لماذا فشلت مصر في إيجاد البديل للسائح الروسي؟
المسؤولين عن السياحة في مصر متمثلين في وزارة السياحة وهيئات تنشيط السياحة فشلوا في إيجاد بديل للوفود السياحية الروسية.. لماذا؟.
يبدو أن المسؤولين عن السياحة في مصر متمثلين في وزارة السياحة وهيئات تنشيط السياحة فشلوا في إيجاد بديل للوفود السياحية الروسية، التي كانت تمثل ما يقرب من 90% من إجمالي السياحة الوافدة إلى منتجعات البحر الأحمر وسيناء، على الرغم من وضع أكثر من خطة ومقترح لاستقطاب جنسيات أخرى من شرق آسيا والدول لعربية وشمال إفريقيا، لكنها لم تنجح معظمها في تعويض السائح الروسي الذي ارتبط بمدينتي الغردقة وشرم الشيخ.
وأرجع عماري عبد العظيم رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية بالقاهرة فشل مصر في إيجاد بديل للسائح الروسي إلى غياب خطط التطوير والتنوع البرامجي، وعدم استغلال الأدوات المتاحة لدى المسؤولين، والمتمثلة في وجود كل أنواع السياحة بمصر كسياحة السفاري والسياحة الريفية والسياحة العلاجية التي لا يلتفت اليها المسؤولون.
وأضاف في تصريحات لبوابة العين أن الطيران المصري لم يساعد السياحة على الإطلاق، فكل خطوط الطيران تتبنى برامجا لترويج السياحة كالطيران الإماراتي والتركي، لكن الشركة الوطنية في مصر تتجاهل ذلك تماما.
وتساءل "عماري" عن خطة "يحيى راشد" وزير السياحة المصري المتمثلة في 6 محاور أعلنها منذ قدومه ومدى نجاحه في تطبيقها؟ ولماذا لم تؤت ثمارها حتى الآن؟، محملا المسؤولية في تدهور وركود القطاع إلى وزارة السياحة والقائمين عليها في مصر.
وتعتبر الخسائر التي تكبدتها السياحة المصرية خلال الأشهر الـ 10 الأخيرة الأسوأ منذ 15 عاما - بحسب وزير المالية المصري الدكتور عمرو الجارحي -.
وقال الوزير المصري، إن إيرادات السياحة خلال العام المالي المنصرم المنتهي في يونيو/ حزيران الماضي ما بين 4 و4.5 مليارات دولار مقابل 6.1 مليارات دولار خلال العام المالي 2014-2015.
وبحسب خبراء فإن مصر كانت تجني 5 مليارات دولار سنويا من السياحة الروسية الوافدة، كانت كفيلة بإنعاش القطاع السياحي على مستوى العمالة والفندقة والتطوير والطيران بين البلدين، حتى حادث الطائرة الروسية الذي قطف أحلام العاملين بالسياحة.
الخبير السياحي "عصام علي" قال لبوابة العين إن فنادق ومنتجعات مدينة الغردقة تتأهب لعودة السائحين الروس بتطوير بنيتها وإحلال وتجديد ديكوراتها على أمل العودة المنشودة منتصف أكتوبر/ تشرين الأول القادم، مؤكدا فشل كل المحاولات لتعويض السياح الروس بما فيها السياحة الداخلية، التي أنعشت المنتجعات ووفرت أجور العمالة لكنها وإن كثرت أعدادها فإن مواسمها محدودة ولا تحمل العملة الصعبة التي تقيم صلب الاقتصاد والقطاع السياحي.
وقال الخبير السياحي إن الغردقة تواجد بها خلال أيام عيد الأضحى جنسيات محدودة من الألمان والإنجليز والتشيك لكنها لم تمثل أكثر من 10% من الإشغالات التي كانت تصل إلى 100% قبل حظر وصول الطيران الروسي لمصر.
أرجع "علي" فشل إيجاد بديل إلى ارتباط السائح الروسي بمنتجعات البحر الأحمر التي تتكيف مع مناخهم وتفضيل الروس للسياحة الترفيهية بعكس بلاد أخرى كشرق آسيا التي تفضل السياحة الثقافية وهو ما كان يجب العمل عليه في مدن القاهرة والأقصر وأسوان.
وكان وفدا روسيا غادر مصر منذ أيام لإعداد تقرير حول الحالة الأمنية بقطاع السياحة، حيث زار القاهرة والغردقة وشرم الشيخ، ومن المنتظر عودة السياحة الروسية منتصف أكتوبر/ تشرين الأول حال موافقة السلطات الروسية.
aXA6IDE4LjIyNy41Mi4yNDgg جزيرة ام اند امز