وزير الاقتصاد اللبناني عن فاجعة بيروت: عاجزون ماليا ونطلب العون
وزير الاقتصاد اللبناني، يقول إن لبنان ليس لديه القدرة المالية لمواجهة تداعيات الانفجار دون مساعدة دولية، و القدرة المالية للدولة محدودة
قال وزير الاقتصاد اللبناني، راؤول نعمة، الخميس، إن القدرة المالية للدولة اللبنانية والمصرف المركزي محدودة جدا لمواجهة آثار انفجار مخزن بالميناء والذي ألحق دمارا ببيروت دون مساعدة خارجية.
أضاف نعمة في تصريحات تلفزيونية، "إن القدرة تبع الدولة كتير محدودة وقدرة البنوك والبنك المركزي كمان. منا (لسنا) غرقانين بالدولارات".
وأكد أن العديد من الدول سارعت للمساعدة وأن الأضرار بمليارات الدولارات.
وقال إن العمل مع صندوق النقد الدولي هو الحل الوحيد للبنان، الذي يعاني بالفعل جراء أزمة في توافر الدولار وانهيار مالي قبل الانفجار الذي وقع يوم الثلاثاء.
- انفراجة أم انهيار.. هل يقود الانفجار لتعاطف دولي مع اقتصاد لبنان؟
- أرقام تلخص حال اقتصاد لبنان المرهق.. تقديرات رسمية لفاتورة الانفجار
وشهد لبنان يوم الثلاثاء انفجارا هائلا ناجما عن اشتعال 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم (يعادل 1800 طن من مادة "TNT" شديدة الانفجار) في مرفأ بيروت، ما أسفر عن مقتل 135 شخصا وإصابة أربعة آلاف آخرين، وإلحاق الضرر بنصف العاصمة وتشريد أكثر من 300 ألف شخص.
انفجار "الثلاثاء الأسود" أطلق عليه "هيروشيما بيروت"، نظرا لفداحته وشكل سحابة الفطر التي خلفها والدمار الذي لحق به، ما شبهه كثيرون بأنه يضاهي تفجير قنبلة نووية، ما دفع دول العالم إلى الإسراع في تقديم يد العون والمساعدة للبنان والإعراب عن تضامنها معه في هذه الفاجعة التي هزت أرجاء العاصمة.
ورغم فرضية أن الانفجار كان "عرضيا" فإن ذلك لم يبرئ حزب الله أو يخلِ مسؤوليته عن الحادث، في ظل الحديث عن أنشطته المشبوهة في مرفأ بيروت وحوادثه السابقة المرتبطة بنفس المادة المتسببة في الفاجعة، وكذلك لغز عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الكمية الهائلة من نترات الأمونيوم الموجودة منذ 2013 رغم مطالبات عدة بإعادة تصديرها والتخلص منها.
البنك الدولي مستعد للمساعدة
وأمس الأربعاء، أعلن البنك الدولي استعداده لحشد موارده لمساعدة لبنان بعد الانفجار الهائل الذي أودى بالعشرات وخلّف آلاف الجرحى ودمّر جزءاً من بيروت الثلاثاء.
وأكّدت المؤسّسة قدرتها على استخدام خبراتها "لإجراء تقييم سريع للأضرار والاحتياجات ووضع خطة لإعادة الإعمار وفق المعايير الدولية"، حسب بيان صادر عنها الأربعاء.
واقترحت "تبادل الدروس والخبرات من كلّ أنحاء العالم في إدارة عمليات التعافي وإعادة الإعمار بعد الكوارث". كما شدد البنك الدولي على أنه يمكنه "المشاركة بفعالية في منصّةٍ مع شركاء لبنان، لحشد الدعم المالي، العام والخاص، من أجل إعادة الإعمار".
وقال البنك إنه "شريك لبنان منذ فترة طويلة"، مشددا على استعداده "لإعادة برمجة الموارد الحاليّة واستكشاف تمويل إضافي".
وكان البنك الدولي منح لبنان في أبريل/نيسان قرضا قيمته 120 مليون دولار لدعم قطاع الصحة.
خسائر بالمليارات
وأكد الوزير اللبناني، أن جميع المنازل والشركات في بيروت تضررت جراء الانفجار الذي ضرب العاصمة، مشيرا إلى أن الاقتصاد اللبناني تعرض لضربة موجعة وأشار إلى أن المرفأ "مُسح عمليا"، على حد تعبيره.
وقال نعمة في مقابلة مع CNBC العربية الأربعاء، إن الوقت مازال مبكرا جدا لقياس حجم الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الانفجار، وتابع: "لا أحد يعلم الأرقام حتى الآن، مليار دولار أو مليارين 3 أو ربما 5 أو 10، لا يمكن أن نعرف من المبكر جدا الحديث عن ذلك، لكن المبالغ عالية وأكبر من طاقتنا"، على حد تعبيره.
كما قال نعمة إن الأولوية بالنسبة للحكومة تأمين احتياجات المواطنين الأساسية، الطعام بالدرجة الأولى، ولكن أيضا مستلزمات ترميم الأضرار التي أصابت المنازل والبنية التحتية في العاصمة.
وتابع الوزير قائلا: "نحتاج لزجاج وألمونيوم وخشب، نحتاج لأبواب، كل شيء دُمر"، حسب قوله.
aXA6IDMuMTUuMTQxLjE1NSA= جزيرة ام اند امز