دبلوماسية وإغاثة وأمن.. مصر في ظهر قطاع غزة
تخطت مصر مرحلة الجهود الدبلوماسية لتطبيق التهدئة، لتكون ممرا وظهيرا قويا لإغاثة قطاع غزة وتأمين الهدوء بعد 11 يوما من التصعيد.
وخلال الأيام الماضية، قادت مصر جهودا دبلوماسية مكثفة عبر عواصم العالم، حتى نجحت في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين حماس وإسرائيل فجر الجمعة بعد 11 يوما من التصعيد، بما جنب غزة والمنطقة الانزلاق أكثر إلى مربع العنف.
لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك، إذ أعلنت الرئاسة المصرية، السبت، تقديم قافلة مساعدات مصرية إلى قطاع غزة، هي الثانية بعد قافلة إغاثة أولى في وقت التصعيد والقصف.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إنه تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، قدمت مصر أضخم قافلة مساعدات للقطاع.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة، في بيان صحفي أن القافلة عبارة عن 130 شاحنة عملاقة محملة بـ 2500 طن مواد غذائية، وأدوية، وألبان أطفال، وملابس، ومفروشات، وأجهزة كهربائية، وغيرها من المواد المتنوعة المقدمة من خلال صندوق تحيا مصر.
نصف مليار دولار
وفي الـ16 من مايو/أيار الجاري، عبرت شاحنات مصرية، مساء الأحد، معبر رفح إلى قطاع غزة لتوصيل مساعدات طبية.
وحملت الشاحنات التي تحمل المساعدات المصرية للقطاع لافتات كتب عليها " كل الدعم والمساندة من الشعب المصري للشعب الفلسطيني".
جاء ذلك بالتزامن مع تخصيص السلطات المصرية عددا من مستشفياتها لتقديم الرعاية الطبية لمصابي قطاع غزة، وسهلت حركة سيارات الإسعاف من معبر رفح إلى المستشفيات المصرية.
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي الفلسطيني، ثائر عيوطي، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية": "لم يقف الدور المصري عند اتفاقيات التهدئة التي تبرمها، إنما تقدم القاهرة الدعم الطبي بفتح مستشفياتها لجرحانا وجامعاتها لطلابنا وليس آخره إعلان الرئاسة المصرية دعم إعادة إعمار غزة بنصف مليار دولار".
وأعلنت مصر، الثلاثاء الماضي، تقديم نصف مليار دولار كمبادرة لصالح إعادة الإعمار في قطاع غزة بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، في خطوة غير مسبوقة.
تثبيت وأمن
جهود مصر للتوصل لهدنة في قطاع غزة وتجنيب القطاع مزيدا من التصعيد والدمار، تعقبها مساعٍ مصرية مستمرة منذ أمس، لتثبيت التهدئة، وتأمين سكان القطاع من أي تصعيد جديد.
وأجرى وفد أمني مصري، الجمعة، مباحثات مع مسؤولين بحركة "حماس" في قطاع غزة، بعد ساعات من سريان التهدئة.
وتركزت المباحثات حول وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ فجر اليوم، وفق مصدر فلسطيني تحدث لـ"العين الإخبارية" الذي فضل عدم الكشف عن هويته.
وبالتزامن مع ذلك، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الإسرائيلي جابي أشكنازي في اتصال هاتفي، الجمعة، الإجراءات الكفيلة بتسهيل عملية إعادة إعمار غزة في المرحلة القادمة.
وأكد الوزيران أهمية العمل بالتنسيق بين البلدين والسلطة الفلسطينية والشركاء الدوليين سواء فيما يتعلق بتأمين استقرار الموقف أو باستئناف عمل قنوات التواصل بهدف تحقيق السلام.
ومن المقرر أن يزور وفد أمني مصري مدينة رام الله في الضفة الغربية للقاء ممثلي السلطة الفلسطينية، والعمل على 3 مسارات لتأمين وإغاثة قطاع غزة.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"العين الإخبارية" إن "الوفد المصري يعمل على 3 مسارات، الأول وهو التأكد من التزام الطرفين بوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ فجر أمس بعد 11 يوما من التصعيد".
وأضافت: "أما الثاني، فهو الاتفاق على خطوات يقوم بها الطرفين من أجل تثبيت وقف إطلاق النار على الأرض".
وتابعت المصادر الفلسطينية "المسار الثالث هو جهود إعادة إعمار قطاع غزة بالتعاون مع المجتمع الدولي وعبر السلطة الفلسطينية".
كما من المقرر أن يلتقي وفد مصري أيضا مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شابات، في موعد لم يتم تحديده بعد، لبحث تثبيت وقف إطلاق النار وتسهيل عملية إعادة إعمار قطاع غزة.
إشادات واسعة
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، سمير دقران، أن "دور مصر تاريخي ينبع من علاقات متداخلة في السياسة والجغرافيا والتاريخ".
وأضاف "الآن هي قدمت ما يزيد على رعاية الاتفاقيات عبر تبنيها إعادة إعمار غزة رغم ظرفها الاقتصادي الصعب، وهذا التدخل تأكيد من القاهرة على عمق العلاقات التي تربط الشعبين".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية أثنى على مصر، التي واكبت يومًا بيوم، ومارست دورها التاريخي، وواصلت الجهود لرفع العدوان عن الشعب الفلسطيني، وفق قوله.
وفي واشنطن، وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن الشكر لنظيره المصري عقب جهود التوصل لتهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال جو بايدن خلال كلمته للتعليق على الهدنة في قطاع غزة: "أعبر عن امتناني للرئيس المصري الذي لعب دورا دبلوماسيا لوقف إطلاق النار".
aXA6IDE4LjE5MC4yNTMuNTYg جزيرة ام اند امز