"نيوم" وجسر الملك سلمان.. نهضة نوعية تنتظر العرب
نيوم المدينة العابرة للحدود، والتي لا تزال قيد التنفيذ، شهدت مؤخرًا لقاء بين اثنين من أهم أقطاب الوطن العربي.
"نيوم" المدينة العابرة للحدود والتي لا تزال قيد التنفيذ، شهدت مؤخرًا لقاء اثنين من أهم أقطاب الوطن العربي، حيث أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة إليها والتقى هناك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي اختارها مطلع أغسطس/آب الجاري، لقضاء بعض الوقت للراحة والاستجمام.
وتعد هذه الزيارة الأولى للرئيس المصري لمشروع "نيوم"، منذ أن تم الإعلان، في أكتوبر الماضي، عن خطة إنشاء المدينة والتي تمتد لأول مرة بين 3 دول هي السعودية ومصر والأردن، باستثمارات تبلغ 500 مليار دولار، سيتم ضخها من قبل المملكة العربية السعودية، وصندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة إلى مستثمرين.
الدبلوماسي المصري السابق ورئيس اتحاد المستثمرين العرب، السفير جمال بيومي، قال إن هناك العديد من الدلالات لزيارة الرئيس المصري الأخيرة إلى القسم السعودي من مدينة نيوم، ولقائه خادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أن مصر و السعودية و الإمارات الدول الثلاثة الأقوى في المنطقة العربية، اقتصاديًا وأمنيًا، لذلك يتم التنسيق بشكل مستمر بينهم، مؤكدًا أن المنطقة العربية مقبلة على نهضة من نوع مختلف في الفترة المقبلة، بجهود دول الإقليم وعلى رأسهم الأقطاب الثلاثة.
وأوضح بيومي في تصريحاتٍ خاصة لـ"العين الإخبارية" أن مدينة نيوم المُنتظرة ومشروع جسر الملك سلمان، سيخلقان نهضة بين المشرق و المغرب العربي، فالجسر سيُلغي الاأهمية الاستراتيجية لموقع إسرائيل الجغرافي، ولن تستطيع الاستمرار حائلًا بين اتصال المشرق والمغرب العربي.
وأضاف أنه في الوقت ذاته ستكون هناك مشروعات مشتركة سعودية مصرية أردنية ترتكز على مدينة نيوم، التي تشترك فيها هذه الدول الثلاث، ومطلوب لاحقًا أن تنضم لهم كل من الإمارات العربية المتحدة والكويت، لافتا إلى أن هذه المشروعات ستصنع التجارة الإقليمية بشكل حقيقي في الوطن العربي، بعد أن كانت تعوقها عدم وجود مشروعات مشتركة، و سيزدهر النشاط البيني بين الشرق والغرب العربي، بما يحقق الاكتفاء فيما بين دول الإقليم.
وتابع بيومي " من بين الدلالات التي تعكسها زيارة السيسي للملك سلمان في نيوم، التأكيد على أن أمن هذه الدول مشترك، وأن مصر لن تسمح بالمساس بالمنطقة، وهو ما يدعمه أيضاً زيارة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى مصر في التوقيت نفسه".
نيوم في سطور
وفقًا للبيانات الرسمية، تقع هذه المدينة في شمال غرب المملكة العربية السعودية، على مساحة 26.5 ألف كيلو متر مربع، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كيلو مترًا، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2500 متر.
بدأ تنفيذ المشروع مباشرة بعد الإعلان عنه في أكتوبر 2017، وذلك من خلال بحث سبل التعاون والاستثمار مع شبكة واسعة من المستثمرين الدوليين، كما تم البدء بتأسيس بعض ركائز البنية التحتية الرئيسة، ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى بحلول عام 2025.
وتتميز نيوم بقربها من الأسواق ومسارات التجارة الكبرى، حيث يمر بالبحر الأحمر نحو 10% من حركة التجارة العالمية، ويستطيع 70% من سكان العالم الوصول للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى، بحسب الموقع.
وتمتد المدينة لتعبر الحدود السعودية إلى داخل أراضٍ في مصر والأردن، حيث ستشارك مصر بألف كيلومتر مربع من أراضيها في جنوب سيناء، لتكون جزءًا من المدينة العملاقة، كما سيتم تطوير منطقتي شرم الشيخ والغردقة في هذا الإطار أيضًا.
ويتمتع المشروع بالتضاريس المذهلة التي تشمل الشواطئ الممتدة على مساحة تتجاوز 460 كم من ساحل البحر الأحمر والعديد من الجزر، والجبال ذات المناظر الخلابة التي تطل على خليج العقبة والبحر الأحمر، وتغطي قممها الثلوج خلال فصل الشتاء.
وبحسب صحفية "ديلي ميل" البريطانية، توصف نيوم بأنها وادي السيليكون في الشرق الأوسط، على غرار "وادي السيليكون" الأمريكي، الذي يقع في الجزء الجنوبي من خليج سان فرانسيسكو في كاليفورنيا الشمالية؛ يُعدُّ موطناً لكبريات شركات التكنولوجيا في العالم، بما في ذلك "أبل، وسيسكو، وجوجل، وإتش بي، وإنتل وأوراكل"، ويرافق اسم الوادي اليوم صناعة التكنولوجيا المتقدمة في أمريكا.