كل ما أرغب في قوله هنا إن الانكشاف أصبح واضحا في تحيز قنوات الإخوان الفضائية ومعرفاتها في وسائل التواصل الاجتماعي.
مواطن سعودي يختفي ولكن الطريقة التي تناولت بها وسائل الإعلام في العالم هذا الحدث، فكلٌّ على طريقته ووفقا لأهدافه قد تحدث عن القضية، وقد شهدت هذه القضية تحديدا وأثبتت دورا مهما أصبحت تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي كبديل مستقبلي للتقاليد الإعلامية التي اعتاد عليها العالم، ولكن المهم فيما يجب أن ندركه في هذه الطفرة التقنية والإعلام الجديد أن مستوى المصداقية في الحقائق التي تنشر على هذه الوسائل ضعيف جدا، بالإضافة إلى أن هذه الوسائل أصبحت مساحة مفتوحة للتضليل عبر جيوش التقنية التي يسهل توظيفها لقلب الحقائق وطمس معالم الطرق المؤدية إليها.
الانكشاف أصبح واضحا في تحيز قنوات الإخوان الفضائية ومعرفاتها في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن التحيز واضح وجلي في فهم وإدراك السبب والنتيجة في القضية، فهذه الجيوش المستأجرة لا تدرك مبالغتها في متغيرات القضية، ما يجعل من السهل اكتشاف كذبها ومن يقف خلفها
حيث يمكن تضليل الاتجاهات العامة للمجتمعات الدولية وإرباك مفاهيمها وثقتها، لذلك نشهد في قضية اختفاء أحد المواطنين السعوديين قبل أيام مسرحية كبرى الجميع يمثلها على طريقته، ويضع لها السيناريوهات كما يتخيل، وليس كما هي الحقائق، خاصة أن هناك استهدافا لقلب الحقائق وتزويرها من مجموعات إعلامية تعمل عبر قنوات فضائية وجيوش إلكترونية مثل جماعة الإخوان والكارهين للخليج بشكل عام.
هذه الحادثة كشفت عن أن المعلومات التي كانت تصنف (بمعلومات سرية) لم تعد هي محور الاهتمام، فالكل أصبح يدعي أن معلوماته سرية ومهمة من أولئك الذين سمحت لهم التقنية أن يوجدوا فيها، لذلك سوف تظل جميع الأحداث المماثلة التي قد تحدث مستقبلا تعاني من ذات الأزمة التي يشهدها الإعلام الدولي اليوم.
من القواعد المعروفة في متطلبات التحليل السياسي التخصص في مجال القضية المطروحة، وهو ما يفتقده الإعلام التقني اليوم، وخلال الأيام الماضية كشفت لنا هذه القضية عن أن الأصوات التي يتم توظيفها ليست سوى نوعية لا تختلف كثيرا عن غوغائية الجهل والتضليل المنتشرة في فضاء الإعلام التقني.
لقد أثبتت هذه القضية أن الأخطاء كبيرة في كيفية تناول هذه القضية، حيث اعتمد الكثير من المظللين مصدرا واحدا لمعلوماتهم يعتمدون عليه، بالإضافة إلى تميزهم بانغلاق فكري لا يقبل الآراء الأخرى، لأن الهدف هو الهجوم فقط وليس البحث عن مصداقية، والأهم والأكثر تأثيرا أن الحشو المعلوماتي يصل إلى ذروته مع وسائل الإعلام الحديث، كما نجد أن مصادر نقل الأخبار لدى هذه المجموعات واحد وليس متنوعا، ما يسهم في فتح المجال أمام الخيالات الكبرى للحديث عن الموضوع المستهدف.
كل ما أرغب في قوله هنا إن الانكشاف أصبح واضحا في تحيز قنوات الإخوان الفضائية ومعرفاتها في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن التحيز واضح وجلي في فهم وإدراك السبب والنتيجة في القضية، فهذه الجيوش المستأجرة لا تدرك مبالغتها في متغيرات القضية، ما يجعل من السهل اكتشاف كذبها ومن يقف خلفها.
في قضية اختفاء المواطن السعودي اتضح بكل دقة أن القضية لا تمثل بالنسبة لهم -أي المهاجمين- سوى إدارة للهجوم على دول بعينها وتحديدا دول خليجية كالسعودية والإمارات، وكيل الاتهامات ليس بهدف البحث عن الحقيقة، فما تبحث عنه قنوات الجزيرة ووكلاؤها وجيوش الجماعات المتطرفة ليس أكثر من غوغائية ليس لها من مخرجات سوى البحث عن الإثارة والتضليل، أما الصحفي المفقود ليس سوى وسيلة لديهم لتحقيق غاياتهم السلبية لذلك نقول لهم: الحقيقة لم ولن تموت وعمرها أطول من أعماركم أجمعين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة