بالصور..الاقتصاد أصعب اختبارات كردستان على طريق الاستفتاء
سلطات كردستان العراق تمضي في إجراءات الاستفتاء على الاستقلال، فيما يقول خبراء إن هذه الخطوة ستضاعف من متاعب الإقليم الاقتصادية
تمضي سلطات إقليم كردستان العراق في إجراءات الاستفتاء على الاستقلال، وسط رفض دولي وإقليمي، فيما يرى خبراء أن هذه الخطوة ستضاعف من متاعب الإقليم الاقتصادية الحالية بعد تراجع أسعار النفط.
ووافق برلمان الإقليم على إجراء الاستفتاء المقرر غدا، متجاهلا معارضة الحكومة المركزية في بغداد والمنطقة عموما والمخاوف الغربية من أن الاستفتاء ربما يؤدي إلى تنامي التوترات في المنطقة.
وتمكن إقليم كردستان الذي يبلغ عدد سكانه 5.7 مليون نسمه بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، من استقطاب المستثمرين كونه منطقة مستقرة أمنيا في بلد يعيش فوضى شاملة منذ الغزو الأمريكي للعراق.
وتحولت العاصمة أربيل إلى مدينة مزدهرة، ارتفعت فيها مبان وفنادق حديثة ومراكز تجارية، واستقبلت رجال أعمال أجانب يخططون للقيام بأعمال تجارية واسعة في الإقليم.
لكن هذا التطور الاقتصادي السريع بدأ ينهار مع انخفاض أسعار النفط عام 2014 وهجوم تنظيم داعش منتصف ذلك العام تدفق إثر ذلك أكثر من مليون لاجئ إلى الإقليم، إضافة إلى الخلاف مع حكومة بغداد التي قررت إيقاف دفع حصة الإقليم البالغة 17 % من موازنة البلاد (14 مليار دولار) إلى سلطات الإقليم.
وبـدا تأثيـر هـذا الإجـراء واضحـا وبشكـل سريـع، كـون مساهمـة بغـداد تمثـل 80 % مـن مـوارد مـوازنـة الإقليـم.
وتنقسم كردستان العراق إلى 4 محافظات وتشمل (دهوك - أربيل - السليمانية – حلبجة)، وينقسم كل من هذه المحافظات إلى المناطق مع ما مجموعة 26 مقاطعة.
النفط
يصدر إقليم كردستان النفط بشكل منفصل عن الحكومة المركزية في بغداد منذ 2014 وفقاً لوكالة رويترز، وانضمت روسنفت التي يسيطر عليها الكرملين إلى قائمة المشترين هذا العام، حيث أقرضت الإقليم مئات الملايين من الدولارات بضمان مبيعات نفط في المستقبل.
وسعت شركة روسنفت الروسية حسب رويترز لتنفيذ استثمارات في خطوط أنابيب الغاز في كردستان بهدف التوسع في أنشطتها هناك قبيل استفتاء على الاستقلال بما سيساعدها على أن تصبح مصدرا رئيسيا للغاز إلى تركيا وأوروبا.
وتنتج حقول إقليم كردستان النفطية نحو 600 ألف برميل يوميا، ويجري تصدير ما يصل إلى 550 ألف برميل منها يوميا عبر ميناء جيهان التركي على ساحل البحر المتوسط عبر أنبوب خاص بالإقليم.
وانسحبت إكسون موبيل، أكبر شركة مدرجة للنفط والغاز في العالم، من نصف الامتيازات الاستكشافية الستة التي كانت تديرها في الإقليم أواخر العام الماضي، فيما قالت مصادر في قطاع النفط إن شركة شيفرون الأمريكية حفرت أول آبارها الاستكشافية في كردستان الشهر الجاري بعد توقف لعامين.
واعتمد الإقليم على صفقات نفط ممولة مسبقا لتحسين وضعه المالي لكنه يواجه صعوبات في تطوير احتياطاته الكبيرة من الغاز.
ويبلغ احتياطي الغاز في كردستان وفقا لوسائل إعلام روسية 2.83 تريليون متر مكعب، في حين يبلغ معدل احتياطي النفط 45 مليار برميل.
ويتمتع الإقليم بحكم برلماني يتكون من 111 مقعدا، والرئيس الحالي هو مسعود البرزاني، الذي انتخب عام 2005 وأعيد انتخابه عام 2009.
اقتصاد حر
يعتمد إقليم كردستان نظام اقتصاد السوق، الذي تكون قوى الطلب والعرض أساسا له، والتي تتمثل بالأسعار والاستثمار في القطاعات الاقتصادية، الخدمية والإنتاجية، دون تدخل مباشر من قبل الحكومة، ويعتمد على حرية الاستثمار والتجارة في جميع المجالات.
شركات
ويبلغ عدد الشركات الدولية العاملة في الإقليم 40 شركة، واليوم يمر بأزمة اقتصادية حادة جداً، وهذا ما تعترف به حكومة الإقليم، ونشر البنك الدولي دراسات وتحليلات ونتائج أخيراً تحدث عن تلكك الأزمة وسبل حلها، ليذكر أن الإقليم لديه كل المقومات الدولية، ويتمتع بعوامل عديدة تؤهله للنجاح في عبور هذه الأزمة.
وذكر البنك الدولي أن من أهم خصائص الإقليم وجود مخزون نفطي كبير من النفط والغاز، وأراض زراعية خصبة، وشعب أغلبيته من الشباب، والموقع الجغرافي الذي يتوسط خطوط النقل والتجارة الاستراتيجية.
ويؤكد البنك الدولي أن حكومة الإقليم تواجه انخفاضا في الإيرادات، الأمر الذي أدى إلى تأجيل الاستثمارات وتأخير في المدفوعات، خصوصا بالنسبة إلى رواتب الموظفين الحكوميين واللجوء إلى الاقتراض عبر شركات خاصة محلية وأجنبية ومصارف خارجية.
وأكد التقرير أن الأزمة المالية الحالية بعد تراجع النفط لها تأثير سلبي كبير على النمو الاقتصادي الذي يتمتع بحكم ذاتي واسع وفقا للدستور العراقي الذي أقر عام 2005.
العراق
في الوقت نفسه أعلن صندوق النقد الدولي أن استقلال إقليم كردستان لن يؤثر اقتصاديا وماليا على العراق.
ونقل بيان لمجلس الأعمال العراقي عن رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في العراق كريستيان جوس قوله، إن "استقلال إقليم كردستان لن يكون له تأثير اقتصادي ومالي كبير على العراق؛ لأن الحكومة العراقية لم تقم بالدفع لإقليم كردستان منذ عامين، وبالتالي لن يؤثر ذلك على الموازنة العامة للحكومة" وفقا للبيان العراقي.
موارد أخرى
الزراعة: تزرع كردستان القمح والشعير والتبغ والقطن والفواكه.
المعادن: الرخام والحديد والنيكل والحديد والفحم والنحاس والذهب والحجر الجيري والزنك ويقع في عاصمة كردستان أربيل أكبر إيداع في العالم من الكبريت الصخري.