قال محمد حسين يعقوب، أحد أشهر دعاة السلفية بمصر، الثلاثاء، إن حسن البنا أسس جماعة الإخوان من أجل الوصول للحكم وإعادة الخلافة.
جاء ذلك في تفاصيل شهادة محمد حسين يعقوب، خلال جلسة استماع أمام محكمة مصرية في إطار محاكمة 12 متهما بالقضية المعروفة إعلاميا بـ"خلية داعش إمبابة".
وواصلت الدائرة الخامسة إرهاب، اليوم الثلاثاء، سماع أقوال الشهود في محاكمة 12 متهما في القضية المعروفة إعلاميا بـ"خلية داعش إمبابة".
وحضر يعقوب إلى قاعة المحكمة اليوم على كرسي متحرك، إثر قرار بضبطه وإحضاره صدر خلال الجلسة الماضية لتخلفه عن الشهادة.
وردا على سؤال المحكمة للشاهد يعقوب عن جماعة الإخوان، رد قائلا: "حسن البنا أسس الجماعة لعمل الخلافة وللوصول للحكم لإعادة الخلافة، ولا يجوز اتباع شخص إلا النبي، ولا اتباع جماعة إلا جماعة النبي"، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام محلية.
وأضاف أن "حكم الانضمام لهذه الجماعات هو الآية القرآنية {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا}، وقال ابن تيمية إنه لا يجوز التعصب لشخص واتباعه مطلقا إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا جماعة إلا جماعة الصحابة، ولا أدري عن أحكامهم ولا أستطيع أن أحكم عليهم".
وسألت المحكمة الشاهد يعقوب عن إقرار متهم بأنه يأخذ أفكاره من خطب محمد حسان ومحمد حسين يعقوب ومصطفى العدوى وأبوإسحاق الحويني، واستقى معلوماته والتزم دينيا من خلال خطبهم.
ورد يعقوب: "وأبوإسحاق الحويني يخاطب طلاب العلم، ومحمد حسان يخاطب الملتزمين، وأنا أخاطب العوام، وهنا فارق بيننا جميعا".
ووجه رئيس المحكمة حديثه للشاهد قائلا: "ورد في شهادة بعض المتهمين أنهم كانوا ملتزمين ثم مروا بمراحل تطور في الالتزام وكان التزامهم دينيا، ثم امتثلوا للمرحلة الثانية وهي التأثر بالفكر السلفي، ثم انتقل للتأثر بالفكر السلفي التكفيري. ما هو الفكر السلفي؟".
وهنا رد: "هذا السؤال يوجه لدعاة الفكر السلفي، ولا أعلم عن وجود فكر سلفي تكفيري، وصدقا لا أعلم، فالسلفي سلفي والتكفيري تكفيري"، مضيفا: "أنا أدعو لكتاب الله وأعمل صالحا فقط".
وعقب رئيس المحكمة بالقول إن أحد المتهمين انتقل لمرحلة الفكر الجهادي، ثم انتقل للفكر الداعشي، فما تعرفه عن هذا؟ وهنا رد الشاهد قائلا: "لا أعلم".
رئيس الدولة ولي أمر
وعن سؤاله عن معنى جهاد الكلمة، قال يعقوب: "معنى جهاد الكلمة برأيي أن نكثر من وجود الصالحين لكي لا تهلك الأمة. أنتمي لمذهب الحنبلي، لا يوجد الآن خليفة لعدم إجماع المسلمين لخليفة في العالم كله، ولكن رئيس الدولة ولي أمر".
وسألت المحكمة: هل عبارة "الدولة التي لا تطبق الشريعة الإسلامية" خطأ أم صواب؟، فرد الشاهد: "لا يمكن الحكم عليها بالخطأ أو الصواب إلا بعد معرفة موضعها في الحديث".
وردا على ما يسمى في الفكر التكفيري بـ"الفئة الممتنعة عن تطبيق الشريعة"، قال يعقوب: "أنا أول مرة أسمع عن هذه الكلمة ولا أعلم عنها شيئا".
وأشار رئيس المحكمة إلى يعقوب بأن مصطلح "الفئة الممتنعة" ورد في كتاب ابن تيمية، وبالتحديد في كتاب "مجموع الفتاوى"، قائلاً له: "أنت تقول إن ابن تيمية هو شيخكم". فرد يعقوب:"ابن تيمية له 37 مجلدا، وقد تكون الجملة التي تتحدث عن تطبيق الشريعة عن سياق آخر، أو قد يكون حديثه عنها عن فئة معينة في عصره".
لست من العلماء
يعقوب قال أيضا للمحكمة: "أنا حاصل على دبلوم معلمين، وقد نشأت في بيت جدي وأبي وورثت منهما، ولي عشرات الآلاف من المقاطع والتسجيلات على الإنترنت، وقرأت في كتب كثيرة منها القرطبي وابن الكثير".
وأضاف: "الناس يقسمون إلى علماء وعباد، وأنا في العباد، ومنذ بدايتي حين يسألني أحد أقول له اسأل العلماء، وكل ما أقوله هو اجتهادات شخصية مما قرأت".
واستطرد: "بدأت الخطبة في الناس سنة 1978 وكانت تلك الخطب والدعوات من خلال منابر المساجد وأشرطة الكاسيت، وقنوات التلفزيون، وكان مبتغايا هو الله".
وردًا على سؤال المحكمة عن تأثير الخطب على السامعين، قال: "أكيد أثرت عليهم".
وذكر محمد حسين يعقوب أنه لا بد أن يكون الداعية محيطا بكل جهات العلم، وأنه بحث وأخذ ما يريد في جميع قضايا الدين.
وفي جلسة بتاريخ 11 أبريل/نيسان الماضي، قررت المحكمة استدعاء كل من محمد حسان ومحمد حسين يعقوب لسماع شهادتيهما في القضية المعروفة بـ"خلية داعش إمبابة" بناء على طلب الدفاع، لسماع أقوالهما ومناقشتهما في الفكر والمنهج الذي يتبعانه، أمام المحكمة.
وأسندت النيابة للمتهمين في القضية تولي قيادة جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر، وتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها (..) والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والأمن القومي.
تأجيل محاكمة المتهمين
وقررت الدائرة الخامسة إرهاب، بمحكمة جنايات أمن الدولة طوارئ المصرية، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، تأجيل محاكمة 12 متهما في القضية المعروفة إعلاميا بـ"خلية داعش إمبابة" إلى جلسة 8 أغسطس المقبل؛ لعرض التقرير الطبي الخاص بالحالة الصحية لـ"محمد حسان".
وسمحت المحكمة لـ"يعقوب" بالانصراف بعدما أدلى بشهادته عقب قرار ضبطه وإحضاره الصادر الجلسة الماضية، فيما تنتظر المحكمة التقرير الطبي للشيخ محمد حسان لتحديد موقفه من الحضور للشهادة.
وكانت المحكمة قد قررت بجلسة 11 أبريل/ نيسان الماضي استدعاء كلا من محمد حسان ومحمد حسين يعقوب لسماع شهادتيهما في القضية المعروفة بـ"خلية داعش إمبابة" بناء على طلب الدفاع، لسماع أقوالهما ومناقشتهما في الفكر والمنهج الذي يتبعانه، أمام المحكمة.
وأسندت النيابة للمتهمين في القضية تولي قيادة جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام، وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر، وتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها (..) والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والأمن القومي.
ويواجه المتهمون العديد من الجرائم منها استهداف كمين رمسيس، وكمين البنك الأهلي بشارع البطل، وتمويل جماعة إرهابية، وحيازة مفرقعات.