خبيران لـ"العين الإخبارية": وعي المصريين أفشل أكاذيب الإخوان
الدكتور صفوت العالم يقول إن إعلام الإخوان افتقد الدقة والمصداقية من خلال اختلاق مصادر غير موجودة ومجهولة وتكرار الصور المفبركة
قال خبيران إن تنظيم الإخوان الإرهابي يبث الشائعات والأكاذيب والفوضى في مصر عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال تكرار الصور المفبركة، واختلاق قصص غير موجودة ومصادر مجهولة.
كان نشطاء مصريون كشفوا على شبكات التواصل الاجتماعي محاولة إخوانية جديدة لترويج "شائعات وأكاذيب" بشأن احتجاجات مزعزعة شهدتها البلاد، عبر إعادة ترويج مقاطع مصورة وصور يعود تاريخها لسنوات مضت.
وأكد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن إعلام الإخوان المزيف استخدم جميع وسائلة وأساليبه الخادعة بكامل طاقته لنشر الأكاذيب، مؤكداً أن الوعي الشعبي لدى المصريين كان حائط الصد للشائعات.
وتابع "العالم" في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن منصات الإعلام الإخوانية افتقدت الدقة والمصداقية من خلال اختلاق مصادر غير موجودة ومجهولة، والعمل على تكرار الصور المفبركة للإيحاء بالضخامة، فضلاً عن استضافة ضيوف معروفين لديهم من خلال تنسيق مسبق وإنساب معلومات خادعة.
وأوضح أن الإعلام المصري عليه دور رئيسي للرد على شائعات التنظيمات الإرهابية من خلال الرد بمعلومات موثقة وصورة حية لأرض الواقع، مؤكداً أن غياب الرد على الشائعات يزيد من حجمها ويعطي فرصة للإعلام المعادي أن يستغل الشائعة ويروج لها.
ومن جانبه أكد عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن الإخوان وظفت مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الممول في المعركة ضد الدولة المصرية، وما حدث مساء الجمعة، كان مخططاً له من استخبارات وأجهزة دولية تهدف لإسقاط الدولة المصرية.
وأكد فاروق في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن التعويل حالياً على وعي الشعب المصري، والذي سيجنبه الوقوع في فخ الجماعة الإرهابية في ظل غياب تام للإعلام المصري.
وأكد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أن حرب الإعلام تعد أقوى من المعارك المسلحة داخل المجتمعات، موضحاً أن الجماعة الإرهابية تعمل على زعزعة الثقة بين الشعب المصري والحكومة، والعمل على الاستقطاب الفكري عن طريق الإعلام وفق وثيقة "رد الاعتداء" التي كتبها سيد قطب.
وأشار فاروق إلى وجود مخطط واضح وصريح من تنظيم الإخوان الإرهابي وبعض الأجهزة الاستخباراتية لبعض الدول، لاقتحام السجون المصرية وتنفيذ بعض المخططات بعد خداع الشعب المصري.
"فضائيات الفتنة"
من بين القنوات والمنصات الإلكترونية التي استخدمها تنظيم الإخوان لفبركة الحقائق وتزييف الواقع نحو 27 موقعاً إخوانياً وتركياً وإيرانياً بينها "شبكة قناة الجزيرة" و"مكملين" و"الشرق" من أهم الفضائيات التي تُعبر عن خطاب العنف الإخواني وكل منها نشأ في عام 2014، ويبث برامجه من داخل تركيا مع بعض الفضائيات والمواقع الإلكترونية الأخرى، مثل "وطن" و"العربي الجديد" تلفزيون وصحيفة و"هاف بوست" موقع إلكتروني.
أيضاً يمتلك التنظيم شبكات "رصد" و"ناشرون الإخبارية" و"أخبار الإخوان المسلمين"، فضلاً عن أنه امتلك بعض الفضائيات التي أغلقت مثل "الشرعية" و"الأحرار" و"مصر الآن" بسبب أزمات مالية ترتبط باستمرارها.
وكان "التنظيم" قد أطلق موقع "إخوان أون لاين" في عام 2003 ثم أصدر النسخة الثانية باللغة الإنجليزية "إخوان ويب" في عام 2005 متجهاً من خلاله لمخاطبة الغرب، ونجح من خلال عشرات المواقع الإلكترونية التابعة للمكاتب الإدارية للإخوان في المحافظات المصرية في الترويج لأفكاره والتبشير بدوره السياسي، وقد جنى ثمار هذا الدور في عام 2011 عندما نجح في إسقاط مؤسسات الدولة، بعد مغافلة أجهزة الأمن على مدار سنوات استطاع خلالها التنظيم امتلاك وسائل إعلام ملكية علانية أو من الباطن.
وعمد التنظيم الإرهابي من خلال تلك المنصات الإرهابية إلى نشر الأكاذيب؛ حيث قام، السبت، بفبركة "صورة طبق الأصل" لميدان التحرير خلال احتفال المصريين بالفوز بنهائي كأس العالم 2017 وتصنيفها كصورة حية للتظاهر بالميدان، بهدف إثارة الفوضى، وهو ما أدركه سريعاً نشطاء السوشيال ميديا ونشروا الفيديو الأصلي وإلى جواره المزيف.
وبحسب مراقبي تنظيم "الإخوان" يضع الإعلام في مقدمة معاركه تجاه الخصوم السياسيين والحكومات الذين يسعون لتصفيتهم معنوياً، وسابقا عبر أحد قادة "الإخوان" بأنه مشغول بمعركة إسقاط عاصمة عربية عبر إحدى الفضائيات.
وقال عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، إن "الإخوان" تُدار من خلال الشاشات ووسائل الإعلام، لذا اهتمت "الجماعة" بامتلاك وسائل إعلامية في لندن وقطر وتركيا ,وعلي رأسها قناة "الجزيرة" القطرية، فضلاً عن توجيه أتباعها للعمل في محطات إعلامية دولية بهدف إثارة الفوضى في البلدان العربية.