"الغوطة الشرقية" .. معركة الأسد في 2017
باحث في مؤسسة "سنتشري" للأبحاث، توقع أن يكون تفريغ الغوطة الشرقية من المعارضة، هي أهم مشاريع النظام السوري في 2017
توقع باحث في مؤسسة "سنتشري" للأبحاث، أن يكون تفريغ الغوطة الشرقية من المعارضة، هي أهم مشاريع النظام السوري في 2017.
وخلافا لما يعتقده البعض من أن أدلب، التي تحولت إلى وجهة المقاتلين، قد تكون هي معركة النظام المقبلة، قال أرون لوند، الباحث في المؤسسة "من المرجح أن تتمكن الفصائل من الصمود في أدلب لفترة أطول، لذلك فإن الاتجاه إلى الغوطة الشرقية قد يكون الأنسب".
وبدأ مقاتلو المعارضة اليوم الخميس الخروج من البقعة الصغيرة المتبقية لهم في شرق حلب في باصات حكومية، ضمن اتفاق برعاية دولية، فرضه النظام السوري على المعارضة، بعد تكثيف الحصار والقتال في أحياء شرق حلب.
ونسجت الحكومة خلال الأشهر الأخيرة اتفاقات مع الفصائل في مدن عدة في محيط دمشق انسحب بموجبها مقاتلو المعارضة مقابل ضمان مرورهم الآمن الى ادلب.
وانتقدت المعارضة هذه الاتفاقات القائمة على تكتيك "الجوع أو الاستسلام"، والتي تجبر المقاتلين على القبول بها بعد أشهر أو سنوات من الحصار المحكم من قوات النظام فضلا عن القصف المستمر.
وقال الرئيس السوري مرارا إن هذه الاتفاقات هي أفضل طريقة لحل النزاع الذي تسبب منذ اندلاعه منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 312 ألف شخص وتدمير البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
ولا تزال المعارضة تسيطر رغم خسارتها حلب على عدة جيوب صغيرة في سوريا، في أدلب و محافظة درعا (جنوب) وفي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، إلا أن هذه الجيوب الصغيرة لا تجعلها قوة مناوئة للنظام، بحسب الباحث في مؤسسة "سنتشري فاونديشن" للأبحاث سام هيلر .
وقال هيلر: "هزيمة الفصائل المقاتلة في حلب تعني نهاية المعارضة السورية كقوة يمكنها أن تتحدى نظام الأسد بشكل قوي أو تسيطر على البلاد".
واعتقدت الفصائل المعارضة عندما سيطرت على الأحياء الشرقية في مدينة حلب في 2012، بعد عام من اندلاع النزاع الذي بدأ باحتجاجات سلمية ضد الأسد، أنها على وشك الإطاحة بالنظام.
وبدعم من جهات عدة بدا وكأن مقاتلي المعارضة يحظون بالزخم الكافي لتحقيق ذلك، ولكن في السنة الأخيرة وتحديداً بعد تدخل روسيا منذ أيلول/سبتمبر 2015 دعما لدمشق، منيت المعارضة السورية بسلسلة من الهزائم توجت بخسارة حلب.
ويقول الباحث الرئيسي في مركز كارنيغي للشرق الأوسط يزيد الصايغ "ببساطة لم يعد لدى الفصائل الانتشار الجغرافي بشكل يمكنها من شن هجمات واسعة".
وسيتجه المقاتلون الذين سيتم إجلاؤهم من حلب إلى محافظة إدلب التي تحولت إلى أكبر معاقل المعارضة في البلاد، ويسيطر على إدلب تحالف يضم فصائل مقاتلة عدة أبرزها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) وحركة أحرار الشام.