، العالم في شؤون الزلازل بمعهد "سكريبس" في جامعة كاليفوريا – سان دييجو، أن البيانات المتاحة بشأن الهزات الأرضية مؤخراً، ليس لها مثيل منذ مدة طويلة جداً.
وتقوم شبكة "آنزا" التابعة للمعهد الأمريكي بتسجيل الهزات الأرضية خلال وقوعها الفعلي، ويعتمد الباحثون على هذه البيانات الثمينة في فهم طبيعة الظاهرة الجيولوجية بالمقاطعة.
وأضاف الباحث أن ما من أحد بوسعه أن يعرف متى ستقوم الأرض مجدداً بالاهتزاز، لكن العلماء قالوا إن هناك احتمالاً بنسبة 10% لحدوث زلزال بقوة 7 درجات، في الأسبوع المقبل.
مليون هزة أرضية
وعن الإشارات التي قد تحملها كل هذا الكم من الهزات في وقت قصير جدًا، وبمناطق مختلفة من كوكب الأرض، قال الدكتور أحمد بدوي، رئيس الشبكة القومية للزلازل بمصر، إن الزلازل هي اللغة الرسمية لكوكب الأرض، يعبر بها عن مكنوناته من ثروات معدنية وتراكيب جيولوجية، ولو لم تحدث الزلازل والبراكين لانفجر الكوكب بالكامل، فالزلازل ومعها البراكين هي الطاقة التي يفرغها الكوكب ليستمر في البقاء.
وأكد بدوي لـ"العين الإخبارية" أن الكرة الأرضية تتعرض لمليون هزة أرضية سنوياً متفق عليها علمياً، ونشعر فقط بـ10% من هذه الهزات.
وتابع: "كوكب الأرض ديناميكي متحرك، ومن الطبيعي أن تكون بداخله طاقة تحتاج للخروج والتنفيس من وقت إلى آخر، وهو ما يحدث في مناطق أحزمة الزلازل والبراكين المعروفة حول العالم، والمناطق المتأثرة بها".
وأوضح أن مصر بعيدة كل البعد عن الأحزمة الزلزالية، رغم الهزات البسيطة التي تحدث بها من وقت لآخر، والنشاط الزلزالي بها من ضعيف إلى متوسط.
وعن الهزة التي شعرت بها دول الكويت والسعودية والعراق مطلع يوليو/تموز، قال إنهم تأثروا بالحزام الزلزالي الواقع غرب إيران في منطقة جبال راجروس، فهي منطقة نشطة زلزالياً.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjE0NSA= جزيرة ام اند امز