جدران المعابد.. وثائق لاحتفالات المصريين القدماء بالأعياد
في عيد الموتى كانت أسرة المتوفى تصطحب الزهور بجانب الأطعمة وتوزع التمور والكعك أمام المنازل
عادات المصريين في المناسبات والأعياد دائما ما ترتبط بأصول تاريخية، ويحرص المصريون على الحفاظ على طقوس شراء المأكولات والملابس احتفالا بقدوم الأعياد التي تتشابه أغلبها مع طقوس المصريين القدماء الموثوقة على جدران المعابد والآثار الفرعونية حتى يومنا هذا.
وعن طبيعة الأعياد عند الفراعنة، يسرد الدكتور مجدي شاكر، كبير الآثاريين بوزارة الآثار المصرية، لـ"العين الإخبارية" الطقوس ومظاهر احتفالات الأعياد في العصر الفرعوني على مدار الأسرات.
يقول شاكر: "المصريون القدماء أول شعوب العالم احتفالا بالأعياد، وأعطوها التقديس الذي يليق بها، فحددوا طقوسا معينة لكل عيد حسب نوعه، على الرغم من وجود اعتقاد سائد بين البعض أن اهتمامات الفراعنة كانت مرتبطة فقط بتشييد الأهرامات والمقابر والحياة الأخرى، لكثرة ما عثر عليه من آثار دينية".
وأضاف: "في الحقيقة لو نظرنا إلى حياة المصري القديم عبر الرسومات والكتابات المتروكة على جدران المقابر والبرديات، نتأكد أن طوال عمره كان محبا للحياة لدرجة أنه وثقها على جدران مقبرته بالتفاصيل نفسها من زراعة وصناعة وصيد واحتفالات كمحاولة لنقل هذه الطقوس إلى حياته الأخرى".
- افتتاح مسجد "فاطمة الشقراء" التاريخي بالقاهرة بعد الانتهاء من ترميمه
- ثقافة بالصور .. مقبرة "خوي" الفرعونية في مصر تستقبل زوارها لأوّل مرة
أهم الأعياد
تنوعت الأعياد في مصر القديمة بين أعياد دينية وأعياد مرتبطة بفصول السنة وأخرى سياسية وقومية. وصنف كبير الآثاريين أعياد المصريين القدماء، قائلا: "كانت هناك أعياد دينية تمثلت في عيد الأوبت، هو احتفال بانتقال الإله آمون من معبد الكرنك لمعبد الأقصر، وعيد الوادي الجميل الذي كان ينتقل فيه الملك لزيارة الموتى بالبر الغربي بالأقصر بداية من عصر الدولة الوسطى".طقوس ممتدة
لم تختلف طقوس المصريين في الأعياد اليوم عن طقوس المصريين القدماء، واهتم الفراعنة بارتداء الثياب الجديدة والتعطر وتقديم الزهور لبعضهم، إضافة إلى تجهيز موائد الطعام مليئة بكل أنواع اللحوم والفاكهة والخبز والمشروبات، والاستعانة بباقة الزهور لتزيين موائد الطعام والمنازل، بحسب تفسير كبير الآثاريين بمصر.
وأوضح شاكر أن المعبد كان ساحة احتفال لجميع فئات المجتمع، حيث توزع الأطعمة من اللحوم وغيرها على الملك داخل قصره بالمعبد، ويسمح بعدها لباقي الشعب بالدخول للفناء ليخرج الملك وكبار الكهنة من شرفة القصر، موزعين على الشعب الأطعمة والمشروبات في ساحة الاحتفالات.
وفي عيد الموتى، كانت أسرة المتوفى تصطحب الزهور بجانب الأطعمة، وتوزع التمور والكعك أمام منازلها، ما يدلل على عادات المصريين حاليا لتقديم الزهور في المقابر وحبهم للأطعمة حتى في الذكريات الحزينة.
وأشار شاكر إلى تشابه الاحتفال قديما وحديثا، ويتعلق بطقوس ذبح الذبائح وتقديم بعضها قرابين للآلهة، والبعض الآخر كانت توزع للفقراء والكهنة، إضافة إلى الخروج للتنزه وحمل سعف النخيل كرمزية لتجديد الحياة، حيث كان يتركونه معلقًا على أبواب المنازل.
احتفالات موثقة
قوائم الأعياد في مصر القديمة كانت تسجل عبر ورق البردي وتوضع في مكتبة المعبد، أو تسجل على جدران المعبد مثل معبد رمسيس الثالث (هابو) بالأقصر، حسب قول شاكر. وأضاف: "عبَّر المصريون عن احتفالاتهم بالعيد، باستخدام كلمة (حب) التي تعني عيدا سعيدا، وبرسم كوخ صغير مرتكز على طبق مصنوع من حجر الألباستر على جدار المقابر والمعابد".