المصري أسامة إبراهيم.. أول طبيب عربي ينال شهادة مزاولة الطب باليابان
الطبيب المصري أسامة إبراهيم يؤكد أن العمل في اليابان صارم للغاية، مشيرا إلى أن التوبيخ جراء التأخر عن العمل قد يؤدي لانتحار الموظف.
رغم ارتباطه الشديد بلعبة الكاراتيه، فإن عائلته كانت لها الكلمة العليا في تحويل مساره إلى مجال الطب، ليتخرج في جامعة الإسكندرية بمصر، ويسافر إلى اليابان ويصبح أول طبيب مصري عربي يحصل على شهادة مزاولة الطب في اليابان.. إنه الطبيب المصري أسامة إبراهيم.
حصل إبراهيم، 36 عامًا، على درجتي الماجستير والدكتوراه من اليابان، وعمل في البداية بمستشفى جامعة طوكيو، ثم عمل لدى مستشفى بيتشوكاوا العام في العاصمة اليابانية، وهو أكبر مركز طبي مُتخصص لزراعة القرنية في اليابان.
ويقول الدكتور أسامة إبراهيم، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن 80% من الشعب الياباني لا يتحدث اللغة الإنجليزية، ومن ثم كانت أولى صعوباته في الدولة عدم التحدث بالإنجليزية مما دفعه لتعلم اللغة اليابانية.
وأشار إبراهيم إلى أن العمل بمستشفى بيتشوكاوا منظم للغاية، وكذلك المجال الطبي بشكل عام، لافتا إلى أن هناك عيادات في جميع أنحاء المدينة، ويتم علاج المرضى بها كعلاج أولي، وإذا لم ينجح ذلك يتم تحويلهم إلى المستشفى، مؤكدًا أن هذا يحدث بشكل خاص في مستشفى بيتشوكاوا لأنه متخصص في الأمراض الصعبة في الرمد وخاصة القرنية، ويأتي المريض بخطاب موجها من العيادة إلى المستشفى حول ذلك ويتم تسجيل الحالة ومتابعة الطبيب معه.
وأوضح أول طبيب عربي باليابان أن فترة الانتظار تأخذ مُدة زمنية طويلة، وبعد تحديد الموعد تمتد الفترة الزمنية للزيارة الأولى ما بين 30 دقيقة وساعة كاملة، مشيرًا إلى أن اليابان لديها خدمة طبية مميزة، وأن جميع الأجهزة للكشف في التخصص الواحد موجودة في مكان واحد وذلك في جميع المستشفيات، فلا يحتاج المريض التنقل بين المراكز الطبية للكشف.
وأكد الدكتور أسامة إبراهيم أن العمل في اليابان صارم للغاية، ويشبه كثيرًا نظام الجيش، وعلى الصعيد الطبي يحتاج الأمر لمجهود كبير من العمل والأبحاث، خاصة لأخذ ترخيص مزاولة مهنة الطب، مشيرًا إلى أن من أساليب جزاء التأخر عن العمل التوبيخ الذي قد يؤدي إلى انتحار الموظف أو العامل، كما أنه في 3 دقائق فقط يحتاج إلى عرض مهامه العملية اليومية أمام فريق العمل.
وأوضح أن مستشفى بيتشوكاوا يعد من أكبر المستشفيات في زراعة القرنية وخاصة النسيج الشفاف بها، وأن نسبة نجاحها تصل إلى 90%، موضحا أن تلك الزراعة تساعد الكثير من المرضى المصابين بالعمى الكامل إلى عودتهم مُبصرين، إذا كان الأمر فقط يُخص القرنية.
وحول زراعة القرنية في مصر، أشار الدكتور أسامة إبراهيم إلى أن مصر لديها آلاف الحالات التي تحتاج لمثل تلك العمليات، وقال: "كان الأمر يسيرًا في الماضي، وكان الحصول على القرنيات أسهل وفي متناول الجميع، أما حاليًا فأصبح الأمر مختلفًا وذلك للعقبات القانونية، واستيراد القرنية من خارج مصر من دول خارجية، وبأسعار لا تتحملها مجانية الدولة، لذا ليس يسيرًا على الجميع الحصول على القرنية"، لافتا إلى أن زراعة القرنية في اليابان تصل إلى 10 آلاف دولار وهو أعلى من مصر ثمنًا.