عند تقييم درجة خطورة عشماوي نجد أنه يستحق أن يتصدر قائمة المطلوبين المصرية، فالرجل يمتلك مهارات قيادية وميدانية مخيفة.
معادلة الإرهاب ضد الأمن غالباً ما تكون في صالح الإرهاب، فالنجاح بالنسبة للإرهابي هو تنفيذ عملية واحدة من أصل ألف فاشلة، والفشل بالنسبة للأجهزة الأمنية هو نجاح عملية إرهابية حتى لو قامت هذه الأجهزة بإيقاف ألف عملية، وفي ظل هذه المعادلة الصعبة يبعث بريق النور ولو كان خافتاً أملاً جديداً في وجه الفوضى.
تعاون الجيش الليبي مع الأمن المصري لهو خير دليل على أن العمل المشترك بين الدول هو المنهجية الوحيدة والفاعلة لمحاربة الإرهاب، وهذه التجربة تعتبر امتداداً للنجاح الجماعي لدول المقاطعة في مواجهة عبث قطر
الإرهابي هشام عشماوي المطلوب الأول لدى الأجهزة الأمنية يقع في قبضة الجيش الليبي، ويُقبض عليه في درنة، عشماوي الذي تلطخت يداه بدماء الأبرياء وشكلت عملياته الإرهابية هاجساً للأمن في مصر خصوصاً في شبه جزيرة سيناء، وكان مسؤولاً عن ١٧ من العمليات الإرهابية أهمها اغتيال النائب العام هشام بركات وهجوم العريش الذي أسفر عن مقتل ٢٩ من القوات المصرية، وتفجير القنصلية الإيطالية في القاهرة، واستهداف حافلات لأبناء مصر من الأقباط وغيرها من الهجمات.
وعند تقييم درجة خطورة عشماوي نجد أنه يستحق أن يتصدر قائمة المطلوبين المصرية، فالرجل يمتلك مهارات قيادية وميدانية مخيفة، وللتدليل على ذلك نجد أنه ارتبط بمجموعتين مختلفتين تعملان في نطاقين جغرافيين مختلفين، الأولى وهي "أنصار بيت المقدس" المبايعة لداعش ومركز عملياتها سيناء مصر، وكذلك هو المؤسس لجماعة المرابطين المرتبطة بالقاعدة في ليبيا والفاعلة في الأراضي الليبية، فهو بذلك يذوق بلح الشام وعنب اليمن ليستفيد من الموارد وحماية القاعدة وداعش بالوقت نفسه، ومن الناحية الميدانية فالرجل خريج مدرسة الصاعقة في الجيش المصري وما اكتسبه من خبرات ومعلومات عسكرية تفوق بكثير ما يتم تلقينه في مخيمات التدريب للقاعدة أو داعش في أفغانستان أو ليبيا.. "ولا ينبئك مثل خبير".
الإرهاب ظاهرة عالمية لا يمكن للدول مهما كانت مقوماتها مواجهتها فرادى، فتبادل المعلومات الاستخباراتية والعمليات الأمنية المشتركة بالإضافة في توحيد جهود مكافحة تمويل الإرهاب من شأنه إذابة الحدود السياسية التي يستغلها الإرهابيون، فتعاون الجيش الليبي مع الأمن المصري لهو خير دليل على أن العمل المشترك بين الدول هو المنهجية الوحيدة والفاعلة لمحاربة الإرهاب، وهذه التجربة تعتبر امتداداً للنجاح الجماعي لدول المقاطعة في مواجهة عبث قطر، الذي تجاوزت تداعياته الشرق الأوسط ووصلت إلى شمال أفريقيا ودول الساحل الأفريقي.
نشاطر الشعب المصري فرحته بهذا الخبر، وها هي العدالة تطل في زمن الفوضى بعد غياب لتشفي بها آلام زملاء وعائلات الضحايا، ولنستمر اليوم في محاربة الإرهاب هذه المرة وهو ناقص أحد أهم لاعبيه هشام عشماوي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة