من الإسكندرية للمنيا.. الإرهاب الأسود يستهدف فرحة المصريين بالأعياد
يعد الهجوم المسلح الذي استهدف مسيحيين مصريين، اليوم الجمعة، هو الهجوم الرابع الذي يتزامن مع مناسبات دينية مختلفة
28 قتيلا و25 مصابا.. كانت الحصيلة الأولى للهجوم الإرهابي الذي استهدف حافلتين تقلان مسيحيين مصريين قرب دير الأنبا صموئيل الواقع بمحافظة المنيا بصعيد مصر.
ويعد هجوم اليوم الجمعة، هو الهجوم الرابع الذي ينفذ ضد المصريين قبل المناسبات والأعياد الدينية منذ نهاية عام 2010، ما يشير إلى جرم الفكر الإرهابي المتطرف، واستهدافه الدائم لفرحة المصريين في الأعياد الدينية.
وقام 10 إرهابيين مسلحين يرتدون زيًا عسكريًا ويستقلون 3 سيارات دفع رباعي، باستهداف حافلات تقل مسيحيين من مدينة بني سويف جنوب مصر، متجهين إلى دير قبطي بمحافظة المنيا، وأثناء سيرهما في الطريق المؤدية للدير، فتحوا الرصاص الحي على ركاب الحافلتين، الذين اتجهوا صباح يوم 26 مايو/أيار الجاري للاحتفال بعيد الصعود وهو احتفال ديني تحتفل به الكنيسة بذكرى صعود السيد المسيح إلى السماء بعد 40 يومًا من احتفالات عيد القيامة المجيد بحسب العقيدة المسيحية.
وجاء توقيت الهجوم المسلح أثناء احتفالات الكنيسة المصرية بـ"عيد الصعود"، وقبل احتفالات العالم الإسلامي بحلول شهر رمضان الكريم بساعات قليلة، ما يؤكد على الفكر الخبيث لدي هذه الجماعات الإجرامية، لبث الرعب في قلوب المصريين وعدم مراعاة أي حرمة لأعياد ومناسبات دينية إسلامية كانت أو مسيحية.
وقبل 47 يومًا، وأثناء احتفالات المسيحيين بأحد الشعانين "الأحد" الذي يسبق احتفالات عيد القيامة، شهدت مصر تفجيرين إرهابيين، وقع الأول بكنيسة مارجرجس بطنطا دلتا مصر، وبعد أقل من ساعة وقع الثاني الذي استهدف الكنيسة المرقسية بالإسكندرية أثناء صلاة القداس الذي ترأسه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مخلفا 47 قتيلا وأكثر من 100 جريح، في يوم 9 أبريل/نيسان الماضي.
ولم يختلف الأمر خلال عام 2016 عن العام الحالي، حيث أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية الملاصقة لمبنى الكاتدرائية الواقعة بمنطقة العباسية بالقاهرة، مخلفا 28 قتيلا وعشرات المصابين.
ووقع التفجير في الـ11 من ديسمبر/كانون الأول، واستهدف الكنيسة المصرية أثناء احتفالات المصريين بالمولد النبوي الشريف، وقبل بدء احتفالات الكنيسة المصرية بعيد الميلاد المجيد، ما يؤكد على بشاعة الفكر المتطرف الذي يبحث بشتى الطرق لاستهداف أمن مصر واستقرارها أثناء المناسبات والاحتفالات الدينية.
وقبل حلول عام 2011 بدقائق قليلة وقبل احتفالات عيد الميلاد بنحو أسبوع، استهدف تفجير إرهابي كنيسة القديسين الواقعة بمنطقة سيدي بشر بالإسكندرية، ما أسفر عن سقوط 23 قتيلا ونحو 100 جريح.
وتشير الحوادث الإرهابية الأربعة منذ عام 2011، التي استهدفت المسيحيين المصريين في مناسبات واحتفالات دينية إلى خطورة الفكر المتطرف والتنظيمات المسلحة التي تحاول أن تنال من وحدة المصريين وتحويل الأعياد إلى سرادق عزاء.
aXA6IDMuMTMzLjExOS4yNDcg جزيرة ام اند امز