عواصف اقتصادية وعقوبات تضرب النظام الإيراني
تضغط أزمات العملة والنفط والعقوبات على الاقتصاد الإيراني بقوة، مع تزايد حدة أثر العقوبات الأمريكية
تضغط أزمات العملة والنفط والعقوبات على الاقتصاد الإيراني بقوة، مع تزايد حدة أثر العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ أغسطس/ آب 2018، في وقت اعترفت فيه إيران بأن العقوبات أضرت بالاقتصاد المحلي لمستويات غير مسبوقة.
والأسبوع الجاري، تراجع الريال الإيراني، إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار، مسجلا مستوى منخفضا جديدا في ظل معاناة الاقتصاد نتيجة وباء كورونا والعقوبات الأمريكية.
وذكر موقع بونباست دوت كوم لأسعار صرف العملات الأجنبية أن الدولار بيع بما يصل إلى 263500 ريال في السوق غير الرسمية مقابل 257 ألفا في ختام تعاملات الأسبوع الماضي.
وخسرت العملة زهاء 49% من قيمتها في 2020 بعدما ساهم تراجع أسعار النفط في الأزمة الاقتصادية بإيران التي سجلت أيضا أكبر عدد للوفيات بفيروس كورونا في الشرق الأوسط.
وفي تجارة النفط، وللشهر الخامس على التوالي، أنتجت إيران أقل من مليوني برميل يوميا في أغسطس/ آب الماضي، وهو أدنى مستوى منذ 4 عقود، تحت ضغوطات العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقريرها الشهري، الإثنين، إن إنتاج إيران النفطي في أغسطس/ آب الماضي، بلغ 1.940 مليون برميل يوميا، مقارنة مع 1.930 مليون برميل يوميا في يوليو/ تموز الماضي.
وفي صناعة الخام، تظاهر مئات من عمال مصفاة عبادان النفطية الواقعة في جنوب غرب إيران، الإثنين، احتجاجا على تأخر رواتبهم الشهرية ومشكلات وظيفية أخرى تتعلق بعقود العمل والتأمينات والمزايا المالية.
وذكرت تقارير محلية، أن أكثر من 200 عامل بقطاع المقاولات تجمعوا منذ أمس الأحد، أمام مقر مصفاة تكرير النفط للمطالبة بإصلاحات داخلية من بينها ما تعرف بخطة تصنيف الوظائف.
وأوردت وكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا) أن العمال المحتجين تابعون لشركات متعاقدة مع مصفاة عبادان بمجالات الشحن والصيانة، ويعترضون على تدني أجورهم الشهرية مقارنة مع خبراتهم العملية.
ويرى مراقبون أن انخفاض صادرات النفط الخام الإيراني بفعل العقوبات والاحتجاجات، قلص موارد الحكومة من العملة الصعبة وبالتالي أدى لعجزها عن دفع الأجور شهريا للعمال في المصافي النفطية.
في سياق متصل، سلطت إذاعة ناطقة بالفارسية الضوء على عمق الأزمة الاقتصادية في إيران والأرقام السلبية التي لا تزال تتصدر مؤشرات الأسواق المحلية وتقلصت معها قدرة شراء المستهلكين بشكل غير مسبوق.
ووصفت إذاعة "زمانة" التي تتخذ من هولندا مقرا لها خلال تقرير، الأربعاء، وضع اقتصاد إيران بالمريض على فراش الموت في ظل جائحة كورونا واستمرار العقوبات الأمريكية الصارمة المفروضة منذ عامين.
وأدى تراجع الإيرادات الحكومية العامة في قطاعي النقد الأجنبي والريال إلى أكبر أزمة عجز في الميزانية في تاريخ إيران، والحل أمام الحكومة للبقاء على قيد الحياة في الوضع الحالي هو استنزاف رأس المال الحقيقي من خلال آلية سوق رأس المال المغلق في البلاد.
واعتبر التقرير أنه قد بات واضحا للجميع الآن أن الأزمة الاقتصادية الحالية في إيران هي الأسوأ منذ قيام نظام ما يعرف بالجمهورية الإسلامية قبل 41 عاما.