"سفراء التعليم" الإماراتيون ينهلون المعارف من 4 وجهات عالمية
برنامج سفراء التعليم يهدف إلى شحذ الدافعية لدى المشاركين فيه وتعزيز قدراتهم وإكسابهم المهارات الضرورية التي تمكنهم من الإبداع والابتكار
أوفدت وزارة التربية والتعليم الإماراتية 112 من العاملين في الميدان التربوي من الكادر الأكاديمي والإداري في مجموعات إلى أفضل الوجهات العالمية في مجال تطوير التعليم، وذلك لمدة أسبوعين خلال الإجازة الدراسية الصيفية للمشاركة في برنامج "سفراء التعليم"، وهو أحد برامج مبادرة "سفراؤنا" التي أطلقتها الوزارة في عام 2016.
وهذه الوجهات الرائدة في مجال التعليم هي شركة مايكروسوفت بالولايات المتحدة الأمريكية وجامعة تورنتو في كندا وجامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وجامعة سنغافورة الوطنية في سنغافورة.
ويهدف برنامج "سفراء التعليم" إلى شحذ الدافعية لدى المشاركين فيه وتعزيز قدراتهم التعليمية والإدارية وإكسابهم المهارات الضرورية التي تمكنهم من الإبداع والابتكار في التعليم، وذلك من خلال مشاركتهم في برامج تدريبية تخصصية خارج الدولة في دول رائدة في المجال التعليمي، وإطلاعهم على أفضل الطرق والأساليب التدريسية الابتكارية الحديثة والممارسات التعليمية العالمية المُثلى ومشاركتهم في محاضرات وورش عمل تدريبية وبرامج زيارات ميدانية لأهم الجامعات ومراكز الأبحاث وبيوت الخبرة في دول الإيفاد.
وسيتمكن هؤلاء المشاركون من تطبيق المعرفة التي اكتسبوها في مدارسهم ونقلها لطلبتهم وتضمينها في أساليبهم التدريسية وسيمكنهم ذلك أيضاً من استحداث وتطوير مشروعات واستراتيجيات تعليمية ابتكارية وريادية رائدة من خلال الاطلاع على أحدث الممارسات العالمية في ميادين التعليم التقليدي والرقمي وابتكار الحلول الذكية للتحديات التعليمية وأنظمة التعليم الدامج وطرق التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة (أصحاب الهمم).
وفيما يخص برنامج سفراء التعليم، قالت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، الوكيل المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة بوزارة التربية والتعليم الإماراتية: "تدرك الوزارة أهمية الدور المنوط بالمعلمين والإداريين، وتعتبرهم حجر الأساس في العملية التعليمية والتربوية وفي خطط تطويرها، وجاء برنامج سفراء التعليم ليكرس رؤية الوزارة وإيمانها المطلق بالدور المحوري لهم في المنظومة التعليمية بوصفهم ناقلين للعلم والمعرفة للطلبة، إذ تحرص الوزارة على تطوير قدرات هذه الكوادر وجعلها مواكبة لأفضل تقنيات وأساليب التعليم العالمية الحديثة."
وأضافت: "لمسنا الآثار الإيجابية للدورات السابقة من سفراء التعليم، وانعكاساتها الإيجابية على المقاربات الجديدة التي بات المعلمون يتبعونها في التدريس، وما أثمرت عنه لدى طلبتنا، وهو ما يؤكد الفوائد الكبيرة التي يجنيها المشاركون في برنامج سفراء التعليم، ونحن في الوزارة حريصون على الاستثمار في مواردنا البشرية ورفدها بمقومات النجاح والريادة لتكون قادرة على مواصلة مسيرة الدولة التنموية في مختلف القطاعات والمجالات بما يحفظ لنا مكتسباتنا ورسالتنا الحضارية والإنسانية السامية التي نستلهمها من فكر قيادتنا الرشيدة".
شركة مايكروسوفت
شارك 30 من سفراء التعليم في ورش عمل تدريبية نظمتها شركة مايكروسوفت في مقرها الرئيسي بواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتعد شركة مايكروسوفت أكبر مُصنع للبرمجيات في العالم، وقد تأسست على مبدأ أن توفير التكنولوجيا للأفراد يتيح لهم الفرصة للإبداع وابتكار كل ما هو جديد.
ويتمحور دور الشركة في التعليم على خلق تجارب ملهمة ومحفزة على التعلم مدى الحياة، وتطوير المهارات الحياتية الأساسية كالتفكير الحاسوبي (وهو من بين أحدث الاتجاهات المعاصرة في تنمية مهارات التفكير) والتفكير الإبداعي والابتكاري والتواصل والتعاون وتعزيز المواطنة العالمية وصقل الشخصية. وتلتزم الشركة أيضا بدعم الكوادر التعليمية في توجيههم للطلبة وتعزيز شغفهم للتعلم، كما تلتزم بتمكين الطلبة والمعلمين من مشاركة المعرفة وتعزيز التعلم مدى الحياة لديهم وتحفيزهم على الابتكار والتصميم والإبداع التكنولوجي.
وشارك سفراء التعليم في شركة مايكروسوفت في ورشة عمل تدريبية للتطوير المهني وفرت لهم تجربة تعليمية استثنائية بهدف تزويدهم بالأدوات والتقنيات التي تمكنهم من تحديث وتحسين المناهج الدراسية وطرق التدريس.
وتم التدريب خلال الورشة على مشاريع ضمن بيئة تعلم تعاونية Hacking STEM ونهج تجريبي متعدد التخصصات لتدريس مهارات التعليم في القرن الحادي والعشرين باستخدام مبادئ العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM، وطرق تحضير خطط الدروس، كما مكنتهم الورشة من تطوير إطار تعليمي لإعداد الدروس، وتعلم طرق تطبيق تقنيات مايكروسوفت لتحسين المناهج الدراسية في الفصول الدراسية واستخدام تقنيات الرسم ثلاثي الأبعاد، والتعليم الجامع ما بين العالم الواقعي والافتراضي Mixed Education.
كما تم التركيز على علوم الكمبيوتر والتدريب على استخدامMinecraft Education Edition و Microsoft Make Code.
ووفرت ورشة العمل للمشاركين خبرات تعليمية مميزة تزودهم بالمهارات اللازمة للاستفادة من التقنيات الحديثة والتأثير الإيجابي على تعلم الطلبة. كما شمل البرنامج جولة في مركز مايكروسوفت للتصور والذي يمثل مختبراً نموذجياً ومعرضاً حافلاً بمنتجات وخدمات مايكروسوفت الجديدة، وكذلك جولة ميدانية في مدرسة محلية.
جامعة نيويورك
شارك 20 من سفراء التعليم في المدرسة الجامعية "ستاينهاردت" للثقافة والتعليم والتنمية البشرية التابعة لجامعة نيويورك New York University Steinhardt في برنامج تدريبي حول التعليم الدامج وتلبية الاحتياجات الفردية للمتعلمين ولذوي الاحتياجات الخاصة (أصحاب الهمم).
وتضمن البرنامج التدريبي محاضرات وورش عمل تدريبية وأنشطة وزيارات ميدانية والعمل مع خبراء مختصين تعلموا من خلالها كيف يمكن للمدارس تقديم الدعم الأفضل للأطفال خلال مراحل تعلمهم وكيف يمكن تلبية احتياجاتهم الفردية. ومن خلال انخراطهم في مشاريع واقعية عملية تم التركيز على إبراز كيفية تأثير البيئة التعليمية على فهم الطلبة لمبادئ التعلم وكيفية تأثير الخصائص الفردية للأطفال على مدى مناسبتهم وانسجامهم مع بيئتهم المدرسية.
وعمل سفراء التعليم أثناء البرنامج التدريبي مع خبراء مختصين بمجالات البرنامج في مشاريع متنوعة وطوروا خطة استراتيجية واضحة توجههم وتكون بمثابة المحرك الذي يحفزهم على إحداث التغيير المنشود عند عودتهم لدولتهم. وتعرف المشاركون بالبرنامج على الممارسات المدعمة بالأدلة في مجال التعليم الدامج، واطلعوا على أساليب واستراتيجيات الدعم العملية المطبقة داخل الصف الدراسي، كما تم إشراكهم في تجارب تركز على أهمية التعليم الدامج وكيفية تطبيقه.
وتشمل المواضيع التدريبية التي تضمنها البرنامج علم التعلم وتطور الطفل ودعم السلوك الإيجابي والتنمية اللغوية والاجتماعية والتعليم الذي يراعي الاختلافات الفردية للمتعلمين، بالإضافة لاستراتيجيات دمج شرائح مختلفة من المتعلمين ومواضيع التنوع العصبي (مجموعة من الاختلافات الفردية في وظيفة الدماغ والصفات السلوكية) neurodiversity، والتصميم العالمي للتعلم (طريقة للتفكير حول التعليم والتعلم تمنح الجميع فرصة متساوية للنجاح) Universal Design for Learning ، ونظرية التغيير.
والمدرسة الجامعية "ستاينهاردت" للثقافة والتعليم والتنمية البشرية التابعة لجامعة نيويورك New York University Steinhardt هي مختصة بالتعليم وقد تأسست في عام 1890، وهي أول مدرسة جامعية للتربويين أنشئت في جامعة أمريكية. وتحتل "ستاينهاردت" المرتبة الأولى في مدينة نيويورك والمرتبة السادسة على مستوى جميع الجامعات المختصة بمجال التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية.
جامعة تورنتو في كندا
وفي تورنتو الكندية، شارك 30 من سفراء التعليم في برنامج تدريبي بعنوان "التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة: الابتكار والممارسة".
ويهدف البرنامج لتأسيس معارف متينة لدى المشاركين فيه حول نظم التعليم في السنوات الأولى، ومساعدة الأطفال على الانتقال السلس من المنزل إلى المدرسة، ورعاية الطفل والإعداد لما قبل المدرسة وكذلك الإعداد للمدرسة، وطرق إتاحة الفرص للأطفال لجني ثمار التعلم من المشاركة واللعب والاستكشاف، ووضع الأطفال على طريق التعلم مدى الحياة وتنمية الكفاءات التي سيحتاجون إليها في عالم اليوم والغد.
وركز برنامج سفراء التعليم المنفذ في جامعة تورنتو -بشكل رئيس- على تحديد كيفية إنشاء بيئات تعليمية تتيح للأطفال الشعور بالراحة في تطبيق الطريقة الفريدة لكل منهم في التفكير والتعلم، والاطلاع على الممارسات المدعمة بالأدلة والتي تمكن من التنظيم الذاتي وتحقيق رفاه العيش، وتعزيز الكفاءة العاطفية والاجتماعية لهم، وغرس مهارات القرن الحادي والعشرين من الإبداع والتواصل وفن حل المشكلات، ومعرفة كيفية دعم المشاركة والحوار المستمر مع الأسر فيما يخص تعلم وتنمية مهارات أبنائهم، ومعرفة كيف يسهم التفكير الإبداعي والشغف في أداء مهنة التعليم بتحفيز بيئة تعلم جاذبة للطلبة والمعلمين أنفسهم.
وركز البرنامج التدريبي بجامعة تورنتو على أربعة محاور رئيسية؛ هي الممارسات والتعلم المستند للأدلة، والتعلم استناداً للتجارب، والتعلم التطبيقي، والتجارب الثقافية.
وشملت زيارة جامعة تورنتو في كندا تجربة ثقافية غنية لسفراء التعليم من خلال إتاحة الفرص للمشاركين في البرنامج للاطلاع على التنوع الثقافي في منطقة تورنتو. وتضمنت الزيارة رحلات إلى عدد من المعالم الثقافية والمشاركة في عدد من الفعاليات الموسمية الكندية المتزامنة مع الزيارة.
وتحتل جامعة تورنتو الكندية المرتبة 21 على مستوى جامعات العالم وفق ترتيب "تايمز هايرز إيديوكيشن" لتصنيف الجامعات لعام 2019 Times Higher Education Ranking وتُعد من بين أفضل وأعرق الجامعات في العالم وقد تأسست في عام 1827.
الجدير بالذكر أن الجامعة قد تخرج فيها أربعة من رؤساء وزراء كندا بجانب أكبر عدد من الحاصلين على جائزة نوبل من بين جميع الجامعات الكندية الأخرى. وتنشر الجامعة سنوياً أكبر عدد من الدراسات البحثية بين جميع الجامعات في قارة أمريكا الشمالية، وهي الميزة التي تشترك معها فيها جامعة هارفارد الأمريكية، الجامعة رقم واحد على مستوى العالم.
جامعة سنغافورة الوطنية
شارك 30 من سفراء التعليم في برنامج جامعة سنغافورة الوطنية للاطلاع على أحدث الممارسات المبتكرة والأدوات والطرق التربوية الحديثة اللازمة للحفاظ على مستوى عالٍ من المهنية المستدامة. والموضوع الرئيس للبرنامج التدريبي المتكامل هو "تصميم المناهج"، ويركز بشكل رئيس على معايير التعلم والتعلم المستند لمعايير، واستراتيجيات التدريس، والتقييم، وبيئات التعلم (العاطفية والبدنية)، وفلسفة المناهج والغرض من المناهج. ويتخلل البرنامج التدريبي زيارات ميدانية لعدد من أبرز مدارس ومعاهد التعليم والجمعيات الأهلية في سنغافورة.
الجدير بالذكر أن جامعة سنغافورة الوطنية تحتل المرتبة الأولى على مستوى جامعات آسيا والمرتبة 23 على مستوى جامعات العالم وفق تصنيف "تايمز هاير إديوكيشن" Times Higher Education لعام 2019.