رسائل اقتصادية من السيسي للمصريين.. ماذا قال عن المشروعات والمستقبل؟
وجّه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي العديد من الرسائل للشعب المصري اليوم الإثنين، وتحدث بوضوح عن الأزمة الاقتصادية، وقدرة بلاده على تجاوزها.
أكد الرئيس المصري، اليوم الإثنين، أن مصر ستعبر هذه المرحلة الصعبة من التقلبات بروح التحدي والصمود التي يمتلكها المصريون.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته خلال الاحتفال بالذكرى الـ71 لعيد الشرطة، إن الاقتصاد لا يمكن أن ينطلق وينمو دون بنية أساسية، وشاغلنا الشاغل تخفيف آثار الأزمات العالمية على الداخل المصري.
وأشار إلى أن واقع مصر وظروفها الاقتصادية والسكانية يحتم إحداث قفزات تنموية هائلة في وقت قصير، وأن المشروعات التنموية الكبرى لا تستهدف التفاخر أو التباهي وإنما تأسيس البيئة الاستثمارية.
وأوضح أن المصريين نجحوا في الحفاظ على دولتهم ومكتسباتهم التاريخية في مواجهة الأحداث غير المسبوقة التي شهدتها البلاد من تقلبات سياسية واقتصادية وأمنية، متجهين نحو تأسيس الجمهورية الجديدة.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي إنه خلال السنوات الأخيرة كان لروح التحدي تلك حضور لافت، في الأحداث غير المسبوقة التي شهدتها مصر، وإذا نظرنا بموضوعية وإنصاف إلى هذه السنوات لوجدنا أن قليلا من التقديرات ذهبت إلى أن مصر ستعبر هذه المرحلة الصعبة، من التقلبات السياسية والأمنية والاقتصـادية والاجتماعية بسلام، ولكن كما هي عادة المصريين، بروح التحدي والصمود الجبارة التي يملكونها، حافظوا على دولتهم، وحموا بصدورهم مكتسباتهم التاريخية، ورفضوا دعاوى الهدم والتدمير والفوضى، ودعموا مؤسساتهم الوطنية وتحملوا بصبر وشموخ، طريق الإصلاح والتطوير من أجل أن تعبر مصر مرحلة الخطر وتثبيت أركان الدولة، إلى مرحلة البناء وتأسيس الجمهورية الجديدة التي نعمل لتكون تجسيدا، لأحلام المصريين وآمالهم.
وأكد الرئيس المصري أن بناء الدول لا سبيل له، من دون الحفاظ على الأمن القومي، بجميع عناصره ومكوناته، وكما أن الاقتصاد لا يمكن له أن ينطلق وينمو بدون بنية أساسية قوية وحديثة ومتكاملة، مؤكدا أن الوطن لا يحيا ولا يبقى بدون حماية الأمن القومي، وصونه من الأخطار التي لا تخفى عليكم وأنتم الشعب العظيم الواعي المدرك، لتعقيدات المنطقة التي نعيش فيها، وانعكاسات ذلك على الداخل.
وأوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي أن تطورات المشهد الدولي خلال الأعوام القليلة الماضية حملت للعالم بأسره، ونحن جزء منه، أحداثا غاية في التعقيد بدأت بجائحة "كورونا"، ثم الأزمة "الروسية-الأوكرانية"، وهي تطورات لم تحدث منذ عقود وباتت تنذر بتغييرات كبيرة، على المستويين الجيوسياسى والاقتصادي الدوليين.
وقال الرئيس المصري إن هذه حقائق انعكست بشكل سلبي على الغالبية العظمى من دول العالم، وفي مصر كان شاغلنا الشاغل منذ البداية هو كيفية تخفيف آثار الأزمات العالمية على الداخل المصري وكانت التوجيهات المستمرة للحكومة هي تحمل الجزء الأكبر من أعباء وتكاليف الأزمة وعدم تحميلها للمواطنين، بأقصى ما تستطيعه قدرتنا.
وأضاف إنه على الرغم مما سبق فإنه يعلم أن آثار الأزمة كبيرة، وأنها تسبب آلاما لأبناء الشعب، لا سيما محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجا الذين يخوضون كفاحًا يوميًا هائلًا، نقف أمامه داعمين ومساندين، لتوفير احتياجات أسرهم وأبنائهم، ومواجهة ارتفاع الأسعار، مؤكدا أن التزامنا بمساندتهم والوقوف معهم هو التزام ثابت من الدولة لا ولن يتغير.
وقال وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط (حكومية): "دعوني أتحدث معكم بصراحة ووضوح في وجه ما يتم ترديده من دعاوى مضللة، تهدف لتصوير الأزمة الاقتصادية كأنها شأن مصري خالص ونتيجة السياسات الاقتصادية للدولة، والمشاريع القومية والتنموية"، لافتا إلى أنه توجد في هذا الصدد أسئلة كاشفة يجب طرحها، هل توجد أزمة اقتصادية عنيفة وغير مسبوقة في العالم أم لا؟ وهل تعاني أكبر اقتصادات العالم وأكثرها تقدما، على نحو لم نشهده منذ عقود طويلة، ربما منذ أزمنة "الكساد الكبير" والحربين العالميتين أم لا؟ ألم ينتج عن تلك التداعيات ما يعرف دوليًا الآن "بالأزمة العالمية لغلاء المعيشة"؟.
وتساءل الرئيس: أليس من المنطقي والطبيعي، بل المحتوم، أن تنعكس هذه الأزمة علينا في مصر، وتكون لها تداعيات سلبية كبيرة، ونحن جزء من الاقتصاد العالمي، وزاد اندماجنا فيه بقوة خلال العقود الأخيرة؟
ووجه الرئيس السيسي رسائل لشعب مصر، قائلا بكل الصدق أولًا: إن واقع مصر وظروفها الاقتصادية والسكانية، يحتمون علينا أن نقفز قفزات تنموية هائلة، في وقت قصير فنحن في الحقيقة، في سباق مع الزمن، لتجاوز مخاطر وتداعيات الانفجار السكاني.
ثانيًا: إن المشروعات التنموية الكبرى، التي تنفذها الدولة، لا تهدف للتفاخر أو التباهي وإنما لتأسيس البيئة الاستثمارية والبنية الأساسية اللازمة، لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، التي ترفع مستوى معيشة جميع أفراد الشعب.. وإنه من المستحيل - قولًا واحدًا - أن ننطلق على طريق التصنيع الحديث والتصدير الكثيف، دون وجود العناصر الضرورية لتحقيق ذلك، من مدن وطرق وشبكة نقل ومواصلات، وتكنولوجيا وكهرباء ومياه وصرف صحي وجميع مكونات البنية التحتية، التي افتقدتها مصر على المستوى المطلوب لتحقيق أحلام شعبها في التقدم والازدهار.
ثالثًا: إن أزمة الفجوة الدولارية ليست وليدة اليوم أو هذه الفترة، وإنما لها نمط متكرر يمكن رصده من جانب المتخصصين وجوهرها، هو ضعف قدراتنا الإنتاجية والتصديرية، وزيادة طلبنا على السلع والخدمات الدولارية، ولذلك فإن زيادة الإنتاج والتصدير هي قضية مفصلية بالنسبة لمصر ونحن نعلم ذلك، ونعمل على تحقيقه بأقصى جهد وطاقة.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: "ثقتي بالله، وبشعب مصر مطلقة بأننا سنعبر، ونتجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية وآثارها علينا، بالعمل المخلص، والجهد الذي لا ينقطع، والإيمان بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وأننا قادرون على بناء وطن، يحقق آمالنا في الحياة الكريمة، والتقدم والازدهار".
aXA6IDMuMTQ0LjI1Mi41OCA= جزيرة ام اند امز