المتحف المصري الكبير.. أيقونة توثق التاريخ
وزير الآثار المصري يؤكد أن المتحف الكبير استقبل نحو 64 ألف قطعة أثرية مهمة، على رأسها تمثال الملك رمسيس الثاني ومركب الملك خوفو
يعد المتحف المصري الكبير أحد أعظم المتاحف فى العالم عبر التاريخ؛ حيث من المقرر أن يستوعب كماً هائلاً من الآثار المصرية التي يضيق بها المتحف المصري ومخازن الآثار.
واستقبل المتحف، في نهاية الشهر الماضي، نحو 181 قطعة أثرية من المتحف المصري بوسط القاهرة، وتنتمي هذه القطع إلى عصور تاريخية مختلفة، وتضم مجموعة من التماثيل المصنوعة من الخشب الملون والمراكب تعود للدولة الوسطى، إضافة لتمثال الملك أخناتون المصنوع من الحجر الرملي ويعود للدولة الحديثة.
وتعد هذه القطع الأثرية واحدة من ضمن 50 ألف قطعة أثرية متوقع أن يضمها المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه بنهاية 2020، ما يجعل مشروع المتحف الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة (غرب القاهرة)، من أهم المتاحف في الشرق الأوسط والعالم، نظراً لمساحته واحتوائه على أكبر قطع أثرية توثق لحضارة مصر القديمة.
أهم القطع الأثرية
في 24 يناير/كانون الثاني 2018، نقلت الآثار المصرية تمثال رمسيس الثاني إلى المتحف الكبير، وسط مراسم ملكية، ووضع التمثال في البهو العظيم بالمتحف، ليصبح أول مستقبلي زوار المتحف، وهو يعد القطعة الأثرية الأولى التي تنقل، قبل نقل تمثالي ملك وملكة غير معروفين يتم ترميمهما الآن في قسم الترميمات بالمتحف.
وقال خالد العناني، وزير الآثار المصري، في تصريحات إعلامية سابقة، إن المتحف الكبير استقبل نحو 64 ألف قطعة أثرية مهمة، على رأسها تمثال الملك رمسيس الثاني ومركب الملك خوف ومقتنيات الملك توت عنخ آمون.
وتم نقل نحو 249 قطعة أثرية من المتحف المصري بوسط القاهرة ومتحف الأقصر إلى المتحف الكبير، ومن أهمها العجلة الحربية الخاصة والسرير الجنائزي الثالث للملك توت عنخ آمون، وصندوق خشبي وعمود مرنتباح وأجزاء لمركب خوفو، كما نُقل للمتحف تمثال ثلاثي من الجرانيت الوردي يتوسطه الملك رمسيس الثاني، والإله حتحور والمعبود بتاح، الناتج من أعمال حفر للبعثة المصرية الألمانية المشتركة في الشرقية دلتا مصر.
مراحل نقل القطع
وتمر القطع الأثرية بعدة مراحل قبل وضعها في أماكن عرضها بالمتحف، فبعد إخراجها من مخازن المتاحف تبدأ عمليات الترميم الأولى والتوثيق لأسماء وعدد ومواصفات القطع، ثم توضع في صناديق مجهزة مضادة للاهتزاز مع ضبط درجات الحرارة بها، حفاظاً على سلامتها، وتنقل بسيارات مجهزة إلى المتحف الكبير.
وبداخل معامل الترميمات بالمتحف الكبير تستقر القطع المنقولة إليه، لإعادة ترميمها وتأهيلها من جديد لاستقبال زوار المشروع، بجانب استمرار عمليات الإنشاءات داخل الصرح الثقافي الكبير.
أهمية المشروع
من المقرر أن يصبح المتحف الكبير من أهم عناصر الجذب للسياحة المصرية، وهو الأمر الذي تسعى وزارتا الآثار والسياحة لإبرازه في جميع حملات الترويج للمتحف داخل وخارج مصر.
وقال رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، أحمد الوصيف، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، إن الحملة الدولية التي أبرمتها السياحة المصرية مع شبكة "سي إن إن" العالمية مؤخراً، أحد محاورها الرئيسية، هو الترويج للمتحف المصري الكبير.
وأوضح الوصيف أن حملات تنشيط السياحة ترتكز في الأساس على إبراز أهمية المتحف الثقافية لمصر والعالم، خاصة أنه يعد من أكبر متاحف الشرق الأوسط والعالم، إضافة لاحتوائه على كنوز أثرية مهمة تدعم السياحة الثقافية في مصر.
ولم تكن شراكة مصر مع شبكة "سي إن إن" هي الحملة الأولى في الترويج للمتحف الكبير، بل حرصت السياحة المصرية في بورصة برلين للسياحة على وضع شعار المتحف على تذكرة دخول البورصة، ونشر لافتات وسط الحدث العالمي، لجذب سياح العالم لزيارة أكبر متاحف الآثار بالشرق الأوسط.