كاتب مصري يكشف كواليس الساعات الأخيرة من حكم الإخوان
كشف الكاتب المصري ياسر رزق، مفاجآت بشأن كواليس الساعات الأخيرة قبل ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، وعزل الرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي.
وتحدث "رزق" رئيس مجلس إدارة صحيفة أخبار اليوم المصرية السابق، خلال لقائه، الثلاثاء، ببرنامج "على مسؤوليتي" المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، بمناسبة اقتراب ذكرى أحداث 25 يناير، عن تفاصيل اللقاء الذي جمع نائب المرشد الأول خيرت الشاطر، والقيادي الإخواني سعد الكتاتني، مع وزير الدفاع آنذاك عبدالفتاح السيسي، قبل 30 يونيو 2013، والإطاحة بحكم الإخوان بثورة شعبية.
وقال إن "الشاطر تحدث فيه بلغة تهديد موجهة ضد القوات المسلحة"، بحسب قوله.
وروى "رزق" الواقعة التي تعود ليوم 24 يونيو/حزيران 2013، قائلا: ظل (الإرهابي) خيرت الشاطر يتحدث طيلة ساعة إلا ربع؛ وهدد خلالها الجيش وقائده، وبأنه لن يستطيع أحد السيطرة علي الأوضاع بسيناء".
ووفقا لحديث رزق، قال الشاطر: "لو حصل حاجة.. الناس هتنزل في سيناء.. وظل يلوح بذراعيه يمينا ويسارا وكأنه يحمل سلاحا آليا"، مؤكدا أن "وزير الدفاع السيسي بعد انتهاء حديثه قال له: خلصت (هل انتهيت)؟".
وأضاف: "ثم وجه السيسي حديثه إلى الشاطر والكتاتني"، قائلا: "إنتوا عايزين إيه من البلد؟، إنتوا عاوزين يا تحكمونا يا تموتونا؟.. كرهتوا الناس في الدين، وأنتم ألد أعداء الدعوة الإسلامية".
وتابع السيسي – وفقا لرواية رزق - قائلا: "لن أسمح بترويع الناس ولا إرهابهم، وأقسم بالله من يطلق الرصاصة على مواطن أو يتعدى على منشأة عسكرية لن يكون مصيره إلا الهلاك".
وأشار إلى أن اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، قال له إنه "لم ير السيسي، بهذا الانفعال والغضب"، منوها ( ياسر رزق) إلى أن هذه الرواية سمعها بعد الثورة من الفريق السيسي، واللواء عباس كامل".
وشدّد على أنه "بعد هذا اللقاء حدث اجتماع يوم 25 يونيو/حزيران 2013، والذي جلس فيه الفريق السيسي مع مرسي، وتم الاتفاق عن إلقاء الأخير حديث تهدئة".
وأشار إلى أنه "بعد ذلك حصل مرسي على صيغة الخطاب من الفريق التراس الذي سيلقيه بقاعة المؤتمرات القديمة في مدينة نصر، وكان رأي معاوني الفريق السيسي عدم حضور هذا اللقاء".
وأردف : "الرئيس السيسي، شدد على أنه سيذهب، وأنه مستعد لعمل أي شيء لصالح البلد، حيث سمع قادة القوات المسلحة خطابات بذيئة أثناء دخولهم القاعة، وأحد أكبر معاوني السيسي أرسل قوات خاصة تكون موجودة خارجة القاعة لضمان أمن قيادة القوات المسلحة".
كما لفت إلى أن "الإخوان كانوا يعدون قائمة اعتقالات لمدنيين بالأسماء قال لي عنها الوزير حاتم بجاتو.. وهي شخصيات من مختلف التيارات السياسية ومن الإعلاميين".
وأكد أن "السيسي، كان يتابع خطاب مرسي وهو مندهش؛ والذي هدد فيه مرسي المواطنين؛ ورغم ذلك استمر وأعطى مرسي تقدير الموقف الأخير يوم 28 أو 29 يونيو/حزيران 2013؛ والذي يقضي بأنه لابد أن يتم اتخاذ إجراءات".
واستطرد: "يوم 30 حصلت الثورة، والسيسي قال: دي حالة هجرة للجماهير من حالة لحالة أخرى؛ من واقع مرفوض لواقع الدولة المأمولة، بعدما رأى نزول الناس للشوارع، وهذه الأعداد كانت فوق توقعه".
ونبه ياسر رزق أيضا إلى أن، "آن باترسون، السفيرة الأمريكية في القاهرة حينها أكدت أن هناك 6 أشخاص يحكمون مصر ليس من بينهم مرسي"، لافتا إلى أنه "رغم هذا أعطت القوات المسلحة مرسي 4 تقديرات استراتيجية تتحدث عن خطورة الأوضاع في البلاد".
وتابع أن "السيسي لم يكن يطمح لأي شيء على الإطلاق، وفي 2013 قال لمرسي مشروعكم انتهى".
كما كشف "رزق" جانبا من تفاصيل محاولات الإخوان للدفع بأكثر من مرشح توافقي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2012.
وأوضح أن "الإخوان عرضوا على وزير الإعلام الأسبق الراحل منصور حسن، أن يكون مرشحا توافقيا، وأن يكون نائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر نائبا له، لكنه رفض".
وأضاف: "كما عرض الإخوان على رئيس الوزراء الأسبق الراحل كمال الجنزوري أن يكون مرشح توافقي، وأن يكون الشاطر أيضا نائبا، لكن الأخير سخر منهم"، مشيرا إلى أن "الجنزوري كان يقف دائما فى وجه الجماعة الإرهابية".
وأكد رزق، أن "السيسي مدير المخابرات الحربية، وقتها، كان يراهن على نهضة مصر، وعندما سألته ماذا ينقصنا؟.. أجاب قيادة رشيدة حكيمة".
وأشار إلى أن "الرئيس السيسي، ينظر للإعلام على أنه أداة من أدوات حماية الأمن القومي، ويرى أن الإعلام لديه قدرة على زيادة وعي الشعب".
وذكر الكاتب الصحفي ياسر رزق، أن كتابه الجديد "سنوات الخماسين بين يناير الغضب ويونيو الخلاص"، شاهد على التاريخ يقف ضد تزوير الإخوان للتاريخ.
وتابع أن "الكتاب استغرق كتابته عامين، ولم أخف عن القراء المعلومات فى كتاب سنوات الخماسين بين يناير الغضب ويونيو الخلاص".