القمة العربية الأوروبية.. مكافحة الإرهاب وأزمات المنطقة تتصدر الأجندة
مدينة شرم الشيخ المصرية تستقبل، يومي 24 و25 فبراير/شباط الجاري، القمة العربية–الأوروبية الأولى بمشاركة أكثر من 38 دولة.
توقع خبراء سياسيون ودبلوماسيون أن تسفر القمة العربية الأوروبية التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية، الأحد المقبل، عن نتائج مثمرة تتعلق بتدشين آليات جادة لمكافحة الإرهاب، وإيجاد حلول للأزمات التي تعاني منها المنطقة، لا سيما القضية الفلسطينية والأزمة السورية.
- مصر تستضيف أول قمة "عربية أوروبية".. والأمن والهجرة على رأس الأولويات
- مصادر دبلوماسية تكشف لـ"العين الإخبارية" تفاصيل أول قمة عربية أوروبية
وتبحث الدول الأعضاء في الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي في أول قمة تعقد بينهما، الأحد والإثنين، عدداً من القضايا التي تثير اهتمام الجانبين، من بينها الأمن والهجرة والتنمية الاقتصادية.
وقال السفير محمد العرابي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وعضو مجلس النواب، إن القمة التي تنطلق الأحد المقبل، تعقد في ظروف استثنائية، حيث تعاني بعض دول المنطقة من عدم الاستقرار.
وتوقع في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن تخرج القمة بآليات وإجراءات جادة لمكافحة الإرهاب ودعم البلدان المتضررة منه، والتوافق حول عدد من المسؤولين السوريين الذين سيشاركون في لجنة وضع دستور جديد للبلاد.
وأشار السفير المصري إلى أن دول العالم اتفقت مؤخراً على قضايا أصبحت ذات اهتمام مشترك مثل مكافحة الإرهاب العابر للقارات، وإعادة إعمار الدول المتضررة منه، والحد من الهجرة غير الشرعية، وهو ما ستناقشه القمة.
ولفت العرابي إلى أن القضية الفلسطينية ستكون على رأس أولويات القمة من أجل وضع حل يحرك إرساء عملية السلام بشكل فعلي والحد من بناء المستوطنات الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، قال عادل الحلواني، المحلل السياسي السوري، إن الأزمة السورية أصبحت حاليا تحظى باهتمام دولي كبير، مشيرا إلى أن هناك تحركات جادة لإنهائها، خاصة عقب تبني الدول العربية هذه المهمة.
ولفت الحلواني، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن هناك لجنة سورية باتفاق دولي لكتابة الدستور السوري الجديد، مشيرا إلى أن القمة العربية الأوروبية ستؤكد مهامها حتى يتم الخروج بحل سياسي، ومن ثم بحث إعادة الإعمار للمدن السورية المحررة.
بدوره، أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن القضية الفلسطينية دائما ما تكون على طاولة المباحثات العربية والدولية، ولكن هذه القمة ستكون مختلفة عما سبق، كونها تحظى باجتماع دولي، حيث ستتم مناقشتها بشكل أوسع، خاصة أن مصر تولي اهتماما كبيرا، متوقعا أن تسفر القمة عن نتائج ملموسة بشأنها.
وأشار إلى أن مصر تتحرك دولياً لمناقشة كيفية إحياء العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والسبل الكفيلة بحشد الإرادة الدولية لدعمِ حل الدولتين باعتباره الصيغة الواقعية والوحيدة للوصول إلى تسوية دائمة وعادلة ومن ثم تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وسيستضيف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي العديد من نظرائه العرب والأوروبيين ورئيسي المجلس الأوروبي دونالد توسك والمفوضية الأوروبية جان كلود جونكر، ويتوقع أن يشارك في قمة شرم الشيخ رؤساء دول وحكومات 25 من البلدان الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حسب مسؤول من الاتحاد.
ومن بين الذين سيشاركون في الاجتماع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقد تحضر رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ومن الجانب العربي أكد عدد من القادة مشاركتهم حتى الآن.
وتناقش القمة خمسة موضوعات رئيسية؛ هي الشراكة العربية الأوروبية، والتحديات الدولية، والملفات الإقليمية، إلى جانب الهجرة ومكافحة الإرهاب.
وحسب الدبلوماسي، فإن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية تتصدر جدول أعمال القمة، لافتا إلى أنها لا تتمحور حول قضية مكافحة الهجرة غير الشرعية، وهذا الملف لا يعدو كونه أحد عناصر أجندتها.