المنيا.. من فتن الإخوان لرصاص مذبحة "حافلة الأطفال"
أصوات الرصاص الذي دوّى على طريق مؤد لدير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا بدا كصدى لفتنة أطلقتها من عقالها جماعة الإخوان الإرهابية
بدت أصوات الرصاص الذي دوّى الجمعة على طريق مؤدٍ لدير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا مخلفا 28 قتيلا غالبيتهم من الأطفال، كصدى لفتنة أطلقتها من عقالها جماعة الإخوان الإرهابية قبل نحو 4 سنوات، عقب فض اعتصامين إرهابيين في القاهرة والجيزة، حيث شهدت المحافظة نفسها أعنف موجة عنف خلفت عشرات الكنائس المحترقة.
- 35 قتيلا في هجوم إرهابي على حافلتين قرب دير قبطي بمصر
- شيخ الأزهر: حادث المنيا الإرهابي يستهدف ضرب استقرار مصر
وتحد المنيا شمالا محافظة بني سويف التي استوطنتها مرشد الجماعة الإرهابية محمد بديع منذ الثمانينات من القرن الماضي، حيث خرجت حافلة الأطفال من مركز الفشن في رحلة إلى دير الأنبا صموئيل، فيما تحدها من الجنوب محافظة أسيوط مهْد الجماعة الإسلامية أولى جماعات الإرهاب في البلاد التي نبتت في تربة كتابات القيادي الإخواني سيد قطب الذي أعدمته السلطات المصرية في الستينيات.
والمسلحون المجهولون الذين استقلوا 4 سيارات دفع رباعي استهدفوا حافلتين تقلان مسيحيين، إحداها كانت تقل أطفالا، وسيارة ربع نقل، في صحراء المنيا، هم نتاج الأيديولوجيا الإخوانية التي أججت أسباب الفتنة التي تمر خلال الأسبوع الجاري ذكرى أحد تجلياتها حينما عرّى متشددون في قرية الكرم سيدة مسنة عرفت حينها بسيدة المنيا.
وخلال العامين الماضيين استحوذت المنيا على غالبية أحداث العنف الطائفي التي تندلع من وقت لآخر على خلفية ترميم أو بناء كنائس جديدة، أو قضايا اجتماعية أخرى.
هذه البيئة التي هيئتها أفكار الإخوان الإرهابية تسببت في أسوأ موجة عنف تشهدها عقب فض اعتصامي الجماعة حيث هاجم أنصار الإخوان عشرات الكنائس حيث أحرق ما يزيد عن 80 كنيسة النسبة الأكبر منها كانت في محافظة المنيا ذات الكثافة السكانية القبطية.
ويعد الحادث الإرهابي الذي شهدته المنيا الجمعة هو الأكثر دموية في صعيد مصر منذ موجة العمليات التي اجتاحت مصر في التسعينيات، وتركزت في محافظات الصعيد ذات الطبيعة الجبلية الوعرة وزراعات قصب السكر التي وفرت ملاذات للجماعات الإرهابية.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن عن الهجوم الدامي، لكن تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن آخر هجمات استهدفت كنائس في مصر منذ أواخر العام الماضي وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصا وإصابة عشرات آخرين.
كما يقف التنظيم الإرهابي خلف موجة نزوح جماعي شهدتها مدينة العريش في شمال سيناء على خلفية مقتل 8 أقباط برصاص داعش منذ مطلع العام الجاري.
ويفرض الحادث معادلة أمنية جديدة خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية المسيحية حيث تركزت الجهود الأمنية مؤخرا على حماية الكنائس، لكن توسيع رقعة العمليات الإرهابية واستهداف حافلات تقل أقباطا قد تعيد رسم الاستراتجية الأمنية في البلاد التي أعلنت فيها حالة الطوارئ منذ آخر تفجيريين استهدفا كنيستين في الإسكندرية وطنطا (بوسط دلتا مصر).
ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجمعة لاجتماع أمني مصغر لبحث تداعيات الحادث.