الإغلاق الاقتصادي.. صداع مزمن في إدارة ترامب
وزير الخزانة الأمريكي يتوقع أن تحسن الظروف الاقتصادية خلال الفصلين الثالث والرابع من 2020 والعام المقبل
أكد وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، الثلاثاء، أن الاقتصاد الأمريكي يواجه خطر التعرّض "لضرر دائم" كلما طال أمد تدابير الإغلاق لاحتواء وباء فيروس كورونا "كوفيد-19".
وقال منوتشين، خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ إن إعادة فتح الاقتصاد يجب أن تتم بشكل "متوازن وآمن"، في وقت يدعو الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة تحريك عجلة الاقتصاد رغم تحذيرات الخبراء.
وتوقع منوتشين أن يبقى معدل البطالة مرتفعا في الفصل الثاني من العام.
وقال "لهذا السبب من المهم البدء بإعادة الموظفين إلى أعمالهم بأمان" مؤكدا أن إدارة ترامب تصغي إلى "الخبراء" في مجال الصحة.
وأضاف "إننا متفائلون بشأن التقدم المحرز لتطوير لقاحات وعلاجات والتجارب" التي تجري لمكافحة فيروس "كوفيد-19".
وتابع: أن الولايات الأمريكية الخمسين باتت موحدة و"بالعمل بشكل وثيق مع الحكام سنبدأ تحريك عجلة الاقتصاد بطريقة تقلل من المخاطر على الموظفين والزبائن".
ومنذ 1 مايو/ أيار الجاري استأنفت ولاية تكساس (جنوب) النشاط بدفع من الحاكم الجمهوري الذي يضع الاقتصاد في المرتبة الأولى ما يثير سخط رؤساء بلديات المدن الرئيسية من الديموقراطيين. ويتحدث البعض عن زيادة عدد الإصابات بكوفيد-19.
وتابع وزير الخزانة "نتوقع تحسنا للظروف الاقتصادية خلال الفصلين الثالث والرابع من 2020 والعام المقبل".
وكان منوتشين يتحدث صباح الثلاثاء مع رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ، حول النتائج الأولية لخطة النهوض الاقتصادي والتدابير المقبلة.
ومن جانبه أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأمريكي) جيروم باول، الإثنين، أن الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد تنطوي على "اختلافات جوهرية" مع أزمة الكساد الكبير، ويفترض للنمو أن يعاود الارتفاع سريعاً رغم معدلات البطالة المرتفعة والركود العميق.
وقال باول خلال مقابلة مع قناة "سي بي إس" حول الكساد الكبير الذي واجهته البلاد خلال الثلاثينات "لا أعتقد أن هذه النتيجة مرجحة"، مشيراً إلى أن الاقتصاد كان مزدهراً قبل أزمة الوباء والمصارف بحال جيدة كما أن استجابة السلطات كانت متناسبة.
وأوضح باول "الأمر الأهم في الوقت الحالي هي المؤشرات الطبية وانتشار الفيروس وكل ما يرتبط بذلك"، كما تدابير التباعد الاجتماعي.
وتوقع باول أن تصل ذروة معدل البطالة إلى 20 أو 25%، بينما سيتراجع الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة خلال الفصل الثاني "بسهولة بنحو 20 أو 30 .%
وبعيداً عن المؤشرات الاقتصادية التي يراقبها البنك المركزي عن كثب، أشار باول إلى أن الأهم الآن هو السيطرة على الوباء، في ظل غياب لقاح أو علاج مثبت.
والجدل محتدم في الولايات المتحدة بين مؤيدي فتح سريع للاقتصاد ومن يفضلون فتحاً بطيئاً ومدروساً لتفادي موجة إصابات ثانية.
ورأى أن تلك المؤشرات هي شروط ضرورية لإتاحة إطلاق عجلة الاقتصاد من جديد "ونعتقد أن تلك ستكون الحال خلال الفصل الثالث" من العام.
وأطلق المركزي الأمريكي إجراءات واسعة النطاق قيمتها 2.3 تريليون دولار، لدعم الحكومات المحلية والشركات الصغيرة والمتوسطة، في أحدث خطواته لتحصين اقتصاد الولايات المتحدة في خضم أزمة جائحة فيروس كورونا.