مصر وإعمار غزة.. برلمانيون يكشفون لـ«العين الإخبارية» ملامح الخطة
![جانب من الدمار في غزة](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/14/162-002218-125e1749aef4e13bbdaa0593399063425b98e758_700x400.jpg)
في وقتٍ تتواصل فيه ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى تنفيذ مخططٍ لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، كشف برلمانيون مصريون بارزون لـ«العين الإخبارية» عن ملامح خطة مصرية لإعادة الإعمار، دون تهجير.
وتقوم الخطة المصرية لإعمار غزة على تمويل عربي وإسلامي بمشاركة أوروبية، وتشكيل مجلس استشاري لإدارتها تحت إشراف منظمة التحرير الفلسطينية، مع ضمان بقاء السكان ومنع تهجيرهم، وفق برلمانيين تحدثت إليهم «العين الإخبارية».
- هدنة غزة.. مصر تعلن «سد الفجوات» ونتنياهو ينفي التفاهمات
- «إعادة إعمار غزة دون تهجير».. موقف موحد من السيسي وملك الأردن
ورفضت مصر تصريحاتٍ توالت خلال الفترة الماضية للرئيس الأمريكي، تدعو إلى تهجير الفلسطينيين في غزة إلى مصر والأردن.
وتعددت أشكال الرفض المصري، بين بياناتٍ رسمية بدت صارمةً وحاسمةً في لهجتها، وإجراء وزير الخارجية بدر عبد العاطي اتصالاتٍ مع نظرائه العرب تجاوزت 11 اتصالًا يوم 7 فبراير/شباط الجاري، والإعلان أيضًا عن استضافة القاهرة قمةً عربيةً طارئة يوم 27 فبراير/شباط الجاري، وأخرى لاحقة لمنظمة التعاون الإسلامي، وذلك بالتوازي مع زيارة أجراها وزير الخارجية المصري إلى واشنطن مؤخرًا لمخاطبة الداخل الأمريكي.
ووفق وسائل إعلام مصرية، اصطفت عشرات الشاحنات التي تحمل كرفانات (منازل مؤقتة متنقلة)، اليوم الخميس، استعدادًا لدخول قطاع غزة ضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وضمن تحركاتٍ مصرية وعربية للتصدي لمخطط ترامب، أعلنت مصر، أمس الأول، عزمها طرح تصورٍ لإعادة إعمار قطاع غزة يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، وبما يتسق مع الحقوق الشرعية والقانونية لهذا الشعب.
ملامح أولية لخطة مصر
وحول أبرز الملامح الأولية لخطة إعادة إعمار غزة، تحدث النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، وفقًا لما توافر لديه من معلومات.
وقال بكري، في حديث خاص لـ«العين الإخبارية»، إن هناك خطةً تقوم على إعادة إعمار غزة لمنع التهجير، برؤيةٍ لا تتضمن أي شكلٍ من أشكال التهجير، مشيرًا إلى أن الخطة ليست مصريةً فقط، بل هناك تنسيقٌ ومشاركةٌ من دولٍ عربية وإسلامية ودولية.
وكشف بكري، في هذا الصدد، عن أن ملامح الخطة الأولية تتمثل في تشكيل مجلسٍ من كبار المهندسين والمطورين العقاريين كإدارةٍ استشارية لخطة الإعمار. كما تم تقدير المبالغ المبدئية بنحو 27 مليار دولار كمرحلةٍ أولى فقط، حيث ستكون هناك مبالغ ماليةٌ أخرى لمراحلَ تالية، إضافةً إلى أنه جارٍ حساب التكلفة الإجمالية الكاملة لإتمام خطة الإعمار.
ومن ملامح الخطة، أشار عضو مجلس النواب إلى مشاركة السلطة الوطنية الفلسطينية وأطراف من قطاع غزة في إطار الإدارة التي توافقت عليها مصر مع حماس والسلطة الفلسطينية، بحيث تكون الإدارة تابعةً لمنظمة التحرير الفلسطينية مباشرة.
ولفت بكري إلى أن تمويل خطة الإعمار سيكون عبر مساهماتٍ عربية وإسلامية وبمشاركة أوروبية.
وأضاف البرلماني المصري أن القمة العربية المقبلة، المقررة يوم 27 فبراير/شباط الجاري، سيكون ضمن عناوينها الرئيسية إعادة إعمار غزة، وستتضمن مطلب إنشاء صندوقٍ عربي إسلامي لإعمار القطاع.
ورأى بكري أن ترامب له مطامع تتعلق بتحويل قطاع غزة إلى مشروعٍ استثماري، وهو ما ترفضه مصر والأردن والعالم العربي لخطورته.
مخطط التهجير «أوهام»
بدوره، قال اللواء أحمد العوضي، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، في حديث خاص لـ«العين الإخبارية»، إن خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير سكانه، ورفض أي محاولات تهجير، ستكون ضمن بنود جدول أعمال القمة العربية التي ستستضيفها القاهرة يوم 27 فبراير/شباط الجاري.
ووصف العوضي مطالب تهجير سكان قطاع غزة من أراضيهم بأنها أوهامٌ وخيالٌ يفوق أي تصور، مردفًا: مصر حكومةً وشعبًا، والدول العربية، يرفضون هذا المخطط الذي ينادي به ترامب.
وأكد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب أن الدولة المصرية تتصدى بقوة لمخطط التهجير القسري، عبر تحركاتٍ دبلوماسية مكثفة من خلال دعوتها لعقد قمةٍ عربية وأخرى إسلامية، إضافةً إلى استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي مجموعةً من القادة، للتأكيد على الرفض العربي والدولي لمخطط الرئيس الأمريكي بتفريغ غزة من سكانها.
وأردف: أعلنت مصر بشكلٍ واضحٍ وصريح رفض مخطط ترامب؛ لأنه يمثل تعديًا صارخًا على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وغير القابلة للتصرف، في إقامة دولته المستقلة وفقًا لخطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
مراحل متتابعة للخطة
كما أكد النائب طارق الخولي، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، في حديث خاص لـ«العين الإخبارية»، أن مصر لديها خطةٌ واضحة ستعلن لاحقًا تفاصيلها فيما يتعلق بإعادة الإعمار، وفقًا لفتراتٍ زمنية محددة، وفي مراحلَ متتابعة، تقضي ببقاء سكان غزة في قلب القطاع أثناء إعادة الإعمار.
ونوّه الخولي إلى أن القاهرة عبر خطتها تلك تستهدف الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وعدم المساس أيضًا بدول المنطقة، في ظل محاولاتٍ لتنفيذ مخططاتٍ قديمةٍ يعاد تدويرها من جانب الإدارة الأمريكية الحالية والحكومة الإسرائيلية المتطرفة.
وأشار إلى أن التحركات المصرية على الصعيد الدبلوماسي نشطةٌ للغاية منذ طرح ترامب – قبل 3 أسابيع – خطته للاستيلاء على غزة، بالاتفاق مع حكومة نتنياهو المتطرفة.
وأوضح وكيل لجنة العلاقات الخارجية أن بلاده تتحرك وفقًا لمقررات الشرعية الدولية، والقانون الدولي، وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، انطلاقًا من الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، والتصدي لمحاولات فرض الأمر الواقع فيما يتعلق بالاستيلاء على غزة وتصفية القضية الفلسطينية.
وقال إن التحرك المصري يسعى لبناء إجماعٍ عربي ودولي ضد مخطط ترامب، والتصدي لتصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسري، الذي يعد من جرائم الحرب.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين قد أكدا، أمس الأربعاء، خلال اتصالٍ هاتفي، على وحدة موقف بلديهما بشأن القضية الفلسطينية.
وشددا على أهمية بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكلٍ فوري، مع عدم تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وكان الملك الأردني عبد الله الثاني قد أكد، خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن مؤخرًا، على موقف بلاده الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية.
وفي تغريدةٍ عبر منصة «إكس»، أشار الملك عبد الله إلى أن هذا الموقف يعكس الموقف العربي الموحد، مؤكدًا أن أولوية الجميع هي إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها.
وعلق ترامب على خطته بشأن قطاع غزة قائلًا إن الأمر ليس بذلك التعقيد، وإن سيطرة الولايات المتحدة على تلك القطعة من الأرض ستحقق الاستقرار في الشرق الأوسط للمرة الأولى، مضيفًا أن سكّان غزة سيعيشون حياةً جميلةً وآمنةً في مكانٍ آخر.
وردًا على سؤال بشأن المكان الذي سيذهب إليه سكان قطاع غزة، قال ترامب: أعتقد أننا سنحصل على قطعةٍ من الأرض في الأردن، وقطعةٍ في مصر، وربما في مكانٍ آخر، لكنني أعتقد أنه حين ننهي مناقشاتنا، سيكون لدينا مكانٌ يعيش فيه سكان غزة بسعادةٍ وأمان.
aXA6IDMuMTQ3LjIzOC4xMjkg جزيرة ام اند امز