"300 الحربي" بمصر.. خطوة نحو الاكتفاء الذاتي "عسكريا"

تحقيق الاكتفاء الذاتي بدلا من اللجوء إلى الاستيراد يأتي ضمن مساعي مصر إلى التقدم في الصناعات الدفاعية بهدف زيادة الإنتاجية
شهدت الآونة الأخيرة توسعا مصريا بعمليات تسليح نوعية ساهمت في تصنيف جيد للجيش على مستوى العالم، عززته داخليا عبر الاهتمام بمجالات التصنيع الدفاعية كان أبرزها تدشين مصنع 300 الحربي للذخيرة.
وافتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، مصنع ٣٠٠ الحربي بشركة "أبو زعبل" للصناعات المتخصصة في ذخائر الأسلحة المتعددة الصغيرة والمتوسطة والقذائف، وعدد آخر من المشروعات الجديدة بالمصانع الحربية، وفق بيان للرئاسة المصرية.
وعلى مدار الشهور الماضية، زار وزير الإنتاج الحربي بمصر محمد العصار العديد من الدول وعلى رأسها كوريا الجنوبية ناقش خلالها "سبل التعاون المشترك في مجالات التصنيع الدفاعية والمدنية، وإمكانية تبادل الخبرات التكنولوجية بين البلدين، من أجل إدخال أحدث أساليب التصنيع الحديثة بما يتواكب مع متطلبات المرحلة الراهنة".
ويأتي تحقيق الاكتفاء الذاتي بدلا من اللجوء إلى الاستيراد ضمن مساعي مصر إلى التقدم في الصناعات الدفاعية بهدف زيادة الإنتاجية.
ومطلع الشهر الجاري، تقدم الجيش المصري 3 مراكز دفعة واحدة في قائمة التصنيف العالمي لموقع "جلوبال فاير باور" لأقوى جيوش العالم.
وجاء احتلاله المركز التاسع دافعا رئيسيا للحكومة المصرية للتوسع في المصانع التابعة للإنتاج الحربي، خاصة أن هذا التصنيف يركز على حجم القوة العسكرية والمالية، إضافة إلى القدرة اللوجستية والجغرافيا.
الجيش المصري التاسع عالميا قبل تركيا وإسرائيل
وفي تصريحات صحفية، قال العصار إن "مصنع 300 الحربي الذي افتتحه الرئيس السيسي يضم عمالة مدربة تدريبا عاليا وتوجد به كميات كبيرة من الآلات الحديثة، إضافة إلى لجنة عسكرية مقيمة في المصنع من إدارة الأسلحة والذخيرة تقوم بمراقبة خطوات الإنتاج ومتابعة خطوات التصنيع من سلامة المنتج".
وأوضح أن "مصنع 300 الحربي يعني الكثير للمصريين، الهدف منه التصدير بعد الانتهاء من تلبية احتياجات قواتنا المسلحة والشرطة".
وأشار إلى أنه يتضمن 277 معدة إلكترونية، ما يساعد على دقة الإنتاج وزيادة الإنتاجية، "فهناك اعتمادية عالية على السلاح المنتج".
ولفت إلى نجاح الوزارة في تصنيع أول لودر كامل بتصنيع مصري عدا الموتور، واعدا الرئيس المصري بتصنيع أول جريدر (إحدى الآليات الهندسية الثقيلة) بمصانع الإنتاج الحربي خلال 3 أشهر.
وأشار الوزير المصري إلى تاريخ مصر في تصنيع السلاح، حيث بدأت المصانع الحربية التصنيع في عام 1954 وتحتفل بلاده في الـ23 من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام بأول طلقة مصرية.
اللواء نصر سالم، الخبير العسكري رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بمصر، قال إن افتتاح مصنع 300 الحربي وعدد من المصانع الأخرى إضافة جديدة لقطاع الإنتاج الحربي تكسب البلاد المزيد من القوة وسيادة القرار.
وأضاف سالم، في تصريحات صحفية، أن مصنع إنتاج الذخائر وكذلك المعدات الجديدة التي صنعت في مصر كلها ستغني الدولة عن الاستيراد خاصة صناعة الذخائر.
وتقوم وزارة الإنتاج الحربي المصرية بتصنيع الدبابات والعربات والمدرعة والكباري وأجهزة الاتصال اللاسلكية والذخيرة الكاملة التابعة للقوات المسلحة داخل مصانع الوزارة البالغ عددها 20 شركة.
وفي سبتمبر/أيلول 2018 دشنت القوات البحرية المصرية، أول فرقاطة محلية الصُنع من طراز "جوويند"، تم بناؤها بشركة ترسانة الإسكندرية، ودخلت الخدمة بالفعل، و جاري بناء 3 فرقاطات أخرى بشركة ترسانة الإسكندرية بالسواعد والعقول المصرية بالتعاون مع الجانب الفرنسي لنقل خبرات التصنيع إلى مصر.
وشهد معرض ايدكس 2018، معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية عُرض لأول مرة رادار مصري الصنع، ثنائي الأبعاد، مُصمم بالكامل بأياد مصرية 100%، تحت إشراف مراكز بحثية مدنية وعسكرية، في نفس مستوى الرادارات العالمي، وتأتي أهميته في كونه يمثل بوابة مصر لامتلاك تكنولوجيا تصنيع الرادارات، كما يدخلها سوق الأسلحة كمنافس وليس مستهلكا فقط.
وتمتلك مصر 1054 طائرة حربية متنوعة بينها 215 مقاتلة و88 طائرة هجومية و59 طائرة نقل عسكري، و387 طائرة تدريب، إضافة إلى 294 مروحية عسكرية بينها 81 مروحية هجومية و4259 دبابة وأكثر من 11700 مدرعة، و1139 مدفعا ذاتي الحركة، وأكثر من 2189 مدفعا ميدانيا، إضافة إلى 1084 راجمة صواريخ، بحسب موقع "جلوبال فاير باور".