انتخابات رئاسة مصر.. حشود الناخبين تُسقط مخططات الإخوان
جاءت مشاهد الإقبال الكثيف على لجان التصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية لتعبر عن فشل مزاعم جماعة الإخوان بضعف الإقبال والمشاركة.
ومع انطلاق التصويت للمصريين في الداخل، أمس، زعمت كثير من الأبواق الإعلامية التابعة للجماعة الإرهابية وجود خروقات واسعة في الانتخابات، كما ادعت أن الإقبال كان محدوداً، رغم تأكيد الكثير من مراقبي العملية الانتخابية على كثافة التصويت، حتى إن الهيئة الوطنية للانتخابات اضطرت للدفع بقضاة وموظفين إضافيين لتعزيز بعض اللجان التي تشهد كثافات عالية في التصويت.
الواقع يتحدث عن نفسه
"الواقع يتحدث عن نفسه" بتلك الكلمات استهل الدكتور عبدالهادي القصبي زعيم الأغلبية البرلمانية بمجلس النواب المصري حديثه لـ"العين الإخبارية" حول فشل مخططات الجماعة الإرهابية للتشويش على الانتخابات الرئاسية.
وقال إن مشاهد الحشود الكثيفة والإقبال الكبير من مختلف الفئات العمرية على التصويت، وأيضا ذوي الهمم خير دليل على كذب مخططاتها لتشويه المشهد الانتخابي.
وأضاف أن "المشاركة الكثيفة والملاحظة منذ الأمس في الانتخابات الرئاسية تأتي كتعبير عن إدارك وإلمام المصريين بالمخاطر والتحديات التي تواجه الدولة في الوقت الحالي، واستيعابهم أحداث من حولهم والمخططات التي يراد تنفيذها مثل ما يجري في غزة، وبالتالي يوجه المصريون رسالة للعالم أجمع ولكل من يقف وراء هذه المخططات".
وأكد زعيم الأغلبية البرلمانية أن "الشعب المصري يشارك بكثافة ليس ليحبط مزاعم الإخوان، وإنما لأن الأمر هذه المرة والمخططات التي تواجهها الدولة أكبر بكثير من ذلك"، معتبراً أنه نفسه المخطط الذي أسقط دولاً أخرى وتقف خلفه دول وكيانات عديدة.
وكان المستشار أحمد بنداري، مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات ورئيس غرفة العمليات المركزية لمتابعة تصويت المصريين بالداخل، أفاد في مؤتمر صحفي أمس بأن بعض اللجان استمر العمل بها إلى ما بعد التاسعة مساء، أي الموعد الرسمي لإغلاق اللجان بسبب كثافة الناخبين.
مزاعم إخوانية معتادة
بدوره، قال الكاتب الصحفي عبداللطيف حامد مدير تحرير مجلة المصور، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "مزاعم الإخوان عن ضعف الإقبال وحدوث خروقات أمر معتاد ومتوقع، وفي كل مرة يأتي الرد قاسياً من خلال الإقبال على التصويت والحشود التي نراها أمام اللجان".
وأوضح أن الجماعة تشهد خلال الفترة الماضية خلافات داخلية كبيرة وحالة تشرذم، وبالتالي تخرج أبواقها لتركز على الانتخابات الرئاسية، وتزعم أن هناك خروقات على اعتبار أن الجماعة بهذه الطريقة ستتجاوز انقساماتها الداخلية.
واستشهد حامد في التدليل على المشاركة الواسعة بتصريحات كوفي كانكام رئيس "ائتلاف نزاهة" الدولي لمتابعة الانتخابات الرئاسية المصرية، الذي وجه الشكر للهيئة الوطنية للانتخابات على استجابتها لملاحظات الائتلاف والمتابعين الدوليين والدفع بعدد من القضاة وأعضاء الهيئات القضائية الاحتياطيين إلى عدد من اللجان الفرعية، لتسريع وتيرة عملية التصويت والتخفيف من زحام طوابير الناخبين.
واعتبر الكاتب الصحفي المصري أن تصريحات كانكام عن التكدس عند اللجان ما هي إلا شهادة على أن هناك مشاركة كبيرة في التصويت، والتي ستنعكس في النسب التي ستعلن عنها لاحقاً الهيئة الوطنية للانتخابات.
وينتهي التصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية غداً، والذي انطلق أمس، حيث دعي أكثر من 65 مليون مواطن للاختيار بين 4 مرشحين، وقد بدأ التصويت للمصريين في الخارج أيام 1 و2 و3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ويتواصل ليومه الثاني في مختلف محافظات الجمهورية تحت إشراف كامل من قبل 15 ألف قاض.
وأجمع ممثلو حملات المرشحين الأربعة في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" على أن المشهد الانتخابي يسير بشكل إيجابي، وحتى إن كانت هناك بعض الخروقات فإنها حالات فردية لا تؤثر على سلامة المشهد الانتخابي بصفة عامة.