تناول الطعام قبل الخمر يمنع السكر.. حقيقة أم خرافة؟
يقدم البعض على معاقرة الخمور والكحوليات دون إلمام حقيقي بتأثيراتها الصحية، اعتمادا على بعض الأفكار الخاطئة.
ويمكن الاستفادة من رأي العلم في بعض الخرافات والأكاذيب التي تحيط بتناول الخمور كما استعرضه موقع "سايتيك ديلي" الأمريكي المتخصص في الأبحاث العلمية.
الأكذوبة الأولى
هي أن تناول الطعام قبل معاقرة الخمر يمنع السكر، والواقع أنه مهما كانت كمية الطعام التي تتناولها أو حتى إذا شربت اللبن أو تناولت الزبادي لتبطين المعدة، فإن كل الكحوليات التي تتناولها سوف تصل في نهاية المطاف إلى مجرى الدم من خلال الفم.
وإن كان تناول الطعام يقلل بالفعل زمن وصول الكحول إلى الدم، نظرا لأن الشعيرات الدموية الموجود في الفم واللسان أقل كثيرا من الشعيرات في المعدة والأمعاء الدقيقة.
الأكذوبة الثانية
هي أن تناول الخمور المخففة قبل المركزة يقلل الشعور بالسكر، حيث يعتقد البعض أن تناول الخمور التي تحتوي على نسب أقل من الكحول قبل تناول الخمور المركزة يجعل الشخص في حالة ذهنية أفضل.
لكن بعض الدراسات التي أجريت في جامعتي مانشستر ولانكستر في بريطانيا أثبتت أن تخفيف الخمر بالماء يجعل امتصاصه أسرع داخل الجسم، مما يؤدي إلى ظهور تأثير الخمر بشكل أسرع.
والخلاصة أن كمية الكحول التي يتناولها الشخص وسرعة تناولها بصرف النظر عن ترتيبها، هي التي تحدد درجة السكر التي سوف يشعر بها في نهاية المطاف.
الأكذوبة الثالثة
هي أن الخمور تعطي شعورا بالدفء، ولكن الكحوليات في حقيقة الأمر موسعة للأوعية الدموية حيث تؤدي إلى توسيع الشعيرات حول الجلد، فتمتلئ بالدم ويشعر الشخص بدفقات من الحرارة.
لكن الجسم يبدأ تلقائيا بدفع كميات من الدم قرب سطحه الخارجي لتبريده، وبالتالي فإن الحرارة الداخلية للجسم تنخفض بسرعة كبيرة دون أن يشعر الشخص بذلك. ومن هنا فإن تناول الخمور في الطقس البارد ينطوي على خطورة حقيقية على صحة الإنسان.
الأكذوبة الرابعة
هي "داوني بالتي كانت هي الداء" حيث يظن البعض أن الإفراط في تناول الكحوليات يقلل الشعور بالدوار في وقت لاحق، والواقع أن الإكثار من معاقرة الخمر يؤدي إلى إفراز بعض المواد الكيميائية في المخ التي تبعث على السعادة المؤقتة مثل الدوبامين والاندورفين.
هذه المواد تؤخر الدوار ومشاعر عدم الارتياح التي تصيب الشخص بعد تناول الكحوليات، ولكن من المحتم عاجلا أو أجلا أن يعاني الشخص من الصداع والغثيان والدوار عند الاستيقاظ في اليوم التالي. وينصح الأطباء في هذه الحالة بشرب الكثير من الماء وتناول الأسبرين.
الأكذوبة الخامسة
هي أن الكحوليات محفزة للنشاط، والحقيقة أن الكحوليات تحفز الجسم في بادئ الأمر فقط، ولكنها في الأساس تسبب الاكتئاب، حيث أنها تقلل نشاط الجسم والمخ.
ويتوقف مدى الشعور بالاكتئاب على كمية الكحوليات التي يستهلكها الشخص، فالشعور المبدئي بالنشاط يرجع إلى أن الجرعات القليلة من الكحوليات تبعث على الاسترخاء بحيث يبدأ المخ في إفراز "هرمونات السعادة" التي تحفز بدورها الجسم وتجدد الطاقة.
وعند الإفراط في شرب الخمور يقل إنتاج هرمون الدوبامين في المخ، وهو ما يضفي على الشخص شعورا بالحزن والكآبة. ويؤكد الخبراء أن تأثير الخمر يختلف من شخص إلى آخر؛ فقد تجعل البعض يشعرون بالنشاط والتحفيز، وقد تثير لدى الآخرين شعورا بالاكتئاب، وإن كانت هذه الفئة الثانية أكثر عرضة للسقوط في حبائل إدمان الكحوليات.
الأكذوبة السادسة
هي أن الاستحمام بالماء البارد أو تناول القهوة يبدد تأثير الخمر، والواقع أن كبد الإنسان يقوم بتأييض الكحول بوتيرة ثابتة تبلغ أونصة واحدة في الساعة، ولا يوجد شيء يمكن أن يقوم به الشخص لتسريع هذه الوتيرة سواء كان الاستحمام بالماء البارد أو التريض بخطوات سريعة أو تناول وجبة كباب دسمة على سبيل المثال (نظرا لأن الكحول يكون قد وصل بالفعل لمجرى الدم، وبالتالي فإن الطعام لن يكون له تأثير).
كما أن القهوة لن يكون لها مفعول إيجابي أيضا لتبديد آثار السكر، وإن كانت سوف تعطي الشخص شعورا بدفقة من الطاقة. والحقيقة أن جميع هذه المحاولات سوف تجعلك تشعر أنك لست مخمورا بشدة وقد تدفعك إلى القيام بأشياء خطيرة في مثل هذه الحالة مثل قيادة السيارة على سبيل المثال.
الأكذوبة السابعة
هي أن كأس من الخمر قبل الذهاب للفراش تجعلك تنام بشكل أفضل، والحقيقة أن استطلاعا للرأي يعود إلى عام 2013 أثبت أن الكحول يجعلك تنام أسرع وأعمق خلال النصف الأول من الليل فقط.
لكنه يسبب اضطراب النوم خلال النصف الثاني من الليل، ويرجع السبب في ذلك إلى حد كبير إلى الاضطرار للذهاب لدورة المياه أكثر من مرة خلال ساعات الليل. كما أن الخمور تسبب بعض المشكلات المرتبطة بالنوم مثل الأرق والكوابيس والصداع.
aXA6IDMuMTQ0LjYuMjkg جزيرة ام اند امز