خبراء: زيارة ماكرون لمصر تدعم الحوار بين الشرق والغرب
خبراء وبرلمانيون تحدثوا لـ"العين الإخبارية" يؤكدون أن ماكرون لمس حرية العبادة والتنوع الذي تعيشه مصر
أكد خبراء وبرلمانيون أن الزيارة التي أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تعد بمثابة جسر جديد للحوار بين الشرق والغرب، في إطار جهود مكافحة التطرف والإرهاب.
- ماكرون خلال زيارته للأزهر: له دور محوري في حوار الأديان ومواجهة الإرهاب
- السيسي: بحثت مع ماكرون أهمية الوقوف ضد الإرهاب
واعتبر الخبراء الذين تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، أن "تصريحات ماكرون خلال زيارته إلى القاهرة بمثابة رسالة للعالم حول حرية العبادة والتنوع الثقافي والديني الذي تعيشه مصر، وأنه لمس بنفسه احترام الحكومة المصرية لجميع أطياف الشعب المصري ومدى الجهود المبذولة لحمايتهم".
وزار ماكرون، مقر الكنيسة الأرثوذكسية في العباسية (شرق القاهرة)، حيث كان في استقباله البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
وخلال جولته، التي استمع فيها لتاريخ إنشاء الكاتدرائية، بدا الرئيس الفرنسي منبهراً بحجم الإنشاءات والتجديدات التي شهدتها الكنيسة عقب حادث "البطرسية الإرهابي"، حيث أشاد "بالعمل الذي تقوم به مصر لضمان أمن الأقباط حاليا"، معتبرا أن "التعددية في مصر والمنطقة تمثل عنصرا أساسيا للسلام".
النائبة داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية، بالبرلمان المصري، قالت إن "زيارة ماكرون لرأس المؤسسة الدينية الإسلامية الأكبر في مصر والعالم، وهي الأزهر، وكذلك الكنيسة المصرية، هي زيارة مهمة تبعث العديد من الرسائل الإيجابية حول حرية العبادة في مصر، لجميع الأديان، وكذلك دور الدولة في حماية الأقباط".
وأضافت لـ"العين الإخبارية" أنه استمع وشاهد بنفسه كيف تعيش جميع أطياف الشعب المصري في سلام، وأن "جميع الحوادث الطائفية هي أمور فردية، تعمل الحكومة بالتعاون مع جميع مؤسسات الدولة المصرية الأخرى للتخلص منها".
وأوضحت يوسف أن "زيارة رئيس إحدى أكبر الدول في أوربا تعكس صورة مصر الحقيقية للعالم، وتفتح مجالا أوسع للحوار بين الغرب والشرق ممثلا في أكبر مؤسستين إسلامية ومسيحية".
من جهته، أشار منير أديب، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي، إلى أن "ماكرون لمس في زيارته للأزهر والكنيسة، وقبلها زيارته أمس إلى مقر أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة، احترام مصر للتنوع الثقافي والديني، وأن هناك صورة مغايرة لما يتم تداوله في الغرب عن الأقباط في مصر".
وأوضح أديب لـ"العين الإخبارية" أن "زيارة ماكرون وتصريحاته هي رسالة للعالم بأن مصر تحترم أتباع جميع الأديان وحرية العبادة".
واعتبر أن "تواجد رئيس دولة أوروبية كبرى داخل المؤسسة الإسلامية الرسمية في مصر وهي الأزهر، يشير إلى أن فرنسا تسعى إلى تحسين صورتها في العالم الإسلامي، في ظل معارك سابقة في قضيتي الحجاب والمآذن، ليؤكد احترامه للدين الإسلامي".
وقال منير إن "مثل تلك اللقاءات تعمل على بلورة تعاون لتفكيك الأفكار المتطرفة في الداخل والخارج، والتي تدعو إلى الحقد والكراهية وعدم قبول الآخر، كما تشير إلى أن مصر أكثر انفتاحا على الجميع".
وكان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أكد خلال استقباله ماكرون، بمقر مشيخة الأزهر، أن "زيارة الرئيس الفرنسي تمثل أهمية خاصة نظرًا للعلاقات الثقافية والتاريخية التي تربط بين الأزهر وفرنسا"، مبديا استعداد الأزهر لـ"دعم فرنسا من خلال برنامج لتدريب الأئمة على مواجهة الفكر الإرهابي".
من جانبه، عبر الرئيس الفرنسي، عن تطلعه لزيادة التعاون مع الأزهر لتعزيز قيم المواطنة والتعايش والاستقرار في المجتمع الفرنسي.
بدورها، اعتبرت الكاتبة سكينة فؤاد، أن توجه رئيس دولة بحجم فرنسا وثقلها الثقافي والحضاري في أوروبا والعالم لزيارة أكبر مؤسستين دينين في مصر والعالم العربي، هو رسالة مهمة إلى العالم حول التنوع بين أبناء الشعب المصري وحرية العقيدة.
وأضافت لـ"العين الإخبارية" أن "هذه الزيارة هي أبلغ رد على محاولات البعض في الداخل والخارج بالحديث عن وجود تمييز طائفي في مصر".
وأشارت فؤاد إلى أن "ماكرون رأى كيف استطاعت الحكومة المصرية إزالة آثار عدون جماعة الإخوان الإرهابية على الكنائس عام 2013"، وأن "مصر تعيش حاليا مرحلة جديدة تحتاج فيها إلى تصحيح الوعي العالمي والصورة المأخوذة في السابق عنها".