كيف نجح الأمن المصري في دحر الإرهاب خلال 4 سنوات؟
"العين الإخبارية" ترصد أبرز العوامل التي ارتكزت عليها خطة الأمن المصري في الحرب على الإرهاب والتصدي لأنشطة الإخوان الخبيثة.
نجحت مصر في تقويض ودحر الإرهاب بعد 4 سنوات من الحرب عليه، حيث انخفضت معدلات عملياته بنسبة تجاوزت الـ90%- وفقا لتقارير وإحصائيات رسمية وشبه رسمية.
وجاءت الضربات الاستباقية ومصادرة أموال المنظمات الإرهابية وتجفيف المنابع وضرب الارتكازات أبرز العوامل التي ساهمت في نجاح خطة الأمن المصري في حربه ضد الإرهاب.
وبشكل ملحوظ، تحول النشاط الإرهابي في مصر من عمليات كبرى تستهدف الجيش والشرطة والمدنيين إلى محاولات بائسة بفضل يقظة الأمن والقوات المسلحة المصرية.
وترصد "العين الإخبارية" في التقرير التالي،أبرز العوامل التي ارتكزت عليها خطة الأمن المصري في الحرب على الإرهاب، والتصدي للأنشطة الخبيثة لتنظيم الإخوان.
ووفقا لمراقبون، فإن استهداف مناطق ارتكاز التنظيمات الإرهابية داخل سيناء وخارجها، ومصادرة أموال التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية، وفرض السيطرة على الحدود المصرية ومنع تهريب الأسلحة، ونجاح قوات الأمن في تنفيذ ضربات استباقية للعناصر الإرهابية، كلها عوامل أدت إلى نجاح خطة الحرب على الإرهاب.
ضرب مراكز الإرهاب
خاضت قوات الأمن المصرية مجموعة من العمليات المتزامنة على مناطق ارتكاز الإرهاب بعدة محافظات في البلاد، كان أبرزها بشبه جزيرة سيناء، التي شهدت معارك شرسة بين الأمن والعناصر الإرهابية.
ومنذ بدء العملية الشاملة "سيناء 2018" في 9 فبراير/ شباط 2018، تم استهداف حوالي 450 إرهابيا وتدمير 1200 عبوة ناسفة و900 عربة و1000 دراجة نارية للعناصر الإرهابية و420 مزرعة للنباتات المخدرة و118 طنا من المواد المخدرة و24 مليون قرص مخدر، وفقا لبيانات سابقة للمتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية العقيد أركان حرب تامر الرفاعي.
وخلال فترة "العملية الشاملة" تم القضاء على نحو 3000 فتحة نفق، فيما تم إخلاء السكان من هذه المناطق على مراحل، مع صرف التعويضات اللازمة لذلك.
ونفّذت قوات مشتركة من الجيش والشرطة المصرية سلسلة عمليات مداهمة لخلايا إرهابية في الجبل الشرقي بصعيد البلاد خلال الشهور الثلاثة الماضية، لتفكيك شبكات ضمت عناصر من تنظيم داعش وحركتي حسم ولواء الثورة الإخوانيتين.
وقالت مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية" إن "العمليات الأمنية في سيناء والتشديدات الأمنية بالقاهرة دفعت عناصر من تنظيم داعش وعناصر تابعة للجان الإخوان الخاصة إلى اللجوء إلى الظهير الصحراوي لمحافظتي سوهاج وأسيوط، في مناطق كانت تقليديا مخابئ للتنظيمات الإرهابية في تسعينيات القرن الماضي".
وفي الدلتا، نجحت قوات الأمن في إحباط عدد من المخططات الإرهابية التي استهدفت ارتكازات أمنية ودور عبادة ومؤسسات عامة.
وأكد حافظ أبو سعدة رئيس المجلس المصري لحقوق الإنسان لـ"العين الإخبارية"، أن حجم العمليات الإرهابية تراجع بشكل كبير، موضحا أن "المجلس أعد تقريرا عُرِض في الأمم المتحدة؛ متضمنا العمليات الإرهابية التي تمت في مصر، وكيف تم تحجيمها والقضاء عليها بشكل كبير نتيجة الجهود الأمنية".
وأوضح أبوسعدة أن "عدد جرائم الإخوان خلال الثلاث سنوات الماضية تجاوز 1165 جريمة تنوعت بين قتل وتفجير تركزت في سيناء بنسبة 88%، وراح ضحيتها في سيناء فقط 1400 شهيد من الجيش والشرطة و850 من المدنيين من أهالي سيناء والتنظيمات الإرهابية التابعة للإخوان اعترفت بهذه الجرائم مسجلة بالصوت والصورة".
وبالتزامن مع عملية مطاردة العناصر الإرهابية في القاهرة والمحافظات، قامت الأجهزة الأمنية بتنسيق مشترك بين قوات الجيش والشرطة بتمشيط الحدود الممتدة علي منطقة الواحات البحرية بعد ورود معلومات عن محاولة تسلل بعض العناصر الهاربة من تنظيم داعش بليبيا إلى مصر.
الضربات الاستباقية
ونجحت قوات الأمن المصرية في إحباط عدد من العمليات الإرهابية، بفضل توجيه ضربات استباقية للعناصر التي تستهدف ضرب استقرار البلاد.
وكان من بين أبرز العمليات الناجحة في مصر؛ إحباط محاولة تفجير كنيسة العذراء، بالإضافة إلى إفشال مخطط استهداف دور العبادة بالتزامن مع احتفالات عيد الأضحى وعيد السيدة العذراء مريم، وأخيرا إحباط محاولة تفجير قنبلة بدائية الصنع في سيارة ضابط شرطة بمحيط جامعة حلوان.
كما سبق وأعلنت وزارة الداخلية المصرية عن مقتل 6 إرهابيين بمدينة السادس من أكتوبر، كانوا يستعدون لتنفيذ عمليات تستهدف المنشآت الحيوية ودور العبادة أثناء فترة الأعياد. وأعلنت أيضا عن مصرع 12 إرهابيا بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء، كانوا يخططون لعمليات إرهابية.
كما نجح الأمن المصري في التصدي للمجموعة الإرهابية، التي هاجمت الكمين الأمني بالطريق الساحلي لمدينة العريش، رغم استخدامهم للأسلحة الثقيلة وإطلاق قذائف الأر بي جي، لكن قوات الأمن تصدت بقوة، ما أسفر عن مقتل أربعة من العناصر الإرهابية، وفرار باقى الأفراد.
وبلغ عدد الجماعات التي خاضت الحرب ضد مصر بشكل عام 24 تنظيما معلنا، و992 خلية عنقودية، جميعها ارتبطت بجماعة الإخوان وتحقيق أهدافها، إلا أن الأجهزة الأمنية المصرية أسقطت أكثر من 19 ألف عنصر من أعضاء الجماعة الإرهابية؛ بحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والقنابل، وضبطت 128 ألف قطعة سلاح.
مصادرة أموال الجماعات الإرهابية
ومنذ أن أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قانون "الكيانات الإرهابية" في عام 2015، أصدرت النيابة العامة المصرية عددا من القرارات لمصادرة أموال التنظيمات الإرهابية والمنتمين إليها خاصة تنظيم الإخوان.
وفرض البنك المركزي المصري قيودا على الأموال الواردة إلى مصر من جهات خارجية، سواء لأشخاص أو منظمات تعمل في مجال المجتمع المدني، وبذلك نجحت القاهرة في شل حركة التنظيمات.
وقال المفكر الإسلامي ثروت الخرباوي لـ"العين الإخبارية" إن "أموال الإخوان هي مضخة الدماء التي يتحرك بها التنظيم الإرهابي، ولا شك أن مصادرتها أثرت على نشاطهم في مصر بشكل كبير وأسهمت في تقليل حجم العمليات الإرهابية التي تغذيها أموال هذا التنظيم".
واعتبر الخرباوي أن "قرارت المصادرة أنتجت مزيدا من التخبط والارتباك الذي تعيشه الجماعة في الوقت الحالي، وتعتبر انهيارا جديدا لخططها التي تستهدف إشعال المنطقة وتقسيمها".
aXA6IDE4LjIyMi4xMjEuMjQg جزيرة ام اند امز