لن ندخل في فرضية احتمال مقتل الصحفي جمال خاشقجي أو بقائه على قيد الحياة -وهذا ما نتمناه- من دافع إنساني وديني وأخلاقي دون شك.
عندما وجّه المذيع سؤاله إلى ياسين أقطاي، المستشار السياسي لأردوغان، حول رؤيته تجاه الجهة المسؤولة عن "مقتل خاشقجي" كما ادعت الأبواق الإعلامية الإخونجية، سارع أقطاي بالإجابة "الدولة العميقة".
لن ندخل في فرضية احتمال مقتل الصحفي جمال خاشقجي أو بقائه على قيد الحياة -وهذا ما نتمناه- من دافع إنساني وديني وأخلاقي دون شك، ولكن من خلال قراءة تفاصيل وسيناريو هذه القضية التي تحاول الأبواق الإخونجية المدعومة من قطر وتركيا استغلالها للتشفي من المملكة وقيادتها وحتى شعبها، نجد أن أعداء المملكة لن يتوانوا في استخدام أسوأ الأساليب وأقذرها لتحقيق مآربهم الحزبية التي يملؤها الحقد تجاه السعودية وقيادتها وشعبها.
بالعودة إلى مصطلح "الدولة العميقة" الذي تحدث عنه مستشار أردوغان، فإن هذا التصريح يعد مؤشرا على عزم الحكومة التركية على استخدام هذا المصطلح في إبعاد أي شبهة تجاه أي حدث يتم فيه استهداف شخصيات ومواطني بلدان تشوب علاقتها بأنقرة خلافات سياسية أو أيديولوجية.
ها هي الأيام تثبت لنا أن النظام الحاكم في تركيا لن يتوانى في استخدام بيانات وصور السياح العرب الذين قدموا لتركيا للزج بهم في قضايا سياسية وجنائية لتشويه سمعة دولهم وسمعتهم الشخصية وهذا ما حصل مع السياح السعوديين الـ15 وسيحصل مع غيرهم
وتحرص حكومة أردوغان من خلال أسلوبها البراجماتي في تبادل الأدوار عبر استخدام عدد من الأوراق التي تلعب بها على الطاولة لتحقيق أهدافها التوسعية في دول الإقليم، ففي الوقت الذي تحاول فيه الحكومة مسك العصا من الوسط للحفاظ على براجماتيتها المعهودة، تابعنا جميعا ذلك الأسلوب الاستفزازي الذي يستخدمه الإعلام الرسمي التركي في نشر أخبار مغلوطة ومعلومات لا أساس لها من الصحة يكيل فيها الاتهامات للقيادة السعودية ويحاول تشويه صورة البعثة الدبلوماسية للمملكة، ولكن هذا الإسفاف بلغ منتهاه بالأمس عندما نشرت وسائل الإعلام التركية صورا لعدد من الشباب السعودي الذين تواجدوا في تركيا في أوقات مختلفة بقصد السياحة، لتظهرهم الوكالة وكأنهم جواسيس قدموا إلى إسطنبول لاختطاف خاشقجي وإذابة جثته كما تدعي الأبواق الإخونجية، بل وصل الغباء في هذه الوكالة إلى نشر صورة لأحد هؤلاء الـ15 وهو برفقة عائلته أمام كاونتر الوصول في المطار.
نتذكر تلك الحملة التي قادها عدد من رواد التواصل الاجتماعي العرب للتحذير من السياحة التركية، والتي للأسف تعامل معها البعض بأنها مجرد تحذيرات لا أساس لها على أرض الواقع وأنها مجرد مبالغات لتشويه سمعة تركيا، ولكن ها هي الأيام تثبت لنا أن النظام الحاكم في تركيا لن يتوانى في استخدام بيانات وصور السياح العرب الذين قدموا لتركيا للزج بهم في قضايا سياسية وجنائية لتشويه سمعة دولهم وسمعتهم الشخصية، وهذا ما حصل مع السياح السعوديين الـ15 وسيحصل مع غيرهم، ويبدو أن العديد من السياح الذين قصدوا تركيا سيتم نشر صورهم وبياناتهم لاتهامهم بأي جريمة تقع في إسطنبول أو أنقرة أو طرابزون أو غيرها، ولن يجد رموز حزب العدالة والتنمية ممن هم على شاكلة ياسين أقطاي حينها أي صعوبة في اتهام عدد من السياح العرب أو أتباع جولن من "الدولة العميقة" بأنهم مسؤولون عن مقتل فلان أو اختفاء علّان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة