من الأسوأ اقتصاديا.. ترامب أم بريكسيت؟
من الأسوأ اقتصاديًّا ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية أم بريكسيت في إنجلترا؟.
من الأسوأ اقتصاديا ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية أم بريكسيت في إنجلترا؟، هذا السؤال طرحه موقع صحيفة "الإندبندنت"، محاولةً المقارنة بين تأثيرهما على كلا البلدين، وذلك عقب فوز دونالد ترامب المرشح الجمهوري في سباق الرئاسة الأمريكية.
يرى التقرير أن ترامب وبريكسيت لهما تأثير سيء على كل من أمريكا وبريطانيا، لكن من يا ترى سيكون له التأثير الأسوأ على بلاده من الناحية الاقتصادية خلال السنوات المقبلة. للإجابة على هذا السؤال أقامت الصحيفة مقارنة بينهما على أساس 5 معايير هي التجارة الحرة والهجرة والتضخم والرعاية الصحية والضرائب.
التجارة الحرة
يرى ترامب أن اتفاقيات التجارة الحرة "نافتا" السبب وراء معاناة الصناعة في أمريكا، خاصة التجارة مع الصين التي كانت السبب في أن يتضرر آلاف العمال الأمريكان في الوقت الذي استطاعت فيه الصين أن تحقق أرباحا كبيرة من تجارتها مع أمريكا.
لذلك فإن ترامب وكما توعد فإنه سيقوم بإلغاء كافة الاتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها أمريكا خلال السنوات الماضية. ويؤكد التقرير أن إلغاء الاتفاقيات سيكون له مردود عكسي على حال المواطن الأمريكي، فلن يزيده إلا فقرا.
- ترامب.. انتعاش محفوف بالمخاطر في أمريكا وتهديد للأسواق الناشئة
- فوز ترامب.. الأسواق الأمريكية تهوي وطوارئ في "العالمية"
أما اتفاقية بريكسيت فإنها تغرد بنغمة مختلفة، حيث تتيح فرصة أكبر للتجارة الحرة في بريطانيا مع التزام كامل بكافة الاتفاقيات التجارية في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. لكن على الرغم من ذلك فهناك مخاطر من هذه الاتفاقية الأولى هي إنه في حال عدم التزام بريطانيا بتنفيذ اتفاقيات التجارة مع الاتحاد الأوروبي وفق قواعد منظمة التجارة العالمية سيكون له تأثير كبير في تراجع حركة التجارة مع قارة أوروبا، بالإضافة إلى زيادة الجمارك على الصادرات والواردات مما سيكون له أثر في ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
التضخم
احتمالية حدوث تضخم في سوق المال الأمريكي أصبحت غير مستحيلة بل ممكنة، ليس فقط بسبب التراجع الذي شهده الدولار، بل لأن البنك المركزي الأمريكي سيكون خاضعا لترامب، الذي انتقد سياسته الاقتصادية خلال حملته الانتخابية ووصفها "بالعار".
وهو الشيء نفسه الذي قد تواجهه المملكة المتحدة، التي ترى بريكسيت أن سياسة محافظ البنك المركزي البريطاني "سيئة"، ويجب عليه أن يترك منصبه. وعلى الرغم من أن مارك كارني محافظ المركزي البريطاني أكد على بقائه في منصبه حتى عام 2019، فإن تداعيات بريكسيت ستؤدي لانهيار الجنيه الإسترليني، خاصة وأنه تعرض للانخفاض بنسبة 18% منذ التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو/ حزيران الماضي.
الهجرة
يرى التقرير أن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الهجرة ورغبته في منع الهجرة غير الشرعية للمكسيكيين، ومنع دخول المسلمين أمريكا، له تأثير سلبي على ريادة الأعمال في أمريكا بعد أن تحدث فجوة بين قوة العمل ونمو الإنتاج. وفي هذه النقطة تتفق بريكسيت مع ترامب، فإن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي في الأساس قائم على أساس منع دخول المهاجرين إليها، وهو الشيء الذي يرى الخبراء أن له تأثير اقتصادي سلبي فيما بعد على إنجلترا.
الضرائب
دونالد ترامب ينوي زيادة الضرائب على دخل الفرد، بهدف تحسين أحواله من رعاية صحية وخلافه، في الوقت الذي لا تنتهج بريكسيت المنهج نفسه، فليس من أولوياتها فرض ضرائب جديدة. لكن النتيجة الاقتصادية متشابهة، فلن تكون في صالح المواطنين، فعلى المدى الطويل سيعاني الاقتصاد في إنجلترا ولن تستطيع وقتها سداد المعاشات التأمينية للأفراد.
التأمين الصحي
وعد دونالد ترامب أن يغير سياسات التأمين الصحي التي وضعها باراك أوباما والتي دخل بسببها ملايين من فقراء أمريكا، وهو ما تسبب في عبء على منظومة التأمين الصحي الخاص وأحدث فيها تضخما.
في المقابل وعدت بريكسيت بزيادة ميزانية التأمين الصحي بقيمة 350 مليون جنيه إسترليني، وسيعزز ذلك الفائض الذي ستشهدها ميزانية بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. لكن هذا لن يدوم على المدى الطويل، لأنه وفق خطط بريكسيت في التجارة والضرائب لن يكون هناك فائض يسمح بتغطية متطلبات فئة كبار السن في التأمين الصحي والمعاشات.