لماذا تجاهل قادة إسرائيل ذكرى حرب أكتوبر وتذكرها فقط أفيخاي أدرعي؟
حسابات نتنياهو والمتحدث باسم الحكومة ومعظم حسابات الجيش الإسرائيلي صمتت في ذكرى الحرب عدا حساب أفيخاي الموجه للعرب
على غير المعتاد من قادة إسرائيل خرج المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي -المخصص لمخاطبة العرب- يدعي أن جيشه حقق "نصرا" في حرب 6 أكتوبر 1973.
وجاء ذلك الادعاء في حين واصل المسؤولون الإسرائيليون في الحكومة والجيش على حساباتهم على الإنترنت صمتهم في ذكرى الحرب، متجاهلين إياها؛ فيما ظهر التجرع الإسرائيلي السنوي لمرارة الحرب في الصحف العبرية غير الموجهة إلى العالم العربي.
ففي 6 أكتوبر/تشرين الأول 2017 نشر أفيخاي أدرعي على حسابه على "تويتر" الموجه باللغة العربية تغريدات عن "النصر المزعوم لجيشه".
في المقابل، صمتت حسابات الجيش الإسرائيلي الناطقة بالإنجليزية والعبرية عن البوح بأي كلمة في يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول، ولا حتى في يوم 29 سبتمبر/أيلول الذي يوافق بداية عيد الغفران "كيبور"، الذي جرت في أيامه حرب أكتوبر وتعرف عندهم باسم حرب "كيبور".
وكان من اللافت أنه في يوم الـ6 من أكتوبر عرض حساب وزارة الدفاع الإسرائيلية طريقة عمل إحدى الأكلات التي يفضل الجنود الإسرائيليون القيام بها ليوم الجمعة.
وفي يوم 29 سبتمبر اكتفت بالكلام عن فضل وأهمية عيد الغفران "كيبور" في العقيدة اليهودية.
كذلك خلا حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعربية والعبرية من الحديث عن حرب أكتوبر في يوم الـ6 من الشهر، بل لم يكتب أي تغريدات في ذلك اليوم، وكان آخر تغريدة كتبها يوم الـ4 من أكتوبر حتى ظهر اليوم الأحد الـ8 من أكتوبر.
والأمر نفسه انطبق على حساب أوفير جيندلمان، المتحدث باسم رئيس الحكومة، الذي اكتفى في ذكرى الحرب بنشر صور له مع المتحدث باسم الخارجية والمتحدث باسم الجيش.
وكان لافتا أيضا تجرؤ أفيخاي على ادعاء تحقيق إسرائيل "نصرا" في حرب أكتوبر هذا العام 2017، في حين خلا حساب الشخص ذاته من نطق اسم الحرب من الأساس في التوقيت نفسه من عام 2016، وانشغل بالحديث عن حركة حماس.
وفي يومها، الـ6 من أكتوبر 2016، وعلى حسابه الآخر على فيسبوك، فضل أفيخاي أدرعي الاستماع إلى الغناء بإذاعة أغنية تتحدث عن فقدان الأصحاب!
وإجابة السؤال عن أسباب إقدام أفيخاي أدرعي على التجرؤ بالحديث للعرب عما يدعيه عن نصر إسرائيلي في حرب أكتوبر، تكمن في أسباب إنشاء وحدة الإعلام العربي بالجيش الإسرائيلي.
فقد أنشأت الاستخبارات الإسرائيلية هذه الوحدة عام 2000، وأصبح أدرعي ثاني من يتولى مسؤوليتها عبر منصب المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي.
ووجد أفيخاي أدرعي في قناة الجزيرة القطرية حضنا غير مسبوق، حيث كانت أول قناة "عربية" تستضيف مسؤولين إسرائيليين، وحرصت على إعطائه فرصا دائمة ليرد على أي اتهامات توجه لإسرائيل؛ فكانت بذلك أول نافذة إعلامية واسعة الانتشار في المنطقة يخاطب عبرها الإسرائيليون العرب، وبلسان عربي.
وساعد ظهور وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك في أن تجد الاستخبارات الإسرائيلية مساحات أوسع للوصول إلى العرب وبأسلوب مختلف.
فأفيخاي أدرعي يحرص في أيام الأعياد الإسلامية وأيام الجمعة على إرسال تهنئة ونصائح ونكات يداعب بها مشاعر الشباب العربي ليتابعوا تغريداته، ومن خلالها يبث أيضا أفكار وأهداف إسرائيل.
ولذا نطق حساب أفيخاي أدرعي الناطق بالعربي بمزاعمه عن حرب أكتوبر، في حين صمتت الحسابات الرسمية الأخرى للجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية عن البوح بأي إشارة عن الحرب التي لم تكن إلا نكبة لإسرائيل حسب الوصف الذي أطلقه عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4yMzEg
جزيرة ام اند امز