رئيس إفتاء أفريقيا: إذا علم المسلم أسباب اختلاف الفقهاء فسيعذرهم
الدكتور محمد أحمد لوح يؤكد أن الخلاف الموجود بين المذاهب الفقهية يأتي من أسباب كثيرة، دونها العلماء في مصنفات مستقلة
قال الأستاذ الدكتور محمد أحمد لوح، رئيس لجنة الإفتاء باتحاد علماء أفريقيا عميد الكلية الأفريقية للدراسات الإسلامية في السنغال، إن الخلاف بين البشر في الآراء والتصورات والأذواق علاوةً على كونه سنة كونية، فهو منحة ربانية لإنتاج مادة علمية تثري البشر بخبرات كثيرة وعلوم متنوعة من منابع العلم والمعرفة، وكذلك محنة، من حيث ابتلاء الله العباد في كيفية التعامل مع المخالف، وإدارة الخلاف على النحو الأمثل المثمر.
جاء ذلك في كلمة له بعنوان "إدارة الخلاف الفقهي في عصر ظهور وتبلور المذاهب الفقهية.. توثيق وتحليل" خلال مشاركته في الجلسة الثانية من المؤتمر العالمي للإفتاء 2019.
وانطلقت فعاليات المؤتمر العالمي الـ5 للإفتاء الذي تعقده الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بالعاصمة المصرية القاهرة، والذي يقام تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، وتستمر أعماله على مدار يومي 15 – 16 أكتوبر/تشرين الأول، تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وبحضور وفود من كبار العلماء والمفتين من 85 دولة على مستوى العالم.
وأوضح "لوح": "الخلاف الموجود بين هذه المذاهب الفقهية ناشئ عن أسباب كثيرة، دونها العلماء في مصنفات مستقلة، وإذا علم المسلم الأسبابَ التي أدت بالفقهاء إلى الاختلاف في بعض المسائل، فإنه ينبغي عليه أن يعذرهم، ويترحَّم عليهم، فقد بذلوا وسعهم في خدمة دين الله تعالى وبيان أحكام الشريعة".
وأضاف: "ينبغي عليه كذلك أن يحذر من التعصب المذهبي، فكل هؤلاء الفقهاء على خير، ومَعِينهم واحد، وهو الكتاب والسنة وما بُني عليهما، وكلهم كان قصْدُهم واحداً وهو بلوغ الحق.. وهذا المنحى هو أُسُّ إدارة الخلاف الفقهي".
ولفت رئيس لجنة الإفتاء باتحاد علماء أفريقيا النظر إلى أن المدارس الفقهية تكونت بمجموعة من المجهودات والخطوات العلمية المتخصصة في الدراسات الفقهية التي بدأت بظهور فقهاء الصحابة الذين كانت لهم رؤى فقهية، والذين أسسوا مدارس فقهية في الحجاز والعراق والشام واليمن ومصر، وانتقل علمهم من خلال هذه المدارس إلى من بعدهم، وتلخص ذلك بظهور مدارس فقهاء التابعين فيما بعد، فكان القرن الثاني الهجري أهم فترة لبداية تأسيس المدارس الفقهية.
وعن أهداف إدارة الخلاف الفقهي قال: "هي أهداف كثيرة منها إشاعة احترام النص الشرعي، وتقديمه على الآراء والاجتهادات والنظريات المحضة، وتقليل الخلاف والحد من حدته، وكذلك تقريب وجهات النظر بين المختلفين، ومنها أيضاً إشاعة قيمة الإنصاف وترك التعصب، وكذلك تصفية الفقه من الآراء الشاذة والاجتهادات التي عفَّى عليها الزمن، مع تفعيل مساحات التوافق وتهيئة الجو للتعايش السلمي بين المختلفين".
وأشار رئيس لجنة الإفتاء باتحاد علماء أفريقيا إلى ضوابط إدارة الخلاف الفقهي كاحتمالية الخطأ والصواب في كل رأي من الآراء الاجتهادية المختلفة، وكذلك التهيئة النفسية، وإيجاد أرضية مناسبة للحوارات الفقهية، ومنها تحديد موضع الخلاف وسببه، وكذلك فتح باب الاستفسار والاستفصال قبل اتخاذ المواقف تجاه المخالف.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjExMSA= جزيرة ام اند امز