خبراء يثمنون لـ"العين الإخبارية" دعوة السيسي لمواجهة ممولي الإرهاب
السيسي تساءل في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية-الأوروبية "ألم يحن الوقت للاتفاق على مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب؟".
قال خبراء إن دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي للاتفاق على "مقاربة شاملة" لمكافحة الإرهاب ومواجهة ممولي الكيانات الإرهابية، تستوجب "تحركا دوليا حقيقيا وفعالا"، بعدما باتت جميع دول العالم في مرمى ظاهرة الإرهاب، مؤكدين في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن مجابهة "رعاة الإرهاب" تتطلب شراكة دولية واسعة، وأن رؤية الرئيس المصري يمكن أن تشكل بداية لرؤية مستقبلية شاملة.
وجاءت كلمة السيسي في إطار الجلسة الافتتاحية للقمة العربية-الأوروبية الأولى في شرم الشيخ، بحضور عدد كبير من قادة الجانبين، وخلالها تساءل السيسي "ألم يحن الوقت للاتفاق على مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب؟ حيث تتضمن، كمكون أساسي، مواجهة أمنية صارمة مع التنظيمات والعناصر الإرهابية، ومواجهة فكرية مستنيرة مع منابعهم الأيديولوجية كعنصر لا يقل أهمية".
وأضاف الرئيس المصري "هذه المقاربة يجب أن تتضمن أيضاً منع التمويل والدعم المقدم لهم (الجماعات الإرهابية)، ووقف التحريض الذي يقومون به، كعناصر مكملة لهذه المقاربة الشاملة".
خبيرة العلاقات الدولية الدكتورة سماء سليمان، قالت لـ"العين الإخبارية" إن الرئيس السيسي "قدم في كلمته توصيفا دقيقا للإرهاب والدور الذي تقوم به دول في المنطقة، على رأسها قطر وتركيا، من مساعدة العناصر المتطرفة علی الانتقال عبر الحدود من دولة إلى أخرى، واتخاذهم بعض الدول ملاذا آمنا لحين عودتهم لممارسة إرهابهم، أو من خلال حصولهم على الدعم والتمويل".
ونوهت إلى أن الرؤية التي تحدث عنها السيسي تتناول "التركيز على الإرهابيين المختبئين وراء ستار بعض الجمعيات المشبوهة، وتوظيفهم لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لتجنيد عناصر جديدة والتحريض على العنف والكراهية"، مؤكدة أن "أهم النقاط الفاصلة في تلك الرؤية هو دعوته للوقوف صفا واحدا ضد الإرهاب، وضرورة التفرقة بين الإرهاب والمعارضة السياسية السلمية، التي تعد مقوما أساسيا لأي حياة سياسية سليمة".
وتوقعت سليمان أن "تشكل كلمة السيسي توصيات مبدئية للقمة في مجال مكافحة الإرهاب، وكيفية التعامل مع الأخطار والتحديات المتصاعدة للجانب العربي والأوروبي، مؤكدة أن الاتفاق يعني منع التمويل والدعم المقدم للجماعات الإرهابية، ووقف التحريض الذي تقوم به".
من جانبه، اعتبر الباحث في شؤون الحركات الإرهابية منير أديب أنه لا توجد حتى الآن استراتيجية دولية موحدة لمواجهة خطر الإرهاب، وأن ما يحدث هو مجرد وجهات نظر ورؤى خاصة بكل دولة، فالرؤية الأمريكية تختلف عن الأوروبية، وتختلف عن العربية أيضا، بل إن كل دولة في تلك المناطق لديها تصور خاص بها عن مفهوم الإرهاب والجماعات الإرهابية التي يجب مواجهتها".
وأوضح أديب لـ"العين الإخبارية" أنه "في حين تعتبر مصر ودول عربية أخرى تنظيم الإخوان جماعة إرهابية لا تزال دول غربية تتحفظ على ذلك التصنيف، ومن هنا تأتي أهمية دعوة السيسي لتقريب وجهات النظر بين تلك الرؤى المختلفة".
ونوه أديب إلى أن "اختلاف مضمون وهدف مكافحة الإرهاب يظل تحديا كبيرا يواجه المجتمع الدولي، ولذلك فإن حديث الرئيس السيسي خلال تلك القمة يمكن أن يشكل محورا مهما وبداية خيط لبدء رؤية عامة شاملة في المستقبل".
وأشار إلى دور الرباعي العربي (مصر والإمارات والسعودية والبحرين) في مواجهة الجماعات الإرهابية في المنطقة، لامتلاكه رؤية موحدة وتصورا شبه كامل لمفهوم الإرهاب والجماعات المنضوية تحته، وكذلك الدول الممولة له".
بدوره، أكد النائب محمد بدوي دسوقي، عضو مجلس النواب، أن كلمة الرئيس السيسي في افتتاح القمة العربية-الأوروبية عكست مدى اهتمامه بدحر الإرهاب والقضاء على مموليه ومنفذيه، وضرورة تحقيق توافق في الرؤى والاستراتيجيات مع أكبر تجمع دولي "الاتحاد الأوروبي".
وأشاد عضو مجلس النواب بما حققه الرئيس السيسي في ملف العلاقات الخارجية وتدعيم آليات الشراكة الأوروبية العربية ومعالجة التحديات العالمية فيما يتعلق بقضايا الإرهاب، التجارة، الاستثمار، الهجرة النظامية والوضع الإقليمي، مؤكداً أن القمة العربية الأوروبية أقوى إثبات للعالم بنجاح مصر للتصدي للإرهاب والمؤامرات الخارجية، قائلاً "مصر تحارب الإرهاب في العالم".
aXA6IDMuMTQyLjE3Mi4xOTAg جزيرة ام اند امز