مدته تصل لـ70 يوما.. ما هي طقوس الصيام عند الفراعنة؟
كلمة "صوم" في اللغة الهيروغليفية هي "صاو" التي تعني امتنع، وتشير إلى طقس الامتناع عن الطعام والشراب في الصيام عند الفراعنة.. التفاصيل عبر العين الإخبارية
بهدف التقرب إلى أرواح الموتى والتضامن معهم في الامتناع عن الطعام، عرف المصريون القدماء الصيام بطقوس وعادات مميزة مسجل بعضها على جدران المعابد الفرعونية.
وكلمة "صوم" في اللغة الهيروغليفية هي "صاو" التي تعني امتنع، وتشير إلى طقس الامتناع عن الطعام والشراب في الصيام عند الفراعنة.. فكيف كانت طقوس الصيام في مصر القديمة؟
انقسم طقس الصوم على مدار الأسرات الفرعونية المختلفة إلى صومين، الصوم الأول كان يخص طبقة الكهنة فقط، بهدف التقرب من الآلهة وتهذيب النفس، وتراوحت فترة الصوم ما بين 7 أيام و42 يوماً بحسب الهدف المرجو من الكاهن.
وقبل أن يلتحق بالمعبد، كان يصوم الكاهن 7 أيام دون مياه، وفي صوم الـ42 يوما كان يبدأ الطقس منذ طلوع الشمس وحتى الغروب بالامتناع عن تناول الطعام وشرب المياه، وفي بعض الأوقات كان يُمنع تناول اللحوم في أول 10 أيام من صيام الـ42 يوماً عند الكهنة.
وخصص الصيام الثاني لباقي طبقات الشعب، وحددت أوقات صيام الشعب في فصل الفيضان، بالصوم 4 أيام من كل عام، وتبدأ فترة الصوم في الأسبوع الأول من الشهر الثالث من فصل الفيضان.
وسبقت فترات الصوم الأعياد مثل عيد "وفاء النيل" و"موسم الحصاد"، وكان يمتنع المصريون عن تناول كل الأطعمة ما عدا تناول الخضراوات وشرب المياه لمدة 70 يوماً متتالية، مقتنعين بأن الصيام يزيد من خير موسم الحصاد ويحافظ على صحتهم العامة.
ورغم مرور نحو 5 آلاف سنة على الحضارة الفرعونية القديمة، فإن تراث هذه الحضارة العظيمة ما زال باقياً في الحياة اليومية للمصريين.
ويعود أصل عبارة "وحوي يا وحوي" إلى عصر الفراعنة، وهي كلمة يرتبط استخدامها بشهر رمضان حتى اليوم، ويرجع تاريخها إلى عصر الملك "سقنن رع" الذي يعرف أيضاً باسم "تاعا الثاني" وحربه ضد الهكسوس وانتصاره عليها.
وكانت "إياح حتب" زوجة سقنن رع، هي من شجعته على خوض المعركة ضد الهكسوس، وبعد تحقيق انتصار عظيم عليهم خرج المصريون يهتفون في الشوارع "وحوي وحوي إياحا" والتي تعني الترحاب والتقدير لإياح حتب على دورها في دعم الجنود بالمعركة.
ومن هنا ظلت عبارة "وحوي وحوي" مستخدمة حتى العصور الإسلامية، وفي عهد الدولة الفاطمية ومع استخدام الفوانيس لإنارة الشوارع في ليالي رمضان، ارتبطت هذه العبارة مع الشهر الكريم لتصبح جزءاً من التراث الشعبي في مصر.