تأثيراته طالت دول العالم كافة.. ببساطة ما هو التضخم؟

على هاشتاق "inflation" في موقع فيسبوك وتويتر وإنستجرام، ستجدون ملايين المنشورات حول التضخم في غالبية الدول حول العالم.

وكما يشير تقرير لصندوق النقد الدولي، فقد تكون كلمة التضخم واحدة من أكثر الكلمات شيوعا في علم الاقتصاد، واليوم أصبحت تتداول في الحياة اليومية وداخل نقاشات الأسر يوميا.

التضخم بحسب تعريف صندوق النقد الدولي، هو معدل الزيادة في الأسعار خلال فترة زمنية معينة ومقارنتها مع فترة أخرى سابقة، على أساس شهري أو ربع سنوي أو نصف سنوي أو سنوي، أو خلال سلاسل زمنية (5 سنوات أو 10 سنوات).

• التضخم.. معضلة الاقتصاد
• التضخم يرخي ثقله على الاقتصاد الأمريكي.. إليك ما خلّفه هناك

عادة ما يكون التضخم مقياسا واسعا، مثل الزيادة الإجمالية في الأسعار أو الزيادة في تكلفة المعيشة في بلد ما؛ ولكن يمكن أيضا حسابها بشكل أضيق - بالنسبة لسلع معينة، مثل تضخم أسعار الطعام.

وأيا كان السياق، يمثل التضخم مدى ارتفاع تكلفة مجموعة السلع والخدمات ذات الصلة خلال فترة معينة، وأكثرها شيوعا في السنة.

لقد أدى التضخم إلى إغراق البلدان في فترات طويلة من عدم الاستقرار؛ واليوم يمثل إحدى أهم التحديات الاقتصادية لغالبية دول العالم ربما، باستثناء روسيا واليابان، لاعتبارات خاصة داخلية.

غالبا ما يطمح محافظو البنوك المركزية إلى أن يُعرفوا باسم "صقور التضخم"، لأنه هذا المؤشر هو أهم أداة مطلوب منهم الحفاظ على توازنها في السوق عند مستويات منطقية مرتبطة بمتغيرات نقدية عدة.

ويمكن أن يحدث التضخم بسبب زيادة الطلب على سلعة أو نقص معروضها، أو زيادة كلفة إنتاجها.

كيف يتم قياس التضخم؟

تحسب دوائر الإحصاء العالمية الرقم القياسي لأسعار المستهلك شهريا بناءً على التغيرات في الأسعار التي يدفعها المستهلكون مقابل السلع والخدمات.

يستخدم مؤشر أسعار المستهلك نهج "سلة السلع"، مما يعني أنه يتتبع التغيرات في تكاليف فئات رئيسية ينفق الناس الأموال عليها، مثل الأطعمة والمشروبات، والإسكان، والملابس، والنقل، والتعليم والاتصال، والترفيه، والرعاية الطبية، وغيرها من السلع وخدمات.

يعتبر الكثيرون أن مؤشر أسعار المستهلكين هو المعيار لقياس التضخم حول العالم، فهو أداة هامة لحساب زيادات تكلفة المعيشة؛ وأداة أيضا لضبط الأسعار.

معدل التضخم أيضا، يعني في كثير من الحالات، أن الأموال المحتفظ بها كنقد أو في حسابات بنكية ستفقد القوة الشرائية بمرور الوقت، إذ يلجأ الأفراد للتغلب على التضخم وتعزيز قوتهم الشرائية من خلال استثمار أموالهم في أصول معينة.

وتعتمد تكلفة معيشة المستهلك على أسعار العديد من السلع والخدمات وحصة كل منها في ميزانية الأسرة؛ ولقياس متوسط تكلفة معيشة المستهلك، تجري مراكز الإحصاء استبيانات لتحديد سلة من العناصر التي يتم شراؤها بشكل شائع وتتبع تكلفة شراء هذه السلة بمرور الوقت.

مسألة هامة اليوم تجري على مستوى العالم، مرتبطة بالتالي: يمكن أن يؤدي التضخم إلى تشويه القوة الشرائية بمرور الوقت لمتلقي ودافعي أسعار الفائدة الثابتة.

على سبيل المثال، المتقاعدون الذين يحصلون على زيادة سنوية ثابتة بنسبة 5% في معاشاتهم التقاعدية؛ إذا كان التضخم أعلى من 5%، تنخفض القوة الشرائية للمتقاعد.

التضخم يتفاوت من بلد لآخر، بسبب تأثيرات سلبية طالت عملاتها المحلية، مثلا تركيا تسجل نسب تضخم تفوق 78% وفاقت 350% في بلد مثل السودان خلال وقت سابق من العام الجاري.