4 قصص لن ينساها أطباء كورونا بمصر.. الأمومة أقوى
4 قصص لمتعافين لن ينساها أطباء كورونا بمصر، حملت معاني الإرادة والأمل في مواجهة فيروس كورونا المستجد، والسر في "عاطفة الأمومة"
لم تكن تتخيل الطبيبة "هديل عبد الرحيم" أنها ستحمل معها قصص متعافين من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-١٩) ومواقف لا تنسى، إلى منزلها بعد انتهاء مهمتها داخل أحد مستشفيات العزل المصرية.
وهديل واحدة، من الأطقم الطبية بمصر الذين يؤدون مهمتهم في علاج المصابين بكوفيد-19، فيصحبوهم في رحلة لا تخلو من مواقف مليئة بالأمل والإصرار على التعافي.
وحتى مساء الأحد، سجلت مصر 24 ألفا و985 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد من ضمنهم 6037 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و 959 حالة وفاة.
الأم وطفلها.. تحدي البقاء بلا عدوى
فصول القصة الأولى التي لم تستطع الطبيبة هديل، اختصاصية أمراض صدرية بمستشفى ١٥ مايو بحلون (جنوبي العاصمة)، أن تنساها بدأت عندما شعرت امرأة حامل في الشهر التاسع بأعراض كورونا، فأجرت تحليل الـ"بي سي آر" ثم وضعت طفلها بعد ساعات، قبل أن تظهر النتيجة وتكتشف إصابتها بالفيروس المتسجد.
تروي "عبدالرحيم" (٣٠ عاما) لـ"العين الإخبارية": "الموقف برمته كان صعبا علينا لأن الأم خضعت للعزل ومعها طفلها وعمره يوم، ولم نكن نعرف في البداية ما إذا كان الطفل مصابا هو أيضا أو لا، ثم تبين بعد ذلك أنه سليم لنواجه تحديا آخر هو بقاء الطفل مع والدته المصابة".
تضيف: "هذه الأم وطفلها من القصص التي لن أنساها أبدا.. ما زلت أذكر قلقي على ذلك الطفل.. كنا نتساءل كطاقم طبي هل سينتقل الفيروس للطفل عبر الرضاعة الطبيعية؟ كيف نحميه ونؤمن فترة بقائه مع والدته دون أن تنتقل له العدوى؟".
وعلى الرغم من عشرات الحالات التي تعرضت لها الطبيبة "هديل عبد الرحيم"، خصوصاً مع إصابة زملاء لها بكورونا، فإنها تعتبر قصة الأم وطفلها من أكثر القصص الملهمة لأن "الأم أصرت على أن يكون الطفل برفقتها، كما كان لديها إصرار على هزيمة الوباء، خلال أسبوعين، دون أن تنقله لطفلها"، بحسب الطبيبة.
وتنصح الطبيية الشابة الجميع بارتداء الكمامات وغسل اليدين بصورة مستمرة، والاهتمام بالحالة النفسية ورفع كفاءة المناعة بالأكل الصحي والمشروبات الطبيعية.
الأم وابنتها.. وداع مؤقت لحين الشفاء
القصة الثانية، التي لا تنساها الممرضة "مي منسي"، تعود لأم أصيبت بفيروس كورونا ومعها أولادها، بعدما انتقلت لهم العدوى من رب الأسرة، ثم تماثل الجميع للشفاء قبل الأم فكان لزاما عليهم توديعها لحين شفائها.
تروي "منسي"، ممرضة بمستشفى قها الجامعي بمحافظة القليوبية (شمالي العاصمة) لـ"العين الإخبارية": "قصة هذه العائلة أثرت في لدرجة لا أتصورها، خصوصا المشهد الذي اضطرت فيه الأم عزيزة لتوديع طفلتها جنى المتعلقة بها، بعد تماثل الأخيرة للشفاء، لا أنسى مشهد الطفلة وهي تصر على معانقة والدتها ولا ترغب في مغادرة المستشفى".
تتابع "منسي" وهي تسترجع تلك اللحظات: "حاولت إقناع الطفلة أن تترك والدتها وتذهب مع والدها وشقيقها لحين شفاء والدتها.. قلت لها مجرد أيام قليلة وتعود لكم، وهو ما حدث".
تضيف الممرضة الشابة: "معنويات الأم كانت مرتفعة جدا، كان لديها دافع للتغلب على المرض.. كانت تخبرنا بأنها اشتاقت لأطفالها وستعود لهم بسرعة".
نجحت الأم في هزيمة كورونا وخرجت من المشفى لتترك قصتها لمنسي ترويها لأسرتها بعد انتهاء مهمتها داخل مستشفى العزل، لتبدأ فصلا جديدا من التواصل الإنساني ومهاتفة الأم يوميا للاطمئنان على الأسرة وبالأخص الصغيرة الصغيرة جنى.
الممرضة سميرة.. محاربة من الداخل
يرن هاتف الطبيب "أحمد الشافعي"، اختصاصي الباطنة والمناظير، ليستقبل مكالمة من أحد المستشفيات التي يعمل بها، تبلغه بأن الممرضة التي لطالمت عملت معه أصيبت بكورونا وهي في طريقها إلى مستشفى العزل حيث يباشر عمله منذ أيام.
وعلى الرغم من أن "الشافعي" لا ينسى أيا من الحالات التي تعامل معها داخل مستشفي العزل (مستشفى ١٥ مايو)، فإنه يعتبر حالة الممرضة سميرة من أكثر القصص المؤثرة للمتعافين من كورونا.
يحكي "الشافعي" لـ"العين الإخبارية": "استقبلت الممرضة سميرة من سيارة الإسعاف.. كانت خائفة ولا تعرف بالظبط كيف ستقضي أيامها المقبلة، حاولت طمأنتها رغم قلقي على حالتها خصوصا أنها في نهاية الخمسينيات وتعاني أعراضا شديدة لكورونا".
يضيف: "حالتها كانت سيئة بخلاف أنها مصابة بحساسية صدر. كانت تعاني ارتفاعا في الحرارة وإسهالا شديدا ونسبة الأكسجين قليلة.. لم يكن أحد منا متفائلا بالحالة لكن حدث العكس".
يتابع الشافعي: "خلال رحلة علاج استمرت ٤ أسابيع، كان الحافز الأكبر لسميرة عودتها لأسرتها، كانت تسأل عن كل تفاصيل الفيروس، تتبع التعليمات بحاذفيرها، رأيتها تتغلب على مخاوفها قبل كورونا حتى شفيت تماما".
إصابة وشفاء ثم مرض وتعافٍ.. عاطفة الأمومة تهزم كورونا
يتذكر الطبيب "إسلام شمس"، قصة الأم التي لن ينساها هي أو أبناءها الذين انتقلت لهم العدوى من رب الأسرة العائد للتو من إيطاليا، ويقول: "قصة هذه العائلة لا يمكن أن ينساها طوال حياته".
يسترجع "شمس" الذي يعمل بمستشفى قها، تفاصيل هذه القصة بقوله: "أصيبت الأم واثنان من أبنائها بكورونا عن طريق الأب، بينما بقي طفلهما الثالث في الخارج بعدما تأكدوا من سلبية تحاليله".
يضيف الطبيب: "خضعت الأم وأبناؤها للعلاج وشفيت تماما، وإذا بطفلها الثالث وعمره عامان يصاب بكورونا لترفض الأم تركه بمفرده في مستشفى العزل، وبقيت معه حتى تماثل للشفاء وأصيبت هي مجددا".
يتابع: "أصيبت الأم للمرة الثانية لكنها استقبلت الأمر بنفس راضية، واعتبرت الإصابة ضريبة الاطمئنان على طفلها ومساندته للشفاء. لم أر في حياتي إرادة مماثلة، خاضت رحلة العلاج بكل إرادة وتفاؤل للمرة ثانية، لنتفاجأ جميعا بشفائها في أقل من ٥ أيام".
aXA6IDE4LjIxNy4yMzcuMTY5IA==
جزيرة ام اند امز