في ذكرى طائرة روسيا.. السياحة المصرية تتعافى من الآلام
مع حلول الذكرى السنوية الأولى لحادثة سقوط الطائرة الروسية فوق شرم الشيخ، لازالت السياحة المصرية تدفع ثمن هذا الحادث الأليم حتى هذه اللحظة.
مع حلول الذكرى السنوية الأولى لحادثة سقوط الطائرة الروسية فوق شرم الشيخ، اليوم الإثنين - في 31 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي- والتي راح ضحيتها 224 شخصاً أغلبهم روس، لازالت السياحة المصرية تدفع ثمن هذا الحادث الأليم حتى هذه اللحظة.
فتعليق الرحلات الروسية أفقد مصر أكبر مصدر للوفود السياحية بعدد 4 ملايين سائح سنوياً، بالتزامن مع تعليق بريطانيا لرحلاتها أيضاً إلى شرم الشيخ.
وتُرجمت هذه الأزمة في تراجع إيرادات السياحة لأدنى مستوياتها على مدار 15 عام، إذ أنه خلال الشهرين التاليين لسقوط الطائرة خسرت مصر قرابة 4.4 مليار جنيه إيرادات كانت منتظرة من السياحة الروسية والإنجليزية ليصل إجمالي الانخفاض في السياحة الوافدة إلى 10 % عن عام 2014 والإيرادات بانخفاض 15% .
واستمر هذا التراجع حتى انخفضت إيرادات النصف الأول من 2016 إلى 979 مليون دولار، بانخفاض 70% عن نفس الفترة من عام 2015 التي حققت 3.4 مليار دولار.
وتزامن هذا مع تراجع حاد في أعداد الوفود السياحية التي بلغت منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 حتى يوليو/تموز 2016 إلى 3.886 مليون سائح بمتوسط شهري 426.6 ألف سائح، في حين بلغ عدد السائحين الذين استقبلتهم مصر خلال العام المالي 2014/2015 نحو 10.243 مليون سائح بمتوسط شهري 853.6 ألف سائح.
من جانبه، يقول محلل الاقتصاد الكلي رامي عرابي لدى مؤسسة مباشر إنترناشيونال، والذي أعد مذكرة بحثية ترصد تطورات السياحة، إن النشاط تراجع بمعدلات قياسية حتى وصل إلى أدنى مستواه في يونيو/ حزيران الماضي، ولكنه عاود التحسن بشكل ملفت في يوليو/ تموز الذي شهد استقبال 529.2 ألف سائح.
وتابع، معدل انخفاض أعداد السائحين تراجع على أساس سنوي من 60% في يونيو/ حزيران إلى 42% في يوليو/ تموز الماضي، وذلك نتيجة ارتفع عدد السياح العرب بمعدل شهري بلغ 93%،
وأشار عرابي إلى أن هناك مؤشرات تبدو إيجابية على فرص السياحة لاستعادة قدر جيد من النشاط، إذ قررت الخطوط الجوية التركية استئناف رحلاتها إلى شرم الشيخ.
هذا وقد أعلن يحيى راشد، وزير السياحة المصري، أن شركة توماس كوك البريطانية، ستستأنف رحلاتها للمدن السياحية المصرية الشهر المقبل، مشيراً إلى أن الشركة ستقوم بتسيير 34 رحلة لشرم الشيخ والغردقة والأقصر أسبوعياً، على أن تقوم الشركة بزيادة رحلاتها لـ 80 رحلة أسبوعياً.
وبحسب إحصائيات هيئة تنشيط السياحة، فإن إجمالي السياح البريطانيين القادمين لمصر في 2015 بلغ 869 ألف سائح، مقارنة بـ 906 آلاف سائح خلال 2014 بتراجع بلغ 4%.
ويشكل السياح العرب، ملاذاً للسياحة المصرية لتعويض جانب من التراجع الملفت في أعداد الوفود السياحية، إذ ارتفع عددهم من 121.4 ألف في يونيو/ حزيران إلى 233.5 ألف في يوليو/ تموز الماضي بمعدل نمو 92.3%.
وأكد على غنيم عضو اتحاد الغرف السياحية أن مصر عليها استغلال ارتفاع معدل تدفق السياح العرب على مصر، من خلال إنشاء المراكز التجارية لإتاحة سياحة التسوق التي يفضلها السياح العرب.
ويشير غنيم إلى أن هذا التوجه بات مطلوباً الآن حتى نخلق قدراً من التوازن في إيرادات السياحة.
وتعلق مصر آمالاً على استعادة السياحة لنشاطها المعهود، إذ أعلن وزير السياحة المصري يحيي راشد في وقتٍ سابق، أن مصر تهدف إلى جذب 12 مليون سائح بنهاية 2017.
وتعمل مصر على وضع نظام أمني جديد في المطارات الرئيسية سواء شرم الشيخ أو القاهرة الدولي وفقاً للاشتراطات العالمية أملاً في استعادة السياحة الروسية.
ولكن على الجانب الآخر، أكد وزير المالية المصري، عمرو الجارحي، أن حصيلة قطاع السياحة تراجعت إلى 4.5 مليارات دولار في العام المالي الماضي 2015/2016، مقابل نحو 12 مليار دولار في سنوات ما قبل ثورة 25 يناير/كانون ثاني، وأن الإيرادات خلال العام الحالي لن تتجاوز 5 مليارات دولار.